الصمود | اشتعلت الجبهة بين حزب القوات اللبنانية التابع لسمير جعجع وتيار المستقبل برئاسة سعد الحريري و تتواصل ردود الفعل السياسية على قرار الحريري تعليقه العمل بالحياة السياسية.
تفاعلات وتداعيات قضية إنسحاب سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهدين السياسي والإنتخابي لا تزال المواقف تتظهر تباعاً وتطرح معها الأسئلة، وابرز ما يتم تداوله من اسئلة بعد بروز توتر حاد بين جمهور تيار المستقبل وقادته، رداً على ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وما بدا في موقع الشماتة، يطال مواقف الأطراف الأخرى.
وفي هذا السياق برز كلام لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي غلب عليه الطابع التضامنيّ، والإشارة للتمييز بين الحريري وجعجع بالقول، هناك مَن يعاقَب لرفضه الحرب الأهلية ومن يسعى لهذه الحرب تنفيذاً لأجندة خارجية. ويبقى هذا الموقف الوجداني مبدئياً بإنتظار توضيح صورة الموقف سياسياً.
وبقي قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي والعزوف مع تيار المستقبل عن خوض الانتخابات النيابية، يلقي بثقله على المشهد الداخلي، وسط صدمة وذهول لا زالت تقضّ مضجع المستقبليين من النواب والمسؤولين في التيار وكذلك الشارع السني الذي يعيش حالة إحباط وقلق ونار غضب تحت الرماد قد تشتعل في أية لحظة إذا توافرت ظروف وفتائل تفجير الساحة الداخلية.
و حسب صحيفة البناء متابعة الموقف انه قد يكون شبيهاً بالموقف من احتجاز الحريري عام 2017 دون ان توضح الكيفيّة، بينما طرحت أسئلة حول احتمال دعوة دار الفتوى لإجتماع موسّع يخرج بدعوة لمقاطعة الانتخابات بصورة تستعيد مشهد المقاطعة المسيحية عام 1992، بينما تدور أسئلة مشابهة حول احتمال إعلان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لموقف تضامني مع الحريري والمستقبل بعدم المشاركة في الانتخابات.
وواصلت الأوساط السياسية تحليل أبعاد خطوة الحريري وتقييم الموقف والتداعيات المرتقبة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية وما سيرافقها من تصعيد الخطاب السياسي والطائفي والفوضى في الشارع على وقع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية مع تصعيد الضغط السعودي – الخليجي – الأميركي على لبنان عبر المبادرة الكويتية التي تحمل في طياتها شروط استسلام تفرض على لبنان.
وقطعت مراجع سياسية وروحية الشك باليقين بوجود بالأسباب الخارجيّة لقرار الحريري وأنه يخفي قراراً سعودياً وأميركياً بإقصاء الحريري عن المشهد السياسي لذلك صمتت المراجع السنية السياسية والدينية وأبدت تفهماً لهذا الخيار.
و كتبت صحيفة الاخبار أخيراً، بقّ تيار المستقبل البحصة. هذا ما لم يفعله رئيسه قبل خمس سنوات، بعد احتجازه في المملكة العربية السعودية وإجباره على تقديم استقالته، بالتآمر مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي، وحده من بين كل القيادات في لبنان، دعا الى قبول استقالة الحريري. آنذاك، لمّح رئيس الحكومة السابق إلى تلقّيه طعنة غادرة من الحلفاء، ولوّح بـبقّ البحصة التي علقت في حلقه منذذاك، فيما لم يتوقف الهمس يوماً في كواليس التيار الأزرق عن المتآمر الأكبر على الحريري والمحرّض الأول عليه لدى ولاة الأمر في الرياض.
بيان استسلام الحريري للضغوط السعودية، عصر الاثنين، أخرج جمهور المستقبل ومسؤوليه عن هدوئهم. كل الأطراف السياسية استشعرت حراجة الخطوة الحريرية وخطورة تداعياتها، فيما سمير جعجع، وحده أيضاً، واصل غرز سكينه في جرح المستقبل المفتوح، طامحاً بعد مشاركته في إطاحة الحريري، إلى تطويب نفسه وريثاً لتياره، وزعيماً لسنّة لبنان، علماً بأنه نقل عن أوساط قريبة من تيار المستقبل، في اليومين الماضيين، أن من بين شروط بيان الاستسلام تجيير الجمهور الأزرق، في الانتخابات المقبلة، للمدان باغتيال زعيم تاريخي للسنّة هو الرئيس الراحل رشيد كرامي، والخارج من سجنه بعفو نسجه الحريري الابن نفسه. و
إذا كان زعيم المستقبل قد رفض تنفيذ هذا الشرط، ضمناً، عندما نفض يده من كل ما يتعلق بالانتخابات، يبدو أن زعيم القوات ماضٍ، من طرف واحد، في تنفيذ الأجندة السعودية في هذا السياق.
هكذا، وكأن ما أعلنه الحريري الاثنين كان بياناً انتخابياً لا بيان انسحاب، غرّد جعجع أمس بأنه متعاطف مع الحريري، لكنه مصرّ على التنسيق مع الإخوة في تيار المستقبل وأبناء الطائفة السنية.
تغريدة كانت كافية لتفجير الاحتقان المستقبلي على مواقع التواصل الاجتماعي، فشنّ أنصار المستقبل هجوماً على الغدّار الذي طعن سعد الحريري. عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني وصف موقف جعجع بأنه خبيث يُحاول الظهور عبره بمظهر الحريص على تيار المستقبل ولعموم أهل السنّة في لبنان (…) وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورّط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد.