الهروب إلى الأمام.. السعودية والإمارات تعلنان عملية “حرية اليمن”.. إنتظروا هجمات صاروخية مزلزلة على أبوظبي
الهروب إلى الأمام.. السعودية والإمارات تعلنان عملية “حرية اليمن”.. إنتظروا هجمات صاروخية مزلزلة على أبوظبي
الصمود../
من يتتبع عمليات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن على مدى 7 سنوات، انطلاقًا من “عاصفة الحزم” مُرورًا “بإعادة الأمل” ووُصُـولاً إلى العملية المعلنة مؤخّراً “حرية اليمن” سيدرك حجم الفشل الذي يعاني منه “قادة” التحالف، إذ أن الانتقال من عملية إلى أُخرى، ليست مبنية على نجاح كُـلّ عملية وتحقيق أهدافها المعلنة، بل على الإخفاق.
يكفي هنا الاستدلال بالهدف الرئيس لكل عملية.. “عاصفة الحزم” كانت تهدف لإسقاط ما تسميه السعودية (انقلاب الحوثي) وبالتالي إعادة عبدربه منصور إلى السلطة مجدّدًا بعد الإطاحة به في 21 سبتمبر 2014 عبر ثورة أنصار الله والقبائل والقوى السياسية الحليفة، ولكن حتى هذه اللحظة لا يزال هادي في السعودية وتحت الإقامة الجبرية الحتمية!
“إعادة الأمل” لم تكن سوى هروب إلى الأمام من عدم تمكّن التحالف رغم طول الحرب بناء على توقعات السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك كان، لا وجود للأمل حتى في المناطق الجنوبية التي دخلها التحالف، فـ عدن أشبه بالمدينة المنكوبة، ووضعها السياسي والأمني والاقتصادي لا يقارن مطلقا بالعاصمة صنعاء مركز الحكم للمجلس السياسي الأعلى الحاكم.
فماذا يعني أن يعلن التحالف عبر المتحدث باسمه تركي المالكي عن عملية “حرية اليمن” وهذه المرة ليس من عدن ولا من مارب، بل من شبوة، جنوب شرق الجمهورية اليمنية؟ّ!
صحيح هناك متغيرات كثيرة، ولكن كلها في صالح صنعاء وليس في صالح الرياض وأبو ظبي.
هذه المتغيرات إستراتيجية، وغيرت كليًّا من شكل الحرب، وهي متغيرات من شقين:
ـ الشق الأول: أن عمليات التحالف هذه المرة “دفاعية” لمنع استكمال الجيش واللجان الشعبيّة من تحرير شبوة الغنية بالنفط والمطلة على المحيط الهندي بعد تحريرهم لـ 90% من محافظة مارب، ضمن مسار إجهاض مشروع التقسيم، جنوب شمال، بعد أن نجحوا في إبعاد التهديد لصنعاء، والتهديد للحديدة الساحلية غرب اليمن.
ـ الشق الثاني: نوع القوى المحلية التي تقاتل بها السعودية والإمارات، إذ أن المكون العسكري الذي يقاتل الآن وهو صلب عملية “حرية اليمن” المعلنة، ما يسمى “ألوية العمالقة الجنوبية” وهذه الألوية نسخة مطابقة لجبهة النصرة في سوريا، قوى سلفية، قاعدية، ومعها خليط من المقاتلين التابعين للانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، من المعروف أن هذا المكون “انفصالي” ويحمل أعلام التشطير.
مضمون هذا الشق يتعارض بشكل كلي مع أهداف “عاصفة الحزم”من زاويتين:
ـ الأولى: أنها لا تنتمي “للجيش” التابع لحكومة هادي والذي تزعم السعودية أنه الجيش “الشرعي” لليمن، فهذا الأخير أبعد تماماً من المعركة، عبر “فيتو” إماراتي
ـ الثانية: أن الإمارات هي من تقود هذه المجموعات وتدفع رواتبهم، وهي من عسكرتهم طوال الأعوام الماضية، وخاضت بهم قتال عنيف ضد جيش هادي نفسه والإخوان المسلمين، ولا تزال الحرب قائمة بين الطرفين، حتى مع وجود ما يسمى اتّفاق الرياض.
أفق هذه المعركة عسكريًّا وسياسيًّا مغلق وفي طريقه إلى الانهيار، إذ من الواضح أن خارطة المواجهة المرسومة على الأقل وفق التقديرات الأولية، تشمل البيضاء وسط اليمن، ومأرب شمال شرق البلاد.
من يدقق في جغرافية هاتين المحافظتين، سيدرك أن الغلبة لقوات العاصمة صنعاء، وهذه الأخيرة ستستميت في الدفاع عنها ولديها طرق مفتوحة للتعزيز والإمدَاد والحاضنة، والقوة العسكرية الكافية، لجعل المعركة على الأقل طويلة ومعقدة، وأشبه بالمحرقة للقوى المناهضة، وهذا سيكون المسار الأول، أما المسار الثاني فيتعلق، بتوجيه ضربات صاروخية وبالطيران المسير لاستهداف المدن الإماراتية، ولعل هذا ما تلمح إليه صنعاء، فهل ستتحمل الإمارات أي نوع من هذا الاستهداف؟!
وهل ستكون سماء الإمارات مستعدة للتصدي لهجمات صاروخية محتملة بشكل كبير بعد أن كانت بعيدة عنها طول فترة الحرب العدونية على اليمن منذ 2015؟ علاوة لعمليات أُخرى انتقامية كان أولها ضبط السفينة روابي التي لا تزال محتجزة في الحديدة.
طالب الحسني – كاتب وصحفي يمني