الإعصار القادم من اليمن
مقالات|| الصمود|| جبران سهيل
تصعيد العدوان ليس بالأمر الغريب في ظل استمرار عدوانهم وحصارهم على الشعب اليمني الذي يتعرض لأبشع أنواع الظلم والاستبداد من قوى الاستكبار في ظل تواطؤ دولي انكشف وجهه الحقيقي في اليمن وكذبه وافترائه بالحقوق والحريات والقيم والأخلاق، فهَـا هو اليمن يتعرض لجرائم إبادة وحصار جائر تم حرمانه من الحصول على الدواء والغذاء والوقود وأخيرًا حتى الاتصالات ولو الأمر بيد هذا العالم المنافق لقطع أَيْـضاً حتى الأوكسجين ومنع الشعب من التنفس بعد أن شل حركة موانئه ومطاراته وصب عليه العدوان كُـلّ أنواع الأسلحة المحرمة.
لذا وجب على اليمن الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة فلا يوجد ما يخسره بعد ولم يتبقَّ له سوى كرامته وعزته وهي لا مساومة عليها أبداً.
لم يعد يهم الشعب حجم الإدانات والنفاق مع كُـلّ عملية ردع تقوم بها قواته من العاصمة صنعاء الصمود والاستبسال ولم يعد يكترث ببيانات الأمم المتحدة ولا مجلس أمنها الحريص على إعطاء مبرّر للمجرمين ولأنظمة الاستبداد بقيادة أمريكا وحلفاءها في إجرامهم المُستمرّ على الشعب اليمني.
نحن في زمن أصبحت فيه مصالح هذه الدول سوى عرب بلا عروبة أو عالم بلا إنسانية فوق كُـلّ الاعتبارات وكل همهم الظفر بمزيد من الصفقات تحظى بها من دول الخليج ونيل رضا الأمريكي والصهيوني على حساب نزيف الدم اليمني المتواصل للعام السابع في ظل تحالف عالمي تقوده أمريكا وتموله السعوديّة وَالإمارات على اليمن دون وجه حق.
نحن في زمن كشف الحقائق الجامعة العربية أضحت فيه عبرية بامتيَاز باعت الأُمَّــة العربية وقضاياها العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين بثمن بخس وكلّ همها حَـاليًّا كيف يرضى عنها الصهاينة وأمريكا وأصحاب القرار على هذه المنظمة هم خونة العرب وعملاءها النظام السعوديّ والإماراتي.
نحن في زمن أضحى فيه الأزهر الشريف غير شريف بتقدير جيد جِـدًّا في ظل ثناء هذا الصرح النفاقي على المجرم وذمه للضحية كحال اليمن ومظلوميته، وفي زمن وجدنا فيه علماء المسلمين الصامتين والمؤيدين لما يتعرض له اليمن من جرائم هم ليس إلا أقزاماً وعبيداً وخداماً للأنظمة القمعية المستبدة والطغاة يحركون السنتهم متى أرادوا وكيفما يريدون لخدمة أهدافهم خدمة للعدو الحقيقي للأُمَّـة، انسلخوا من كُـلّ القيم والمبادئ.
لذا نحن حَـاليًّا نعيش على وقع عملية إعصار اليمن في مرحلتها الأولى والتي بدأت تؤتي أكلها في دك أهداف عسكرية وحيوية في عاصمة العدوان الإماراتي أبوظبي وإعلانها دولة غير آمنة من قبل القوات المسلحة اليمنية وكذلك استهداف مواقع وأهداف أُخرى في دبي وفي السعوديّة وستشهد العملية توسعاً في مراحلها القادمة طالما استمر العدوان والحصار على اليمن وإن لم يسمع العالم صوتنا فسيسمع أصوات الباليستيات اليمنية والطائرات المسيَّرة وسيسمعون أصوات أمراء النفط والعمالة أعراب الخليج والرعب يخيم عليهم وهم يصرخون ممرغة أنوفهم.