صمود وانتصار

كاتب أمريكي: واشنطن تواصل لعب دور “خبيث” في الحرب على اليمن

كاتب أمريكي: واشنطن تواصل لعب دور “خبيث” في الحرب على اليمن

الصمود../

 

كتب تريتا بارسي مقالة نشرت على موقع “MSNBC” أشار فيها إلى أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أدانت ما أسمته “الهجمات الإرهابية” عندما استهدفت حركة “أنصار الله” اليمنية مدينة أبوظبي، موضحا أنها المرة الرابعة عشر التي تدين فيها الخارجية الأمريكية حركة “أنصار الله”.

 

وتابع الكاتب “فريق بايدن في المقابل اكتفى بالدعوة إلى خفض التصعيد بعد مرور بضعة أيام عندما قتل ٧٠ مدنياً على الأقل من بينهم ٣ أطفال إثر القصف الجوي السعودي”، وبناء عليه قال الكاتب :”إنّ بايدن حافظ على سجلّه بعدم إدانة السعودية على خلفية ما تقوم به في اليمن، ناهيك عن وصف ممارستها في هذا البلد بالإرهابية”، وشدّد على أنّه حان الوقت كي يجري بايدن تغير حقيقي في السياسات الأمريكية المتّبعة من خلال الكف عن تبني مواقف منحازة في نزاعات الدول الأخرى”.

 

وأضاف الكاتب: “السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هي في الجوهر سياسة الهيمنة وأنّ الولايات المتحدة حاولت أن تهيمن على المنطقة عسكرياً بينما قدمت عددًا من المبررات وراء ذلك مثل حماية مصادر الطاقة ومنع الخصوم من الهيمنة ومواجهة التهديدات الإرهابية وغيرها”.

 

وشدّد الكاتب على أنّ دعم الحلفاء يُعد من الأسباب الرئيسية وراء محاولة واشنطن تبنّي سياسات تفوق قدراتها وانحيازها في النزاعات المحلية، كما أضاف أنّ” واشنطن تبنت الأهداف “العدوانية” لشركائها في المنطقة وسمحت بالتالي لهؤلاء الشركاء بتحديد السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط”، وقال في نفس الوقت :”إنّ الكثير من شركاء واشنطن الإقليميين يعدون أنظمة دكتاتورية استبدادية”.

 

كذلك أشار الكاتب إلى أنّ السعودية زادت من غاراتها الجوية من ١١٩ إلى ٢٥٠ غارة بين شهري آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر العام الماضي، بينما كان يعمل بايدن مع الرياض على “خفض التصعيد”، وذلك بحسب “Yemen Data Project”.

 

كما قال الكاتب :”إن هجوم “أنصار الله” على أبو ظبي يبدو أنه يعود إلى التصعيد السعودي والإماراتي خلال الأشهر الماضية”، مشيرًا في هذا السياق إلى الهجوم الموسع ضد المناطق التي تسيطر عليها “أنصار الله” وقصف العاصمة صنعاء وكذلك مطار صنعاء الدولي، وأضاف أنّ:” الرسالة الموجهة إلى أبو ظبي على ما يبدو هي أنه سيتم قصف الإمارات إذا ما قامت الأخيرة بقصف اليمن”.

 

عقب ذلك، عاد وشدد الكاتب على أن التحول الحقيقي في السياسة الأمريكية هي في عدم الانحياز لصالح أي طرف في هذا النزاع.

 

هذا وكتب دوغ باندو مقالة نشرت على موقع “The American Conservative” قال فيها :”إن دولة الإمارات وقبل استهداف مدينة أبو ظبي من قبل “أنصار الله” لم تدفع ذاك الثمن نتيجة “الجرائم العديدة” التي ارتكبتها في اليمن.

 

وقال الكاتب :”إنّ “أنصار الله” بينت أنها أصبحت قادرة على ضرب أهداف أبعد جراء استهداف أبو ظبي”، مضيفاً أن” الرد السعودي والإماراتي لم يحقّق الكثير سوى استهداف ملعبًا لكرة القدم ومقتل عشرات المدنيين، بينما الهجوم الثاني كان أسوأ حيث قتل ثمانين شخصًا على الأقل إثر قصف إحدى السجون حيث يتم احتجاز مهاجرين أجانب”.

 

وأشار الكاتب إلى ما قاله عضو المكتب السياسي في حركة “أنصار الله” محمد البخيتي عن أن الحركة كانت قد امتنعت عن مهاجمة الإمارات كون أبو ظبي كانت على ما يبدو في صدد سحب قواتها من اليمن، الا أن الوضع تغيّر بسبب الدور الإماراتي في العمليات البرية في محافظة شبوة.

 

كما قال الكاتب :”إنّ السعوديين والإماراتيين يتحمّلون المسؤولية الأكبر للحرب في اليمن وبالتالي عليهم أن يبادروا أولاً إلى خفض التصعيد وإنهاء النزاع”. كذلك أضاف أنّ “كف السعودية والإمارات عن اعتداءاتهما في اليمن هو السبيل الأفضل لوقف هجمات “أنصار الله”، مشددًا على أن الأنظمة الملكية الخليجية هي أهداف مشروعة طالما استمرت هذه الأنظمة في شن الحرب على اليمن.

 

أما الولايات المتحدة، فقال الكاتب :”إنّ الأخيرة تواصل لعب دور “خبيث”، مشيراً إلى أنّ واشنطن تنتقد الهجمات التي تشنها “أنصار الله” دون أن تعترف بأن هذه الهجمات تأتي رداً على الاعتداءات على اليمن، لافتًا في نفس الوقت إلى الدور الأمريكي في تمكين هذه الإعتداءات.

 

كما تابع الكاتب “أن بايدن ينتهج نفس سياسات أسلافه في دعم السعودية وذلك رغم تعهداته بالتعاطي مع الرياض على أنها دولة منبوذة ووقف كافة أشكال الدعم الأمريكي “للعمليات الهجومية” في اليمن”.

 

كذلك أشار الكاتب إلى ما يتم تداوله عن أنّ إدارة بايدن تنظر في إعادة إدراج “أنصار الله” علي لائحة “التنظيمات الإرهابية”، حيث قال :”إن الخطوة الأكثر منطقية هي في تصنيف السعودية والإمارات بالإرهابية بسبب بدئهما الحرب في اليمن والأضرار التي تسبّبت بها على مستوى السكان المدنيين هناك.

 

وتحدّث الكاتب أيضًا عن ضرورة أن توقف الولايات المتحدة كافة أشكال المساعدات العسكرية للرياض وأبو ظبي التي تستخدم بشكل مباشر أو غير مباشر ضد اليمن، على أن يشمل ذلك ما يستخدم من أجل الحماية من الهجمات الانتقامية.

 

وبينما قال الكاتب :”إنه ليس مطلوبًا من بايدن بالضرورة التعاطي مع السعودية على أنها عدو”، شدد على ضرورة أن يكف عن التعاطي معها على أنها حليف.

 

كما أضاف أنّ” الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى السلام”، معتبرًا أنّ” السبيل الأفضل لتحقيق السلام هو أن تكف واشنطن عن دعم “العدوان السعودي والإماراتي”، كذلك قال :”إنّ الهجوم الأخير على أبو ظبي يجب التعاطي معه على أنّه دعوة لإجراء المفاوضات”، مشدداً على ضرورة وقف الحرب على الفور.