صمود وانتصار

إنجاز القوات البحرية وما يُقَالُ عنه

مقالات|| الصمود|| عبدالرحمن الأهنومي

حتى اللحظة – ورغم الصفعة التي تلقاها تحالف العدوان بالعملية التي تكللت بحمدالله، بضبط السفينة العسكرية – ما زال التحالف الإجرامي المأزوم يعتقد أن بمقدوره الإمساك بمروحة الحرب والتصعيد والتحكم بمساراتها ، بدليل ردة فعله المتنقلة من مركب إلى آخر ، تارة بالتهديد وتارة بتسول بيانات التضامن ، وتارة بتسويق الدعايات وترويج الروايات التي سقطت في اللحظة الأولى.

 

غير أنه من المهم ما يقال بهذه الأثناء، في توصيف العملية النوعية التي نفذها أبطالنا في القوات البحرية في سواحل الحديدة من ضبط للسفينة أولا بعد رصدها لأسابيع ، ثم اقتيادها إلى ميناء الصليف محملة بالعتاد والأسلحة، فمن حيث اعتبرها البعض عملاً بطولياً أظهر شجاعة فائقة لرجال البحرية ، اعتبرها الآخرون عملاً عسكرياً نوعياً قلب معادلة عسكرية أراد تحالف العدوان تكريسها من خلال التصعيد الأخير ، فجاءه الرد من البحر وبانتزاع سفينة محملة بالأسلحة والعتاد واقتيادها إلى ميناء الصليف.

 

وما تزيح عنه العملية العظيمة أنها كشفت عن قوة بحرية لا يستهان بها، باتت تملكها اليمن بعد سبعة أعوام من الحرب ، وعن سعة في الخيارات العسكرية لدى اليمن مقابل ضيق بل انسداد الآفاق أمام تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ، كما أنها كرست معادلة بحرية موازية ومخلة بحرب التجويع والحصار التي يمارسها تحالف العدوان ضد الشعب اليمني ، وقرصنة سفن الوقود والنفط والأدوية والأغذية واحتجازها وخطفها في نقاط التفتيش وسط البحر الأحمر ، وهي كذلك قد تضع حدا للسرقات العلنية التي تمارسها دويلة الإمارات للثروة البحرية من السواحل والجزر اليمنية ، وما يحصل من تجريف للأسماك والبيئة البحرية الثمينة.

 

ومهم أيضا ما يقال بهذا السياق من أن هذه العملية البطولية اليوم تخط طريقا تحرريا سيؤدي بإذن الله إلى تحرير كل سواحلنا وجزرنا من احتلال المحتلين من بدو العرب وعلوج العجم المنافقين ، وأنها تفتح مرحلة جديدة باتجاه استكمال تحرير كل الجغرافيا اليمنية من الاحتلال والجيوش العميلة ، وفرض السيادة اليمنية على المياه واليابسة وعلى الجزر والسواحل وعلى كل شبر يمني ، وأن الشعب اليمني يمضي في إعلان الانتصار العظيم على تحالف العدوان المحتشد من أمريكا وأوروبا إلى السعودية والإمارات إلى مرتزقة الجنجويد وكل المأجورين الذين يقاتلون في صفوف هذا التحالف المجرم.

 

كل ما تقدم مهم ، غير أن الأهم هو ما سيترتب على هذه العملية من تداعيات عسكرية واستراتيجية ، فهي تعد ضربة قاتلة للنظام الإماراتي الذي يشاغب في المنطقة ويحاول تنصيب نفسه كدولة عظمى في المنطقة ، ويحشر أنفه في الحرب على الشعب اليمني منذ سبعة أعوام، غير مدرك للعواقب ولا لحجمه الصغير الذي يمثله.

 

ما سيترتب على هذه العملية لا يمكن لتحالف العدوان بشكل عام أن يتملص عنه بالدعايات والتضليل وتسويق الأكاذيب باعتبار أن العملية تهدد الملاحة البحرية ، هذا التسويق يعبر عن الأزمة بطبيعة الحال ، لأن السفينة ضبطت في مياه اليمن وهي تمارس أعمالا عدوانية ، وهي عسكرية محملة بالأسلحة والمعدات ويقينا سيفرض هذا الانتصار استحقاقات كبيرة للشعب اليمني المظلوم والمعتدى عليه.

 

مرارة الخيبة التي يتجرعها تحالف العدوان وعلى وجه أخص الإماراتي المنكوس بالفعل ، برزت في ردة فعله المرتبكة والمتخبطة إزاء العملية المرهقة جدا ، وكان الوقت كفيلاً بإسقاط كذبته الأولى التي قال فيها “إن (الحوثيين) يقومون بتحميل السفينة أسلحة ومعدات عسكرية ليقوموا بتصويرها ونشرها لإثبات أن السفينة مسلحة»، لم يمر على كذبته نصف ساعة حتى بثت المشاهد ، وما ظهر هو أن السفينة ممتلئة بالأسلحة والمعدات المختومة بختم قواته ، وبكميات تحتاج إلى أيام لشحنها ، وأيضا تلك الأسلحة والمعدات لا يملكها الجيش واللجان الشعبية.

 

العملية النوعية والأداء في التنفيذ مع دقة الأداء في الكشف عنها والإعداد لكل ما يلزم لفضح العدوان ولإثبات مصداقية قواتنا المسلحة ، كلها تسببت لتحالف العدوان بالاختناق والتخبط.

 

وأخيرا فإن العملية العظيمة ما هي إلا نتاج طبيعي لمسار تحرري عسكري – سياسي- إعلامي سيُستكمل حتى تحقيق الانتصار بإذن الله ، وليست مجرد حالة منفصلة تتعلق بعملية ضبط السفينة الإماراتية.. والله غالب على أمره.