أكثر بكثير
أحلام شرف الدين
انتظرنا هذا الخروج المشرف لملايين الشعب اليمني الشرفاء وتطلعنا بشوق لرفع راية النصر الذي لا يساوره شك ولا يخالطه ريب فها نحن نقف صامدين ثابتين بعد عام من العدوان الذي لم ينس أن يمطرنا بوابل من الغارات ليلا نهارا ويمكر بنا سرا جهارا, وبعد كل تلك المجازر المروعة وأرقام الإحصائية الخيالي على الصعيد البشري والصعيد المادي فقد تهاوى الناس بين أعيننا بين شهيد وجريح وتجمعت أكوام الخراب وتساقطت معالمنا الأثرية التي كانت تعبيرا صادقا عن حضارتنا وعروبتنا وسبقنا التاريخي والإنساني, أفليس هذا كافيا لأن يصقل الفرد اليمني ليصبح خارقا للعادة وخارجا عن الواقع.
وبعد عام كامل من الصمود ورغم حجم المأساة توالت تلك الانتصارات وتعددت النجاحات وتكشفت عدة حقائق وظهر الخبيث من الطيب; ثم بعد هذا وذاك ننتصر في اللحظات الأخيرة من 26 مارس على عشاق الفتنة ومناصري الفرقة والتشتت ويمر الحفل السبعيني والستيني بسلام على ما فيهما من نوايا سيئة أنجانا الله من دواهيها.
الغريب في الأمر تلك الجماعة التي ارتدت نظارتها السوداء قبل أن تحزم حقائب المشاركة لتبدأ في قياس المسافات وتدوين جوانب القصور دون أن تخلعها لدقائق فتستمتع بطعم ذلك النصر وتستنشق رائحة الكرامة, وهؤلاء حقيقة ضيعوا على أنفسهم حلاوة العزة ومكثوا بين سندان الشمس ومطرقة الازدحام.