الإماراتُ تُخفي خوفَها
مقالات|| الصمود|| أبوزيد الهلالي
توعدناهم عَلَانِيَةً جهاراً لا سراً، ولكن الإمارات لم تستوعبْ بل تحَرّكت في رغبات إسرائيلية وحذت في توجيهاتها حذو “القُذَّة بالقُذَّة” و”النعل بالنعل” متغابية عن مغبة هذا التحَرّك الغبي.
ومرادُ هذه العنزة الإماراتية هو أن تنافس البقرةَ الحَلُوب السعوديّة حتى وصل بها الحال إلى أن أصبحت للإسرائيلي آمراً ناهياً، فَجَاءهمَ وعدنا وَفَارَ التَّنُّورُ، وسلكت صواريخنا وطائراتنا المسيَّرة من كُـلّ زوجين اثنين فأحدثت بهم إعصاراً من الخوف والقلق وكانت بداية لسلسلة من الأعاصير ولكنهم يحاولون أن يبطنوا الخوف تحت مظلة الاقتصاد.
الإماراتُ تحمل نقطة ضعف كبيرة جِـدًّا، الإسرائيلي يعرفها أكثر منا وهي أن دويلة الإمارات تعتمد كليًّا على الاقتصاد وبشكل كبير جِـدًّا وهذا يمثل لها نقطة ضعف بنسبة كبيرة، وهذا ليس غريباً، فعندما تساءل (بني إسرائيل) عن كيف اصطفى الله طالوت عليهم ولم يؤت سعة من المال متجاهلين الحكمة من ذلك وهي؛ مِن أجلِ تلافي الانبطاح والعبودية لغير الله عند من يمثل القائد لهم في ذلك الظرف الحرج والاستثنائي؛ لأَنَّ أصحاب الأموال يخافون على أموالهم ويدفع بهم خوفهم إلى التطبيع مع من يمثلون لهم الرافد في تأمين أموالهم وإن كانت العداوة قائمة بينهم وتاريخية إلَّا أن تلك الأموال تجعلهم يذلون وينبطحون لخصومهم خشية كسادها.
بعكس اليمن تماماً فالقيادة الحكيمة التي أنعم الله علينا بها لم تؤتَ سعة من المال لكنها ذات بسطة في العلم والجسم، وهذه نقطة قوة امتلكتها اليمن دون غيرها، لا يوجد هناك شيء ماديٌّ تخشى القيادة أن تخسره، فقط لديها كرامتها وعزتها ودينها أرضها وعرضها.
أما المالُ يصبح امتلاكُه من غير الحكمة إلى سبب رئيسي دفع بالإمارات إلى التطبيع مع إسرائيل بل والتقرب من أمريكا، ولكن السؤال هنا وهو إذَا كان اليوم قد أصبح الإسرائيلي يخشى على نفسه من الصواريخ والطائرات اليمنية والتي أدخلت الأمريكي أَيْـضاً إلى الملاجئ هرباً من الموت، فمن أين لهم أن يوفروا الحماية للإمارات الهزيلة من دونهم؟!
قد تُمَنِّي نفسَها وتقنع نفسها بوعودهم الكاذبة وقد تحاول أن تخدر بها جراح الخوف والارتباك لكنها تبكي بصمت خوفاً من كساد أموالها ومن أن يسمع نحيبها المستثمرين فيتركونها لنحيبها ويرحلون، اليوم تحاول أن تقدم نفسها على أنها آمنة وفي وضعية السكون والارتياح بعكس ما يترجمه الواقع من استنفار أمني كبير بجوفها وأصوات صفارات الإنذار تأبى الصمت بل وصل بها الحال إلى أن تمنع الطائرات المسيَّرة الصغيرة التابعة للأطفال أَو الشركات وغيرها.
ومن يدري ربما تمنعُ الإمارات في الأيّام القادمة الألعابَ النارية، فهذا لا يستبعد خوفاً من أن تربكها، فاليوم رأيناها وهي تستنفر نفيراً كَبيراً بمُجَـرّد انفجار أُسطوانة غاز حسب قولها، لذلك يجب أن يفهم الإماراتي من أننا انتصرنا عليه بفضل الله سبحانه وتعالى؛ لأَنَّهم فقط استكبروا على شعبنا اليمني المستضعف.
(فَأَتَاهُمُ اللهُ من حَيثُ لَـمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْـمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار) صدق الله العلي العظيم.