صمود وانتصار

الجبهة الزراعية.. بها يتحقّق الانتصار

الصمود | مقالات | محمد الضوراني

 

الجبهة الزراعية بشقيها النباتي والحيواني جبهة يستكمل بها الشعب اليمني عوامل النصر القادم، هذه الجبهة المهمة والاستراتيجية في الحفاظ على أمن اليمن الغذائي، الأمن الحقيقي الذي لا بُـدَّ أن نتحَرّك نحن جميعاً الحكومة والشعب في سبيل تحقيقه، هذا الجانب المهم والضروري وبالأخص في المرحلة القادمة، لا يمكن التساهل فيه أَو التغاضي عنه، جبهة مهمة جِـدًّا والسيد القائد قد تحدث عنها في الكثير من المحاضرات والدروس والتوجيهات.

 

قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، قدّم العديد من الرؤى الاقتصادية الهامة في سلسلة المحاضرات الرمضانية القيمة، متحدثاً من منطلقٍ قرآني عن أهم المشاكل الاقتصادية التي تعانيها البلاد التي أنعم الله عليها بالكثير من النعم، ووضع أمام اليمنيين العديد من النماذج الناجحة التي حقّقتها كثير من دول العالم لحسن استثمارها للنعم المتاحة فيها، وأكّـد في محاضرة رمضانية أن التفاوت في التنمية بين دول وأُخرى لم يكن نتيجة امتلاك الموارد والثروات، فدولة كاليابان لا تملك المزيد من الموارد الأولية التي تستخدمها في الإنتاج، بينما تملك دول فقيرة نعماً متعددة وكبيرة، ولكنها لم تستطع التغلب على الفقر والفاقة وتعاني التبعية الاقتصادية لدول الاستكبار.

 

أعاد قائد الثورة ذلك التفاوت إلى حسن استثمار النعم المتباين بين دولة وأُخرى، مؤكّـداً أن اليمن التي تحتل المرتبة الأخيرة من بين دول العالم في قائمة التنمية المستدامة، إذ حباها الله بنعم وافرة وكثيرة، تفتقر إليها الكثير من الدول الأُخرى.

 

يُشير الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، إلى توافر المقومات الأَسَاسية في اليمن، والتي تمكّنه من تحقيق التنمية الزراعية، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي الغذائي، لا سِـيَّـما وأن اليمن يمتلك كامل المؤهلات الطبيعية للإنتاج الزراعي، وبما يؤهله لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من السلع الغذائية، ومرّد ذلك الأراضي الشاسعة، والصالحة للزراعة، والتي بمقدورها إنتاج كُـلّ الحاجات من الغذاء، وتحديداً الحبوب، حَيثُ يقول: “في اليمن نفسه كم من الأراضي في اليمن تصلح للزراعة، ونحن نستورد حتى العدس وحتى الفاصوليا والقمح والذرة من أستراليا ومن الصين وغيرهما؟! واليمن يكفي –لو زُرع– لليمن ولغير اليمن”.

 

يُؤكّـد السيد القائد أن اليمن بلدٌ يمتلكُ كُـلّ المقومات المهمة، وبلدٌ زراعي بما تعنيه الكلمة، ولديه قوة عامة كثيرة العدد.

 

وبالرغم ممَّا تمتلكه اليمن من مقوماتٍ اقتصاديةٍ وإنتاجيةٍ كبيرة، إلاَّ أن الأرقام والنسب عن حجم الغذاء القادم من الخارج مُهولة تصل إلى أكثر من (80 %) من الغذاء يتم استيراده من الخارج، وبمبالغ تصل إلى مئات المليارات كُـلّ عام، الأمر الذي يحتم على الجميع الاتّجاه نحو الاعتماد على الذات، والرجوع إلى زراعة الأراضي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، لا سِـيَّـما مع استمرار العدوان، والحصار الاقتصادي الشامل، الذي يجب تحويله إلى فرصة، لإنعاش القطاعات الإنتاجية، وعلى رأسها التوجّـه نحو إنعاش الزراعة في مجال الحبوب، التي تعد أهم سلعة غذائية يحتاجها جميع سكان اليمن دون استثناء، خَاصَّة وأن اليمن يمتلك مقومات زراعية، وبشرية كبيرة، ومتوفرة في مجال الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.

 

إن الحقيقة التي يجب أن يعرفها كافة أبناء الشعب اليمني، هي أن يعودوا إلى جذورهم، في الاهتمام بالزراعة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال إنتاج حاجة اليمن من الحبوب، من خيرات أرضه الطيبة، فلا يزال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يؤكّـد في أكثر من خطاب ومناسبة على ضرورة التوجّـه الجاد نحو الزراعة والإنتاج المحلي من الغذاء، لتقليل الاستيراد الخارجي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، لا سِـيَّـما في هذه الظروف التي يعاني فيها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار الاقتصادي.

 

لا بُـدَّ أن نعي أهميّة المرحلة وأن نتحَرّك بجد واهتمام، في كُـلّ المؤسّسات الزراعية ونبتعد عن الروتين الممل وحالة الجمود، والانتظار لما يأتينا من المنظمات ونتحَرّك مع المجتمع، ونقدم خدماتنا للمجتمع، العدوان يستهدف الجميع دولة وشعباً ولا بُـدَّ أن نعزز عوامل القوة في مواجهة هذا العدوان القذر والمنحط ونبني اليمن البناء الحقيقي الذي يحقّق لها التمكين والنصر القادم بإذن الله وبسواعد الشرفاء والأحرار من أبناء الشعب اليمني بكل فئاته.