صمود وانتصار

دويلة الإمارات… بين مصير محتوم وإنسحاب مذل من العدوان على اليمن

دويلة الإمارات… بين مصير محتوم وإنسحاب مذل من العدوان على اليمن

تقارير|| الصمود|| محمد الروحاني

إعصارات يمنية وعمليات عسكرية تقلب الموازين في دويلة الإمارات، التي توقع بنك الاستثمار ” بلتون” في أكتوبر 2021م أن يصل اقتصادها لذروته في العام 2022م ، بسبب تحسّن مؤشراتها الاقتصادية الرئيسية ومنها الناتج المحلي الإجمالي غير البترولي وإيرادات الضرائب والسياحة .

توقعات “بلتون ” كانت قبل إعصارات اليمن التي باتت اليوم تهدد البيئة الاقتصادية الآمنة، العامل الرئيسي لتوجه رؤوس الأموال إلى هذه الدولة على مدى السنوات الماضية ..

الاستقرار أمر حيوي للإمارات وبغيره تفقد الثقة مع المستثمرين الذين يهمهم توفير بيئة آمنة لاستثماراتهم، وهو الأمر الذي ظل يحتل أولويات الامارات على مدى السنوات الماضية ولذلك فإن النتائج ستكون كارثية فيما لو استمرت عمليات إعصار اليمن على الامارات خصوصاً في جانب الاستثمارات الأجنبية التي تبلغ نحو 174 مليار دولار، تتركز معظمها في قطاعات النفط والغاز والاقتصاد الرقمي والعقارات .

ووفق مراقبين فإن استمرار عمليات استهداف الإمارات سيدفع أصحاب رؤوس الأموال للهرب منها، والتوجه إلى مناطق أكثر أمناً لاستثمار أموالهم، وهناك شركات قد بدأت بالفعل ترتيب أوضاعها لمغادرة الإمارات.

وبحسب المراقبين فإن الامارات التي احتلت المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً والـ15 عالمياً من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر – بحسب نتائج تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي للعام 2021م الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» – متقدمة 9 مراكز عن ترتيبها في تقرير العام 2020م، ستفقد مرتبتها الاولى وقد تعود إلى مراتب متأخرة جداً هذا العام فيما لو لم تحكّم عقلها وتنظر في حل عملي يخرجها من ورطتها التي أدخلت نفسها فيها والتي قد تؤدي إلى تدمير ما بنته على مدى سنوات .

ويؤكد المراقبون أن الإمارات باتت تعيش مأزقاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى خصوصاً في ظل عجز أنظمة الدفاعات الجوية التي تمتلكها عن اعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية الآتية من الجانب اليمني والتي ظهر أثرها البالغ على الامارات خلال عمليتي إعصار اليمن الأولى والثانية .

ليس القطاع الاستثماري هو المهدد فقط في حال استمرت العمليات اليمنية على الإمارات، فقطاع السياحة هو الآخر مهدّد .. فالإمارات التي تفوقت على أبرز 10 وجهات سياحية في العالم خلال النصف الأول من 2021م، باتت اليوم مهددة بالرجوع إلى الخلف فالسياح لا يفضلون أبداً الذهاب الى بلد غير آمن أو المرور من مطارات مهدّدة بالقصف في أي لحظة، ومطارات الإمارات اليوم أصبحت كلها غير آمنة بالنسبة للسيّاح الاجانب خصوصاً مع الاستهداف المتكرّر لها .

إضافة إلى الاستثمار والسياحة، تهدد الضربات اليمنية قطاعي النفط والكهرباء وغيرهما من القطاعات الاقتصادية الهامة والتي قد تعطل نمو الاقتصاد الاماراتي وقد تصل به في النهاية إلى الانهيار، فيما لو صعّد الجانب اليمني من عملياته ووسّعها، ويبدو أن الأمور تتجه لذلك، وهو ما أكده متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع .

مستقبل الامارات اليوم يبدو أكثر ضبابية، خصوصاً أن صنعاء أعلنت على لسان أكثر من مسؤول أن استهداف الامارات سيستمر طالما ظلت تتدخل في الشأن الداخلي لليمن وإلى اليوم لم يصدر عن الامارات أي مؤشرات على نيتها الخروج من مستنقع اليمن، بل تبدو مواقفها أكثر إصراراً على مواصلة حربها على اليمن وهو ما سيكلفها ثمناً باهظاً .

ووفق مراقبين، فإن عمليات إعصار اليمن وضعت الإمارات بين خيارين، إما أن تستمر بمشاركتها في الحرب على اليمن وتدفع ثمناً باهظاً قد يكلّفها اقتصادها، أو تنسحب انسحاباً مخزياً وتحافظ على اقتصادها .