صمود وانتصار

الــتـطـوع … مصطلحٌ شوهته المنظمات

سيف الدين المجدر
يعرف العمل التطوعي بأنه العمل وبذل الجهد الذي يقوم به فرد أو مجموعة، سواء كان ذلك الجهد بدنياً أو فكرياً أو اجتماعياً أو مادياً أو دينياً، ويكون هذا الجهد بروحية لا تنتظر أي مقابل.
والتطوع في الأصل هو واجب ديني ومسؤولية وطنية، وبالتطوع يستثمر الشباب طاقاتهم في سبيل بناء البلاد والتعاون الإجتماعي.
التطوع في بلادنا قد شوهته المنظمات، وأقدمت على سلب روحيته، فالتطوع الحقيقي يكون دون مقابل وبرغبة حقيقة في العطاء، والتطوع المنظماتي هو عبارة عن مئات الدولارات تمنح تحت مسمى (التطوع).
أي تطوع هذا!! الذي لا يتوافق لا مع المعايير الدينية ولا مع معايير الإنسانية، وحين أذكر الدولارات لا أتكلم عن مبلغ صغير يمنح كبدل مواصلات أو تغذية، أنا أتكلم عن مبالغ مالية قد تكون أكبر من مبالغ العاملين الأساسيين في هذه المنظمة أو تلك،
أنا هنا لا أنتقد الدولارات التي تمنح بحد ذاتها ولكن ننتقد المسمى الذي تمنح له، هذا المسمى المقدس الذي يتجسد في الإحسان إلى الناس، والإهتمام بأمورهم… هذا المسمى الذي يجعل المجتمعات روحاً واحدة في مواجهة التحديات.
قد كان لمثل هكذا أنشطة منظماتية أضرار كارثية على روحية الشباب اليمني، وما أن تذكر له التطوع حتى يتبادر إلى ذهنه مئات الدولارات، بينما يفترض أن يتبادر إلى ذهنه الواجب الديني والمسؤولية الوطنية تجاه هذا المجتمع الذي يعيش فيه.
ويجب أن تواجه مثل هذه الأنشطة قانونياً وبحملة توعية للشباب، من أجل الحفاظ على قداسة التطوع العظيمة.
هناك مبادرات مجتمعية في الميدان جسدت العمل الطوعي الحقيقي في أروع صورة، مبادرات مجتمعية في شق وصيانة الطرقات، ومكافحة الأوبئة، ومبادرات في الجانب التعليمي ومبادرات التكافل الاجتماعي وغيرها من الجوانب الأخرى.
قوة هذه المبادرات كانت من قوة وعزائم المتطوعين الذين شاركوا فيها برغبة ذاتية واستشعاراً منهم لمسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم، وقد كانت مبادراتهم انطلاقةً مجتمعية لم تستجدي المنظماتي ولم تنتظر الرسمي.