صمود وانتصار

المزيد من دول العالم تعلق رحلاتها مع جنوب قارة أفريقيا خوفا من انتشار متحورة “أوميكرون”

الصمود – علقت عدة دول حول العالم رحلاتها القادمة من جنوب قارة أفريقيا التي رصدت فيها متحورة “أوميكرون” وذلك خوفا من انتشار واسع لهذه المتحورة الجديدة لفيروس كورونا التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية “مقلقة”.

 

وعلى خلفية ذلك،أثارت هذه القرارات والتوصيات استياء جنوب أفريقيا التي رأت أنها “غير مبررة” معتبرة أن “بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحل مشكلة عالمية”،إذ لم يسبق لأي متحورة جديدة أن أثارت هذا القدر من القلق حول العالم، منذ ظهور المتحورة دلتا.

 

وفي هذا الإطار، أعلنت بريطانيا السبت تسجيل أول إصابتين على أراضيها بالمتحورة “أوميكرون”، مشيرة إلى أن الحالتين رصدتا لدى شخصين قدما من جنوب القارة الأفريقية.

 

وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد في بيان “تحركنا سريعا والشخصان المعنيان في عزلة ذاتية فيما يجري تعقب المخالطين”.

 

وبعد دول أمريكية شمالية وأوروبية وعربية، أغلقت استراليا وقبلها البرازيل، حدودها أمام القادمين من جنوب القارة الأفريقية.

 

كما أعلنت سريلانكا وتايلاند وسلطنة عمان أيضا تعليق دخول القادمين من دول الجنوب الأفريقي.

 

وحظرت أستراليا السبت الرحلات الجوية من تسع دول في جنوب أفريقيا.

 

وقال وزير الصحة غريغ هانت إن غير الأستراليين الذين زاروا جنوب أفريقيا وزيمبابوي ودولا أخرى في الأسبوعين الماضيين سيمنعون أيضا من دخول أستراليا. وسيخضع المواطنون والمقيمون الذين يسافرون من هذه الدول لحجر صحي لمدة 14 يوما.

 

من جهتها، أوصت وكالة المراقبة الصحية البرازيلية في بيان الجمعة بتعليق الرحلات الجوية من ست دول في أفريقيا الجنوبية “نظرا للتأثير الوبائي الذي يمكن أن تحدثه المتحورة الجديدة على الوضع العالمي”.

 

وأعلنت كندا والولايات المتحدة منع دخول مسافرين من أفريقيا الجنوبية إلى أراضيهما، بينما ستشدد اليابان القيود مع فرض حجر لعشرة أيام على القادمين من هذه المنطقة.

 

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان إن “المعلومات عن هذه المتحورة الجديدة تجعل أكثر وضوحا أن هذا الوباء لن ينتهي بدون التطعيم على مستوى العالم”، داعيا إلى تقديم مزيد من اللقاحات إلى الدول الفقيرة.

 

وأوصى الاتحاد الأوروبي بتعليق جميع الرحلات من جنوب أفريقيا وست دول أخرى في المنطقة بينما أعلنت عدة دول عربية بينها السعودية أنها ستغلق حدودها أمام المسافرين من المنطقة.

 

في أوروبا أعلنت السلطات الصحية الهولندية السبت عن 61 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 بين مسافرين قدموا على متن رحلتين من جنوب أفريقيا، لكنها تحتاج إلى مزيد من الفحوص لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالمتحورة الجديدة “أوميكرون”. ورصدت إصابة واحدة في أوروبا بالمتحورة في بلجيكا.

 

وحظرت دول أوروبية عدة بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا والدول المجاورة لها. وستطبق روسيا قرارا مماثلا اعتبارا من الأحد وإسبانيا بدءا من الثلاثاء.

 

وسجلت إصابة واحدة بأوميكرون في هونغ كونغ واثنتان في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام48 لدى شخصين عائدين من ملاوي وبوتسوانا.

 

ورأت جنوب أفريقيا أن هذه القرارات والتوصيات “غير مبررة”. وقال وزير الصحة جو فاهلا في مؤتمر صحفي مساء الجمعة إن “بعض ردود الفعل غير مبررة”. وأضاف “بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحل مشكلة عالمية”.

 

وتحدث رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة و”ناقشا التحديات التي تفرضها المتحورة الجديدة لفيروس كوورونا عالميا، وطرق العمل معا للتعامل مع السفر الدولي وإعادة فتحه”، وفق ما قال متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية.

 

وقالت الحكومة الجنوب أفريقية السبت في بيان إن “هذه السلسلة الأخيرة من إجراءات حظر السفر تعاقب جنوب أفريقيا على تحديدها التسلسل الجينومي المتقدم وقدرتها على اكتشاف متحورات جديدة بسرعة أكبر. يجب تكريم التفوق العلمي وليس معاقبته”.

وقالت الحكومة الجنوب أفريقية السبت في بيان إن “هذه السلسلة الأخيرة من إجراءات حظر السفر تعاقب جنوب أفريقيا على تحديدها التسلسل الجينومي المتقدم وقدرتها على اكتشاف متحورات جديدة بسرعة أكبر. يجب تكريم التفوق العلمي وليس معاقبته”.

 

كما أعلنت وزارة الخارجية “نلاحظ أيضا أن متحورات جديدة اكتشفت في بلدان أخرى. ولا علاقة لكل منها بجنوب أفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن رد الفعل تجاه هذه الدول يختلف اختلافا جذريا عن ردود الفعل تجاه جنوب أفريقيا”. وشددت على أن منظمة الصحة العالمية نصحت بعدم اتخاذ إجراءات مماثلة في الوقت الحالي من أجل تفضيل “نهج علمي قائم على الأخطار”، وأن حكومة جنوب أفريقيا “تتماشى” مع هذا الموقف.

 

ولحظر السفر نتائج مأساوية لجنوب أفريقيا قبل الصيف الجنوبي مباشرة عندما تكون حدائق الحياة البرية والفنادق ممتلئة عادة. فقد كان قطاع السياحة قد بدأ للتو يأمل في موسم عادي.

 

وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور في بيان “قلقنا الفوري هو الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بقطاع السياحة والأعمال”.

 

أدت المخاوف من انتشار جديد لوباء كوفيد-19 إلى إرجاء المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية وهو الأول لها منذ أربع سنوات. وكان يفترض أن يشارك في المؤتمر أربعة آلاف شخص من 30 نوفمبر إلى الثالث من ديسمبر.

 

ويحاول العلماء بالفعل فهم هذه الطفرات الجديدة. وأعلنت مختبرات موديرنا أنها تخطط “لتطوير لقاح” ضد أوميكرون.

 

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن الأمر سيستغرق “أسابيع عدة” لفهم قدرة الفيروس على الانتشار وشدته.

 

من جهتها قالت الوكالة الأوروبية للأدوية أنه من “السابق لأوانه” التخطيط لتكييف اللقاحات مع متحورة أوميكرون.

 

وسجلت في جنوب أفريقيا 22 إصابة بالمتحورة الجديدة لكوفيد-19 معظمها لدى شباب حسب المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا.

 

وسجلت إصابات في بوتسوانا وإصابة في هونغ كونغ لشخص عائد من رحلة إلى جنوب أفريقيا.

 

وأطلقت منظمة الصحة العالمية اسم “أوميكرون” على المتحورة الجديدة لكوفيد-19التي رصدت أول مرة في جنوب أفريقيا، كما صنفتها “مقلقة”.

 

وأوصى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي اجتمعوا في شكل عاجل الجمعة لبحث خطر المتحورة الجديدة، الدول الـ27 في الاتحاد بتعليق الرحلات الآتية من هذه المنطقة.

 

وفي هذه المرحلة يبدو العلماء في جنوب أفريقيا غير متأكدين من فعالية اللقاحات الموجودة ضد الشكل الجديد للفيروس.

 

وقال عالم الفيروسات توليو دي أوليفييرا في مؤتمر صحافي في وزارة الصحة بجنوب أفريقيا إن المتحورة الجديدة تنطوي على عدد “كبير جدا” من الطفرات “ويمكننا أن نرصد إمكان انتشارها بسرعة كبيرة”.

 

ويلفت العلماء إلى أن المتحورة “بي.1.1.529” تحمل ما لا يقل عن 10 نسخ مختلفة في مقابل نسختين للمتحورة دلتا. يمكن أن يؤدي تحول الفيروس الأولي إلى جعله أكثر قابلية للانتقال إلى درجة تجعل المتحورة سائدة.

 

وأوضح البروفسور ريتشارد ليسيلز أن “ما يقلقنا هو أن هذه المتحورة قد لا تكون لديها قدرة انتقال متزايدة فحسب بل قد تكون قادرة على اختراق أجزاء من جهاز المناعة لدينا”.