صحيفة بريطانية: السعودية تتسول صواريخ خليجية لصد هجمات اليمن
صحيفة بريطانية: السعودية تتسول صواريخ خليجية لصد هجمات اليمن
الصمود../
قالت صحيفة ”فايناشال تايمز“ البريطانية إن السعودية لجأت إلى عدد من دول الخليج لطلب المساعدة لتزويدها بالدفاعات الجوية المستنفدة بعد أن تزايدت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد المملكة من قبل القوات المسلحة اليمنية، حيث استهدفت مواقع عسكرية وحساسة وموجعة في العمق السعودي.
وأكدت أن مع سوء العلاقات السعودية الأمريكية ناشدت السعودية بلدان المنطقة للمساعدة في تجديد المخزون المستنفد من صواريخها الاعترضية لنظام الدفاع الجوي الأمريكي من طراز باتريوت، في الوقت الذي تكثف فيه القوة الصاروخية اليمنية ضرباتها بالصواريخ والطائرات بدون طيار إلى المملكة.
وذكرت أن مسؤول أمريكي رفيع المستوى لم تذكر هويته قال لصحيفة فاينانشال تايمز “إنها مسألة ملحة”، وأن ترسانة الصواريخ لدى الرياض قد تنتهي، لكن هناك دول أخرى في الخليج يمكنهم الحصول عليها منها ، ونحن نحاول العمل على ذلك.. وقد يكون هذا الخيار أسرع من البيع المباشر من الأسلحة من واشنطن
وأفادت عن مصدرين أُطلعا على المحادثات بين السعودية وجيرانها من دول الخليج أن الرياض قدمت من مثل هذه الطلبات.. فهناك نقص في صواريخ الاعتراض.. علاوة على أن السعودية قد طلبت من أصدقائها الحصول على قروض ولكن ليس هناك الكثير مما ينبغي الحصول عليه.
وأوردت أن مصدران آخران قالا إن محمد بن سلمان لمح إلى هذه المسألة أو القضية خلال مؤتمر قمة لمجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الرياض في كانون الأول/ديسمبر ، وأن المملكة اتصلت في وقت لاحق بالدول في المنطقة مباشرة.
وأضافوا أنه ليس من الواضح ما إذا كان جيران السعودية قد تمكنوا من إمدادها بالصواريخ بعد. وفي الوقت نفسه قال خبراء إنه لن يكون سوى إجراء قصير الأجل للمساعدة في تغطية الوقت الذي تستغرقه المملكة لضمان موافقة الولايات المتحدة على بيع الأسلحة.. إذ تستمد السعودية معظم أسلحتها من الولايات المتحدة ، ولكن قدرتها على شراء الأسلحة من واشنطن تعقت بسبب الانتقادات التي وجهها الحزبي الديمقراطي والجمهوري بسب حربها في اليمن ، فضلاً عن المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان تحت قيادة بن سلمان.
وقال مسؤول أميركي آخر إن القوات المسلحة اليمنية كثفت هجماتها على المملكة في العام الماضي ، حيث شنت 375 هجوماً عبر الحدود ضد السعودية ، استهدف العديد منها البنية الأساسية النفطية والمطارات. وأكدت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قام بتجميد بيع الأسلحة الهجومية إلى السعودية بعد وقت قصير من دخوله البيت الأبيض وإنهاء الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن.
وأشارت إلى أن بايدن تعهد بإعادة تقييم العلاقات مع الرياض وانتقد المملكة بسبب مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين، ومع ذلك يعارض الديمقراطيون التقدميون دعم المملكة.
وتابعت الصحيفة أن واشنطن أعادت في العام الماضي نشر بعض أنظمة باتريوت خارج السعودية..في حين يصر مسؤولو إدارة بايدن على التزامهم بالدفاع عن المملكة ، وقد وافقت وزارة الخارجية مؤخراً على بيع 280 صاروخ جو جو في ديسمبر ، إلا أن مجلس الشيوخ رفض محاولة من الحزبين لمنع صفقة تبلغ قيمتها 680 مليون دولار.
وقالت الصحيفة إن السعودية تحارب القوات اليمنية منذ قادت تحالفاً عربياً تدخل في الحرب الأهلية اليمنية في عام 2015، وكان تدخل الرياض مدعوماً من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، ولكن إدارتها وأسلوبها للحرب أثار انتقادات واسعة النطاق وزاد الضغط على الحكومات لوقف مبيعات الأسلحة للمملكة مع مقتل الآلاف من المدنيين اليمنيين في غارات التحالف الجوية ، بما في ذلك مئات الأطفال.
من جانبه قال مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية سيث جي جونز إن هناك اعترافاً متزايداً في واشنطن بتهديد القوات المسلحة اليمنية للسعودية ، وقلقاً من أنه إذا لم تدعم الولايات المتحدة المملكة فإن الرياض ستتجه إلى الصين.