صمود وانتصار

المعركة البحرية بدأت ولن تنتهي

مقالات|| الصمود|| عبدالقوي السباعي

(المعركة البحرية بدأت ولن تنتهيَ إلا بالتحرير الشامل)

 

بات معروفاً للجميع كيف تتولى ترسانات دعائية هائلة ومنظومات إعلامية كبيرة مكونة من عدة قنوات فضائية ومحطات تلفزة ووكالات أنباء وصحف ومواقع إخبارية وصفحات ممولة في مواقع التواصل، دعمَ ومواكبةَ كُـلّ الأعمال العدائية لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني على اليمن، وكذا دعم حضور وتواجد هذا التحالف داخل مياه البحر الأحمر والمياه الإقليمية اليمنية، بما في ذلك الاحتلال لمعظم الجزر اليمنية، وتقومُ بمناسبةٍ وغير مناسبة بتبرير ذلك التواجد على أنه هدفٌ استراتيجي مشروعٌ لحماية خط وطريق الملاحة الدولية، بل وتنسب لهذا التحالف الكثير من الإنجازات الميدانية الوهمية في هذا القطاع الحيوي الخاص باليمن.

 

وحتى اليوم، لا تزال عشرات الجزر المأهولة وغير المأهولة الواقعة بالقرب من مضيق باب المندب، تحت سيطرة ما يسمى بقوات خفر السواحل الموالية للإمارات، ما يعكس تمسّك أبو ظبي، ومعها تل أبيب، بالبقاء في هذه المنطقة، وإدامة سيطرتهما على الممرّ الملاحي الدولي والمضيق الاستراتيجي، وهو ما ترفضه القيادة الثورية السياسية والعسكرية في صنعاء، والتي تفرض سيطرتها على جزر قطاع كمران التي تضمّ 17 جزيرة غير مأهولة من إجمالي 152 جزيرة واقعة في قطاع البحر الأحمر والساحل الغربي للبلاد.

 

القيادةُ اليمنيةُ في صنعاء -التي تجنّبت الخوضَ في مواجهاتٍ بحريةٍ خلال السنوات الماضية؛ لانشغالها بالمواجهات البرّية من جانب، وعكوفها على تعزيز قدرات قوّاتها البحرية ورفعها إلى أعلى المستويات من جانب آخر- توعّدت بتحرير كُـلّ شبر من أراضيها واستهداف أية قوات غازية في البرّ والبحر، فيما لم يستبعد مراقبون لجوءَها، مستقبلاً، إلى تنفيذ عمليات بحرية مباغتة، تستهدف إنهاء الهيمنة الإماراتية على جزر البحر الأحمر وتحريرها، وتحديداً تلك الواقعة في قطاع حنيش وزقر، والمطلّة على مضيق باب المندب.

 

وبالفعل فأول الغيث بدأ يقطر من هُنا من المياه الإقليمية اليمنية، حَيثُ قامت قوات خفر السواحل التابعة لبحرية الجيش واللجان الشعبيّة بضبط سفينة شحن عسكرية ضخمة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، والتي كانت قد تعودت في الفترات السابقة التجوال بحرية داخل مياهنا الإقليمية، لتحمل هذه العملية إشارة واضحة إلى أن الاستراتيجية الدفاعية البحرية المشروعة، بدأت بالفعل ولن تنتهي إلاّ بالتحرير الشامل.

 

في هذه العملية بدا ناطق تحالف العدوان مذهولاً من هول الصدمة وظهر متخبط البيانات مضطرب التصريحات، على العكس الذي ظهر فيها ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، واثقاً ومستبشراً، مستعرضاً بالصوت والصورة السفينة المضبوطة ومحتوياتها من الأسلحة والعتاد الحربي، ليجعل تحالف العدوان بكل أبواقه في موقفٍ مذلٍّ ومخزٍ للغاية، فالسفينة إماراتية والعتاد سعوديّ والطاقم من جنسيات أُخرى، ولا تستبعد التسريبات وجودَ “إسرائيليين” بينهم.

 

عسكريًّا، تأتي العملية كمؤشرٍ أكيد للهزيمة البحرية القادمة لتحالف العدوان، أمام إصرار أبطال الجيش واللجان الشعبيّة لانتزاع النصر مهما بلغت التضحيات، والتي يترافق مع ذلك الهدف الاستراتيجي تكثيفُ الاستعدادات والتجهيزات والتدريبات والمناورات لتعزيز قوة الردع والثبات والاقتدار، الأمر الذي لا بد منه في نهاية المطاف لخوض المواجهة الكبرى، إذ ستكون العمليات البحرية القادمة خاطفةً ومدروسة، وذلك للحد من التكاليف والخسائر المترتبة، مما سيشكل حافزاً قوياً أمام اليمنيين لتوحيد الجهود وتعزيز الإمْكَانيات لإرغام تحالف العدوان وأدواته على الخروج الكامل من البر والبحر وهم صاغرون.