دويلة الإمارات تتلظى الحماية من الأمريكيين والصهاينة
تقارير|| الصمود|| إبراهيم الأشموري
ربما اعتقد النظام الإماراتي أن ما أبداه الساسة والعسكريون في تل أبيب وواشنطن من قلق إزاء عمليات القوات المسلحة اليمنية في عمق أراضيه سيمنعه وسيوفر له الحماية والأمن غير أن خبراء عسكريين يؤكدون أن ذلك لن يقف سدا أمام استهداف العمق الإماراتي في حال تواصل غطرستها وممارساتها العدوانية في اليمن.
ويبدأ رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ غداً الأحد زيارة رسمية إلى الإمارات بدعوة من محمد بن زايد الذي أصبح يبحث بشكل هستيري عمن قد يوفر له الأمن المتزعزع لدولته الكرتونية الهشة.
وقال هرتسوغ في بيان صادر عن مكتبه “لدينا فرصة لصناعة التاريخ من خلال القيام بأول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى الإمارات العربية المتحدة. وتأتي هذه الزيارة المهمة في الوقت الذي ينشغل فيه البلدان بوضع أسس لمستقبل مشترك جديد”، وفق تعبيره.
وتأتي زيارة الإرهابي هرتسوغ في وقت تعيش فيه دويلة الإمارات أسوأ مراحلها عقب عمليتي “إعصار اليمن” والذي كان صداه قويا ومزلزلا في أوساط كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي سارع إلى تقديم خدماته لأبو ظبي في خطوة أكدت كما يقول خبراء ووسائل إعلام صهيوني أنها تأتي للاستفادة وأخذ تجربة استباقية لمواجهة عملية مماثلة قد تستهدف عمقها الذي لم يعد ببعيد عن مرمى نيران اليمن .
في المقابل اعتقد الكيان الصهيوني أنه وبتوقيعه على اتفاقية التطبيع مع الإمارات في سبتمبر من العام 2020م سيوفر له جزءا من الحماية والحصانة السياسية والأمنية في المنطقة غير أن الأحداث والمستجدات تثبت غير ذلك خصوصا مع تورط البلدين بشكل مباشر في العدوان على اليمن منذ سبع سنوات.
وحملت تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت الداعمة للإمارات في مواجهة عملية اليمن النوعية في العمق الإماراتي في طياتها، كما يقول محللون سياسيون رسائل ومعان متعددة، أبرزها مخاوف تل أبيب أن تتعرض لهجوم مماثل.
القلق الصهيوني يمتد بطبيعة الحال ليشمل الجانب الأمريكي الذي عبر عن صدمته من استهداف صواريخ اليمن لقاعدة الظفرة الإماراتية والتي تأوي أكثر من 3500ضابط وجندي أمريكي.
وعلى إثر تهديدات القوات المسلحة اليمنية بقصف دول العدوان والدول المساندة لها، والتي كان آخرها أمس الخميس على لسان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، فقد أصبح الإعلام الصهيوني يتحدث عن قلق في “تل أبيب”، قبيل زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى “إكسبو-دبي”، بعد استهداف العمق الإماراتي.
وكشف الإعلام الصهيوني عن محادثات تجري وجسّ نبض بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات و”إسرائيل”، حول كيفية الردّ على الهجمات الأخيرة من اليمن على أراضي الإمارات.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إنّ “إسرائيل” أصدرت عدة بيانات إدانة لأول هجوم في أبو ظبي، وأعربت عن تضامنها مع الإمارات”.
وأشارت إلى أنّ “هذه الأمور تجري في فترة توثيق العلاقات بين البلدين، بعد توقيع اتفاق التطبيع بينهما في 15 سبتمبر 2020م، فيما توجد أكثر زيارات ومناسبات علنية يشارك فيها الجانبان”.
وإذ لفتت إلى أنه تمّ الإعلان مؤخرا عن زيارة مخططة للرئيس إسحاق هرتسوغ، في الأسبوع المقبل، للإمارات، بيّنت أنه “ومع هذا، عندما تُهاجَم الإمارات، لا يوجد الكثير مما يمكن لإسرائيل فعله من أجل مساعدة علنية للحفاظ على أمنها”.
وأشارت إلى أنه “في الدول التي على علاقة مع الإمارات، هناك انطباع بأنّ الهجمات رفعت منسوب الضغط في دبي وأبو ظبي”.
الكيان ليس في مأمن من صواريخ اليمن
وتناول الإعلام الصهيوني القدرات العملياتية التي تظهرها القوات المسلحة اليمنية ، وقالت “هآرتس” إنّ “جزءاً من الطائرات المسيّرة والصواريخ الجوّالة في اليمن يمكن أن يصل إلى مدى هجوم في منطقة إيلات، رغم أنّ الحديث عن مسافة أكثر من 2000 كلم”.
كما تناولت الصحيفة تهديدات القوات المسلحة اليمنية التي أشارت إلى أنّ “إسرائيل ستكون الهدف التالي لصواريخ اليمن ، لافتةً إلى أنّه “من المشكوك فيه كثيرا ً حصول هذا في القريب، لكنهم في المؤسسة الأمنية لا زالوا يأخذون هذه الإمكانية بالحسبان”.
مراسل قناة “كان” الإسرائيلية، اعتبر من جهته، أنّ “التوقيت لافت، مع الزيارة الأولى لهرتسوغ إلى الإمارات بدعوة من حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم”، مشيراً إلى أنّ “الزيارة تستمر يومين يجتمع خلالها مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيّان، وفي اليوم التالي سيكون في إكسبو- دبي”.
بكلمات مقتضبة وجّهت القوات المسلحة اليمنية تحذيراً جديداً إلى الإمارات باستهداف المزيد من المواقع فيها رداً على استهداف المدنيين اليمنيين، بينها معرض إكسبو-دبي الدولي.
القلق الإسرائيلي أتى، عقب تغريدة على “تويتر” للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، حيث توقفت وسائل إعلام إسرائيلية عند توقيتها، بالتزامن مع زيارة هرتسوغ إلى الإمارات.
وتناول الإعلام الصيوني الهجوم اليمني على أبو ظبي، يوم الإثنين الماضي، بالطائرات المسيّرة والصواريخ المجنّحة، الذي أعلن عنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع ضمن عملية “إعصار اليمن”.
وذكرت صحيفة “هآرتس”، في مقالٍ لـ يوسي ميلمان، أنّ “أنصار الله كانوا قد هدّدوا في وقت سابق باستهداف إسرائيل بالصواريخ، وأنّ المؤسّسة الأمنية تتعامل مع هذه التهديدات بجدية”.
وأشارت “هآرتس” إلى أن “الهجوم على أبو ظبي يدل على أن إيلات ليست محصنة أيضاً”.
“هآرتس” لفتت إلى أنّ “رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كان قد “صنّف اليمن في وقت سابق على أنه تهديد آخر لإسرائيل”، مشيرة إلى أنه “يمكن الافتراض أنه بعد تصريحاته، تمّ تكثيف الجهود لجمع معلومات استخبارية أخرى في البلاد.
وتقدّر مصادر إسرائيلية مراقبة لما يجري في اليمن، أنّ “أنصار الله يبادرون إلى تنفيذ عمليات من دون انتظار موافقة من أي جهة خارجية”.
كما تناول الإعلام الإسرائيلي ما سمّاه “التصميم الفردي”، مشيراً إلى “قدرة تشغيل وتنفيذ في آنٍ واحد، من خلال إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو عدة أهداف، إضافة إلى الجرأة ومستوى عالٍ من التطور، في تصنيع صواريخ بعيدة المدى، وقوارب مفخخة، وصواريخ تطلق من على الكتف”..
القادم أشد
القوات المسلحة اليمنية ما فتئت تحذر دول تحالف العدوان ومن يقف وراءها من مغبة تصعيدهم وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الجرائم التي تقترفها آلة الحرب السعودية والأمريكية والإماراتية بحق الأبرياء من أبناء الشعب وأن صبرها لن يطول لكن تلك القوى تتعمد التجاهل وعدم الجدية في التعامل مع هذه التحذيرات والتي كان آخرها أمس الأول عندما أكد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن تصعيد التحالف على اليمن لا يساعد على إنهاء الحرب بل يزيد من توسيع نطاقها الجغرافي وتقويض فرص السلام.
وقال الوزير العاطفي وفقا لما أوردته «سبأ» أمس الأول: ”إن تصعيد التحالف على الشعب اليمني، واستمرار حصاره، وشن غاراته على المدنيين، واحتلاله أراضي اليمن، والتدخل في شؤونه، ونهب ثرواته، لا يساعد على إنهاء الحرب بل يزيد من توسيع نطاقها الجغرافي، وتقويض فرص السلام، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة”.
وأكد أن كل هذه الممارسات التصعيدية العدوانية تدفعنا إلى خيارات عسكرية استراتيجية لا مفرّ منها للعدو سوى الهزيمة والندم والحسرة”.. مشيرا إلى أن التصعيد الأخير هو تصعيد أمريكي- إسرائيلي باسم دول التحالف المهزومة.
وأضاف: “نحن كعسكريين، ومن خلال اطلاعنا على تاريخ الحروب في مختلف دول العالم، ومتابعتنا لمسارات ومستجدات الأحداث، نجد دوما المهزومين هم من يعملون على التصعيد من خلال استهداف الأحياء السكنية، وتوجيه ضرباتهم المتعمّدة ضد المدنيين، وقتل الأطفال والنساء، وغيرها من الممارسات الإجرامية التي تدلّ على هزائمهم وانكساراتهم في الميدان”.
وأكد وزير الدفاع أن ما وجّهته القوة الصاروخية والطيران المسيّر من ضربات موجعة في عمق أراضي التحالف ما هي إلا رسائل تحذيرية لعلّ وعسى أن يرتدع المعتدون ويعودوا إلى صوابهم.. وقال: “لكن إن ظلّ فهمهم بطيئا فليكونوا على بيّنة أننا قادرون، ونمتلك كل الوسائل والأساليب المشروعة والقويّة القادرة على تأديب من أعيته الحماقة والطيش والاستعلاء”.
ولفت إلى أن الفترة القادمة ستشهد ضربات موجعة ومرعبة في العمق الاستراتيجي العسكري والاقتصادي لدول التحالف، وفي مناطق لا تتوقّعها، وهذا حق مشروع للشعب اليمني في إطار مراحل عملية “إعصار اليمن”.
وأضاف: “نقول لدول تحالف الشر والإجرام لقد أمعنتم وتلذذتم في قتل الشعب اليمني، ودمّرتم الأعيان المدنية، وأحرقتم كل ما هو جميل في اليمن، لذلك نؤكّد لكم أن ما لم تستطيعوا تحقيقه خلال سبعة أعوام من عدوانكم لم ولن تستطيعوا تحقيقه في الحاضر والمستقبل، بل ستظل الهزائم المريرة تلاحقكم”.
وتابع: “نقول لوكلاء واشنطن وتل أبيب إذا استمريتم في عدوانكم على اليمن فأنتم تحكمون على أنفسكم بالمصير المجهول الذي حتماً فيه نهايتكم المخزية”.. فهل تعي الإمارات والسعودية وأسيادهما في تل أبيب وواشنطن ما تنطوي عليه هذه التحذيرات أم تمضي في غيّها وغطرستها؟!