صمود وانتصار

رئيس الوزراء يفتتح فعالية “البرمجة وريادة الأعمال” بصنعاء

الصمود|

أكد رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أنه رغم الحصار والسجن الكبير الذي وُضع فيه الشعب اليمني من قِبل المعتدين، إلا أن هناك إبداعا ينجزه شباب اليمن في مجالات متعددة.

 

جاء ذلك في افتتاح فعالية البرمجة وريادة الأعمال، التي نفذتها منظمة “كلنا مبدعون” التقنية التنموية بالشراكة مع الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ومركز تقنية المعلومات في وزارة التعليم العالي.

 

واعتبر رئيس الوزراء هذا النشاط من أبرز الأنشطة، التي يستثمر فيها الشباب طاقاتهم الهائلة، التي ينبغي أن يتم رعايتها وتوجيهها، ليتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم من إمكانات وقدرات، وتوظيفها لخدمة المجتمع.

 

وقال: “اليمنيون لديهم صبر وجلد، وهم اليوم -بعد سبع سنوات من العدوان والحصار- أكثر إصراراً على ألّا يفوت وطنهم قطار التنمية والعلم والإبداع، فالكل يساهم في مجاله واختصاصه”.

 

ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن الفعالية من المبادرات النوعية المحدودة المعنية بهذا النوع من النشاط والإبداع .. مبيناً أن العالم أجمع يتّجه اليوم نحو الاقتصاد الرقمي المبني على الفضاء المفتوح، الذي يعتمد على معطيات التواصل التقني التي تخدم فكرة التطوير والاستفادة من الآخر، أكان في شرق أو غرب الكرة الأرضية، بسهولة ويسر.

 

وذكر أن كل فروع الاقتصاد، اليوم، مبنية على القدرات التقنية والبرمجيات التي ينتجها المبرمجون .. مؤكداً أن مؤسسات الدولة معنية بتشجيع هذا النوع من الفعاليات، وأي مؤتمر قائم على أساس المعرفة والوقوف إلى جانبه والحفاظ عليه، وتبنّي مخرجاته بما يعزز الجانب المعنوي للشباب والاستفادة منها، في مسار التنمية والتطوير والتحديث.

 

وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة بمشاركتها في الفعالية تجسّد دعمها لهذا النوع من المؤتمرات، وحرصها على دعم مبادرات وإبداعات شباب اليمن في مختلف الميادين العلمية والمعرفية والابتكارية.

 

ونوّه برعاية وزارة التعليم العالي للكثير من المؤتمرات العلمية، التي عقدت -خلال الفترة الماضية- في الجامعات اليمنية ودعم زارتي الصناعة والتجارة والاتصالات وتقنية المعلومات لعدد من الورش والمؤتمرات واللقاءات الأخرى.

 

وأشار إلى أن من يسمون أنفسهم حكومة شرعية ومجلس انتقالي، يفتقدون حتى لمثل هذا النوع من المؤتمرات العلمية، لأنهم يخوضون صراعات متواصلة فيما بينهم بأمر من السفيرين السعودي والإماراتي.

 

وأضاف: “نحن هنا ليس لدينا شيء، ومع ذلك ضبطنا إيقاع الأسعار بالتزامن مع ترسيخ للأمن، وصون سكينة المجتمع مع تحقيق استقرار في سعر العملة الوطنية”.

 

وتوجّه رئيس الوزراء، في ختام كلمته، بالشكر للجهات التي ساهمت في تنظيم الفعالية من القطاعين الحكومي والخاص ومنظمات، ومنها وزارة الاتصالات التي تحتضن هذا النشاط.

 

وفي الفعالية، التي حضرها وزيرا التخطيط والتنمية عبد العزيز الكميم والدولة الدكتور حميد المزجاجي، أشار وزير الصناعة والتجارة، عبد الوهاب الدرة، إلى أهمية صناعة تقنية المعلومات التي تحتل مكانة متميّزة، ولها أهميتها في اقتصاديات البلدان والعالم بصورة عامة.

 

وأكد ضرورة الاستفادة منها في تطوير الأنشطة والأعمال، للارتقاء بنوعية الخدمات، وتحسين مستويات الأداء في المؤسسات الحكومية، وشركات القطاع الخاص.

 

وشدد على تضافر جهود الجهات الحكومية والقطاع الخاص، لتطوير البيئة الاستثمارية، ودعم صناعة تقنية المعلومات، وتعزيز التنافس، لتحقيق تنوع الاقتصاد الوطني، والاستفادة من التقنيات الحديثة، وطاقات الشباب وإبداعاتهم.

 

ولفت الوزير الدرة إلى أن الوزارة، وفي إطار دعمها للشباب وروّاد ورائدات الأعمال، خصصت نافذة لهم لتسجيل شركاتهم وإعفائهم من نسبة كبيرة من الرسوم، بهدف دعمهم وتسهيل وتبسيط الإجراءات أمامهم.

 

وتطرّق إلى جهود الوزارة في إعداد مشروع قانون تنظيم التجارة الإلكترونية، الذي سيتم تقديمه إلى مجلس الوزراء .. وقال: “ينبغي الاهتمام بروّاد الأعمال والشباب، وتبنّي نماذج اقتصادية مبتكرة تستوعب التوجّهات العالمية الجديدة في دعم تنوع الاقتصاد الوطني، واستدامته، وتعزيز قدراته التنافسية، وتطوير البيئة الاستثمارية النشطة”.

 

واعتبر وزير الصناعة تدريب وتأهيل المبرمجين، واستقطاب الخبراء منهم، خطوة متقدّمة لبناء اقتصاد رقمي للدولة في ظل سرعة التغيير الرقمي في العالم، ما سيجعل شكل الاقتصاد مختلفا، وطبيعة المهن تتبدل، والبقاء سيكون أكثر استعداداً وسرعة ومواكبة للمتغيّرات.

 

وأشاد بمنظمة “كلنا مبدعون” التقنية التنموية على تنظيم الفعالية، وغيرها من الفعاليات التي تُعنى بنشر الوعي في مجالات تقنية المعلومات، ومنها مؤتمرات التجارة الإلكترونية.

 

من جهته، أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس مسفر النمير، ضرورة إدماج صناعة تقنية المعلومات والبرمجيات في مناهج التعليم العام والجامعي والأكاديمي، وإيجاد حاضنات علمية ومعرفية لرعاية المبدعين.

 

ولفت إلى الخطوات الجادة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في إيجاد حاضنات تطبيقية للشباب المبدعين، وإتاحة الفرص أمامهم، لتجربة أعمالهم وتمكينهم من تشغيلها.

 

وأكد أهمية تعزيز الشراكة مع وزارة التعليم العالي في تبنّي مشاريع التخرج المتميّزة في مجالات تقنية المعلومات والبرمجيات، دعما وتشجيعا لهم .. مشيراً إلى استعداد وزارة الاتصالات إطلاق مشروع “بنك الكفاءات” لجمع وتوثيق مشاريع الشباب.

 

واستعرض الوزير النمير خطط وبرامج “مدينة الصماد الرقمية” والمعهد العام للاتصالات في تدريب وتأهيل الشباب والمبرمجين والمبدعين .. مؤكداً أهمية الخروج بتوصيات ونتائج تسهم في تطوير قطاع تقنية المعلومات والبرمجيات.

 

في حين أشار نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار، خالد شرف الدين، إلى استعداد الهيئة لتقديم التسهيلات اللازمة لروّاد الأعمال وشركات البرمجيات عبر النافذة الحكومية في الهيئة.

 

وكشف أنه سيتم تشكيل فريق وطني لإعداد الإستراتيجية الوطنية لقطاع تقنية المعلومات بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات .. داعيا إلى تعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، لإنجاح هذا المشروع.

 

بدوره، أشار نائب رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، الدكتور عبد العزيز الحوري، إلى دور الهيئة في رعاية المبدعين والمبتكرين في مختلف المجالات، ومنها صناعة وتقنية المعلومات والبرمجيات.

 

ولفت إلى أهمية صناعة البرمجيات في ظل الثورة المعلوماتية .. داعيا إلى إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في هذه المجالات، والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية والمحلية.

 

من جهته، أشار مدير مركز تقنية المعلومات في وزارة التعليم العالي، الدكتور فؤاد عبد الرزاق، إلى حرص الوزارة على إيلاء التكنولوجيا ومجالاتها اهتماماً، انطلاقا من كون مؤسسات التعليم العالي هي المعنية ببناء وتخريج الكوادر الهندسية والبرمجية.

ولفت إلى أنه يجري الإعداد للمعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية، وتصنيف التخصصات والبرامج وفقا للمعايير الدولية، بالشراكة مع سوق العمل، وبإشراف مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة.

 

وأكد عبدالرزاق أنه سيتم إلزام الجامعات والكليات والمعاهد بهذه المعايير والضوابط، وتشجيعها على التميّز والمنافسة، وتحفيز البحث العلمي والإبداع والابتكار في مجالات الحوسبة والتكنولوجيا، من خلال الأنشطة المختلفة، ومنها المسابقة الوطنية لمشاريع التخرج الجاري تنفيذ دورتها الثالثة بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة.

 

وعبّر عن الثقة في إقامة شراكة أكثر عملية وإنتاجية مع جميع المؤسسات والأفراد، وحشد الطاقات والإمكانات المتاحة لخدمة الوطن والمبرمجين.

 

من جهتها تطرّقت المدير التنفيذي لمنظمة “كلنا مبدعون” التقنية التنموية، المهندسة وفاء العريفي، إلى أهمية الفعالية حول البرمجة وريادة الأعمال، التي تقيمها المنظمة بالتعاون مع هيئة العلوم والتكنولوجيا والابتكار ومركز تقنية المعلومات في وزارة التعليم العالي، في إطار فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، الذي يُكرّس للاحتفاء بالمبدعين والمبتكرين وروّاد الأعمال.

 

وأشارت إلى أن الهدف من الفعالية رفع الوعي المجتمعي بأهمية التكنولوجيا وتشجيع المبرمجين والتقنيين في مجال البرمجة، الذين يملكون مشاريع تحمل أفكاراً جديدة، تُسهم في خدمة المجتمع اقتصادياً وصحياً وتعليمياً، والمساهمة في ازدهار وتنمية اقتصاد المعرفة، وتسليط الضوء على دور المبرمجين والتقنيين حاضراً ومستقبلاً.

 

ويناقش المشاركون على مدى يومين أوراق عمل حول التعريف بالبرمجة وأهميتها للفرد والمجتمع، والخطوات الأساسية للوصول إلى برمجة احترافية، لتأسيس مشاريع، ودراسة الفجوة بين الجامعات وسوق العمل، ومعوّقات المبرمجين، وأسباب القصور لديهم في اليمن، والبنية التحتية للتقنية في اليمن “الإنترنت، وغيره”