صمود وانتصار

اليمن فيتنام الألفية الثالثة!!

مقالات||الصمود|| عبدالله الأحمدي

صدقوني؛ من هانوي إلى صنعاء القاتل واحد، وجرائم أمريكا تملأ الأرض والسماء!!

بعد هزيمة قوات الاحتلال الفرنسي في معركة دان بيان فو ١٩٥٦م في شمال فيتنام انسحبت هذه القوات لتخلي مواقعها لقوات الاحتلال الأمريكي، لاسيما في الجنوب.

كانت أمريكا تمارس سياسة الأرض المحروقة.

وكان الشمال الفيتنامي مستقلا، والجنوب تحت الاحتلال، كما هو حال اليمن اليوم؛ شمال مستقل ومقاوم وجنوب تحت الاحتلال، ومزروع بالفوضى.

شددت جبهة التحرير الفيتنامية الخناق على القوات الأمريكية، فقامت هذه الأخيرة بقتل الفلاحين وإحراق القرى بسكانها، بل وإحراق المزارع.

قتل جنود الاحتلال الأمريكي سكان قرى بأكملها، وحاصروا شمال فيتنام؛ جوا وبرا وبحرا؛ كما يفعلون اليوم في اليمن.

في العام ١٩٧٥م انسحبت القوات الأمريكية من فيتنام مهزومة، موشحة بالعار، ووحد الفيتناميون وطنهم.

ما يجري اليوم في اليمن هو أشبه بما كان عليه الحال في فيتنام؛ قصف للقرى والمدن والمنشآت، وقتل للنساء والأطفال والعجزة، واستهداف حقير للسجون والجسور والطرقات وقاعات الأعراس والعزاء، ومنازل الآمنين، وحصار قاتل للناس في غذائهم ودوائهم ومحروقاتهم.

إنها نفس الوحشية الأمريكية التي مورست في فيتنام تمارس اليوم في حق الشعب اليمني من قبل أمريكا وأدواتها الصدئة.

الفارق بين الحربين؛ أن العالم حينها كان لديه ضمير يقظ، أما اليوم فقد مات الكثير من هذا الضمير.

القاتل واحد من هانوي إلى صنعاء، وإن تعددت الوجوه القبيحة.

وفي العام ١٩٧٥م انهزمت أمريكا في فيتنام وانسحب جنودها بعد أن احرقوا الأرض باليورانيوم المخصب الذي يحرق مكونات التربة فلا تعد قابلة للزراعة.

وفي اليمن تتوالى هزائم أمريكا وأدواتها القذرة، وسوف يرحلون صاغرين لأن مصير الاحتلال إلى زوال، مهما استخدم من أساليب، وتفنن في القتل والدمار.

اليمنيون طوال التاريخ في حروب ضد الاحتلال، أي احتلال.

لقد كانت أرض اليمن ومازالت مطمعاً لكثير من الغزاة؛ من اليونان، مرورا بالأحباش والفرس والبرتغاليين والأتراك والبريطاني طابور طويل من الغزاة.

تصدى اليمنيون لكل هؤلاء الغزاة ودفنوا أحلامهم في الأوحال.

واليوم يتصدى اليمني لجبروت أمريكا وطيش أموال بني يهود في الرياض، وصهاينة دويلة الإمارات في دبي.

ليس في قاموس اليمني مكان للهزيمة والركوع؛ هذا شموخ يمني معروف؛ انهزم الأعراب كلهم أمام إسرائيل وأمريكا، وذهبوا لاستجداء السلام من قاتلهم.

وبقي المارد اليمني يقاوم، ويعلِّم الناس المقاومة.

القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة في دويلة الإمارات دخلت الملاجئ، وهذا بحسب تصريحات البنتاجون الأمريكي.

رئيس العصابات الصهيونية اختبأ في سابع بدروم في الحمارات.

ومّال فين اختبأ عيال ناقص؟!

تجربة اليمنيين في ردع عدوان ١٧ دولة من أقوى دول العالم مالا وتسليحا سوف تدرَّس في الأكاديميات العسكرية. وسيكتب التاريخ في صفحاته الناصعة بحروف من نور عن هذه التجربة التي ستلهم كثيرا من الشعوب في كفاحها ضد الاستكبار.

هذا شعب عظيم وجبار ومقاوم صلب.

وما على يهود الرياض وصهاينة الإمارات إلا أن ينتظروا ما سيحل بهم على يد المارد اليمني.

 

ستعصف بكم الأعاصير اليمنية، ولن تنفعكم أمريكا وإسرائيل فهما في مهب العاصفة.

خذوا العبرة من شاه ايران الذي خدم أمريكا وفي الأخير لم يجد قبرا لجثته، وخذوا العبرة من العميل أنطوان لحد الذي خدم إسرائيل وفي الأخير لم يجد مأوى.

أمريكا لا تحترم عملاءها.

هل رأيتم العملاء الأفغان في مطار كابول؟!

وقد سبقهم العملاء في مطار سيجون في فيتنام الذين منعوا من ركوب الطائرات، بل ركلهم الجنود الأمريكان بأقدامهم!!

قال حسني مبارك في آخر أيام حكمه : ( المتدفئ بأمريكا عريان ).