صواريخ اليمن ترعب الكيان الصهيوني
صواريخ اليمن ترعب الكيان الصهيوني
الصمود../
تعرب الدوائر الغربية عن المزيد من ذهولها إزاء التحول اليمني ومفاجآته التراكمية المتصاعدة، وآخر ما كان يتبادر إلى الأذهان أن يصبح اليمن دولة مواجهة، تطرق جدران الهيبة الصهيونية الردعية الطاغية في الشرق وتصدّعها عليها.
بكل شجاعة وحزم يمضي أنصار الله في تطوير صناعة الصواريخ الدقيقة، ويظهرون تمكّناً علمياً وتقنياً عالياً يثير الإعجاب ويستحق الاحترام، وهم يجاهرون بانتمائهم إلى محور المقاومة وباعتناق قضية تحرير فلسطين.
بوضوح الهوية التحرّرية المقاومة والانتماء العروبي النقي والأصيل، أكد أنصار الله التزام اليمن بموجبات انتمائه القومي وباحتضان قضية تحرير فلسطين واعتبارها أقنوما ثورياً مبدئياً لا محيد عنه. وتفيض عن تلك الهوية الواضحة نداءات الزحف إلى القدس، التي يتردّد صداها في احتفالات ومسيرات شعبية حاشدة.
نداءات الزحف في الساحات والميادين اليمنية تحمل دفقاً لحماسة ثورية حارّة، كما تشهد باقتدار تعبوي نوعي لدى كوادر ومناضلي أنصار الله المفوّهين والمتمكنين من ثقافة تحرّرية وطنية وقومية، تتركّز على فكرة التخلّص من الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية، وسيادة الفقراء والمستضعفين وتمكينهم كأقنوم قرآني عقائدي راسخ، ولا محيد عنه.
يعتمل الرعب والخوف من التحوّل اليمني في قلب الكيان الصهيوني، الذي يرصد ويتابع عن كثب تطور التمكن اليمني من تكنولوجيا الصواريخ، التي تتيح لأنصار الله المشاركة في العمليات العسكرية في أي حرب قادمة، وإصابة قلب الكيان بصواريخهم الدقيقة عن بعد. وقد طوروا مداها ودقّتها، وباتوا جاهزين لاستهداف الكيان الصهيوني والنيل منه عندما تأزف ساعة دخولهم في النزال بكل اقتدار وتمكّن.
جسّد محاربو اليمن الشجعان تفوقاً مذهلاً في اكتساب الخبرات وتوطينها عبر تحشيد طاقات وكفاءات علمية نوعية تقنياً لدى الشباب اليمني من المهندسين والخبراء، الذين يثبتون كفاءة مدهشة في منجزات تصنيع الصواريخ، الذي طوروا مساره وقدراته ومخرجاته بطاقة ابتكار مدهشة وبتمكّن مذهل.
من الواضح أن الكيان الصهيوني يشاطر الرجعية السعودية رعبها من التحول اليمني الثوري، وهذا ما بيّنه تطوير العلاقات التحالفية بينهما، وانتقالها إلى مستويات أعلى وأكثر سفوراً من السابق بالتحول من التنسيق الخفيّ إلى علاقات معلنة.
الرعب السعودي من التحول اليمني ليس مجرد صدى لأوامر أمريكية، بل هو يجسّد خشية عميقة من تفاعلات مقبلة في عمق شبه الجزيرة العربية، قد تقلب ظهر المجنّ، وتغير البيئة الإقليمية جذريا، وتخلخل الحكم السعودي بامتداد العدوى الثورية في عمق شبه الجزيرة، حيث التواصل القبلي والعائلي بأهل اليمن ممتد وعريق. ولن يطول الزمن في ارتقاب ثمار العدوى الثورية وتفاعلات الزلزال، الذي سيميد بركائز النظام السعودي، ويصدعها في أجل ليس بعيداً بالتأكيد، وكل غدٍ لناظره قريب.
*غالب قنديل – كاتب لبناني ورئيس مركز الشرق الجديد للإعلام والدراسات