السعودية تقايض “إسرائيل”.. التجسس في مقابل التطبيع
السعودية تقايض “إسرائيل”.. التجسس في مقابل التطبيع
الصمود../
قال معلق في الشؤون العسكرية والأمنية وكاتب في صحيفة “هآرتس” يوسي ميلمان إن “إسرائيل تستخدم قدراتها الاستخبارية والعسكرية، من أجل دفع العلاقات الخارجية، وهذا حصل فيما يتعلق باتفاقات أبراهام”، مشيراً إلى أن “برنامج بيغاسوس هو أحد الوسائل”
بدورها، قالت الكاتبة والمعلقة السياسية في صحيفة “زمان يسرائيل” طال شنايدر، إن “برنامج بيغاسوس، هو سيابر هجومي، ومكتب رئيس الحكومة يسيطر على إعطاء التصاريح باستخدامه”.
وكشف تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، الجمعة، أن “السعوديين نجحوا في تجديد رخصة استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، الذي استخدمته الرياض في تعقب معارضي النظام وصحفيين”.
ووفقاً للتحقيق، فإن “السعوديين اصطدموا في البداية بمعارضة المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، لكن حينها اتصل ولي العهد السعودي برئيس الحكومة حينها بنيامين نتنياهو، والمشكلة حلّت”.
وقالت “نيويورك تايمز” إنه “مقابل مواصلة استخدام بيغاسوس، حصلت إسرائيل على موافقة صامتة بشأن اتفاقات أبراهام، وأيضاً سمح ضمن هذا الإطار للطائرات الإسرائيلية بالطيران في مجالهم الجوي”.
هذا وتعد شركة “أن أس أو” الإسرائيلية هي الشركة الأم المطورة لبرنامج “بيغاسوس”. قام بتأسيس الشركة أشخاص عملوا سابقاً في الوحدة “8200”، إحدى أقوى أذرع الاستخبارات الإسرائيلية، التي يتركز عملها على التجسس على المؤسسات والأفراد حول العالم.
التعاون الأمني بين “تل أبيب” والرياض ظهر واضحاً خلال السنوات الماضية، لا سيما في مرحلة ما بعد استلام محمد بن سلمان لولاية العهد، وذلك من خلال شركة “أن أس أو”.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018، نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريراً مطولاً عن الشركة التي تعمل في برمجيات التجسس وتعاملها مع السعودية.
وورد في التقرير أنه قبل أشهر قليلة من حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت المئات من الأمراء ورجال الأعمال، عرضت الشركة على المخابرات السعودية برامج لقرصنة الهواتف النقالة.
أول اجتماع عُقد بين مسؤولي الشركة وكبار الضباط في المخابرات السعودية كان في العاصمة النمساوية، فيينا، أواسط عام 2017، إذ عرضت الشركة على الجانب السعودي برنامج “Pegasus 3”. وبهدف إقناع الجانب السعودي بالقدرات المتطورة لهذا البرنامج؛ طلب الجانب الإسرائيلي من عضو الوفد السعودي، ناصر القحطاني، الذي قدم نفسه بأنه نائب رئيس المخابرات السعودية، الذهاب إلى مركز تسوق قريب من مكان اللقاء وشراء هاتف آيفون وإعطاءهم رقم الهاتف. وبعدها شاهد الوفد السعودي كيف تمكن الإسرائيليون من قرصنة الهاتف والتنصت على الاجتماع وتصوير الحضور.
وبعد عدة اجتماعات إضافية اشترت الرياض نسخاً من هذا البرنامج بقيمة 55 مليون دولار. السعوديون طلبوا شراء 23 نسخة من هذا البرنامج لقرصنة هواتف المعارضين السعوديين في الداخل والخارج، وفق ما أكدته “هآرتس”.