صحيفة فرنسية : المجتمع الدولي يدافع عن سيادة أوكرانيا ويتجاهل سيادة اليمن؟!
صحيفة فرنسية : المجتمع الدولي يدافع عن سيادة أوكرانيا ويتجاهل سيادة اليمن؟!
الصمود../
قالت صحيفة “لو دوفوار” الفرنسية إن بعد سبع سنوات من الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 375 ألف شخص، استمرت الحرب في اليمن في حالة شبه كاملة من اللامبالاة الدولية تجاه اليمنيين.. الحرب التي لا نسمع عنها حتى الآن إلا عندما تطلق القوات المسلحة اليمنية صواريخ على السعودية أو الإمارات.
وأكدت أن صنعاء تتمتع بتوازن قوى غير متماثل مقارنة بالتحالف العسكري الذي تقوده الرياض، وأن هذا التحالف مسؤول إلى حد كبير عن الكارثة الإنسانية التي تتكشف.
وذكرت الصحيفة أن المنظمات غير الحكومية تحاول باستمرار وبشكل يائس لفت انتباه العالم إلى كارثة اليمن. وبعد غارات كانون الثاني/يناير، شجب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن “الغارات الجوية التي لا مبرر لها على أماكن مثل المدارس والمستشفيات والأسواق وحفلات الزفاف والسجون”.
علاوة على ذلك فأن الحقيقة هي أن أكثر من نصف الوفيات البالغ عددها 375 ألف ترجع إلى العواقب غير المباشرة للصراع ــ الافتقار إلى المياه الصالحة للشرب، والجوع ، والمرض. إن اليمن الذي يقطنه 60% من سكان البلاد ، يعاني من نقص هائل في الغذاء والدواء والبنزين بسبب الحصار المفروض على مطار صنعاء منذ عام 2016 من قبل التحالف العربي وعلى واحد من الموانئ الحيوية الهامة في الحديدة.
صحيفة “لو دوفوار” الفرنسية أوضحت أنه كان من الممكن أن يتحول اليمن إلى شيء آخر غير هذه الأرض التي قصفتها السعودية باسم الدفاع عن منطقة نفوذها والمواجهة مع إيران.
وأضافت أن في عام 2011، انتصرات ثورة الربيع العربي بدعم من حركة شعبية كبيرة ــ مؤيدة للديمقراطية ومكافحة الفساد ــ وخلعت الرئيس الديكتاتور صالح، الذي تولى السلطة 33 عاماً، ولكن البلاد لم تتمكن من التغلب على تاريخها المعقد ، المحفوف بالصراعات الداخلية القديمة.
وأوردت الصحيفة أن هذه الحرب لا توضح فقط عدم مبالاة دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وكندا تجاه الشعب اليمني.. أن اللامبالاة تخدم نفسها بقدر ما تخفي التواطؤ بين هذه البلدان مع أنظمة البترودولار باسم مصالحها النفطية وصناعتها العسكرية.
“لو دوفوار” رأت أن الأمر الأكثر صدمة هو التواطؤ عند ما قورنت بالدعوات المدوية إلى الدفاع عن ديمقراطية أوكرانيا وسيادتها في شطر الحرب بين أوكرانيا وروسيا التي هي اليوم على عتبة بوابات أوروبا.. وبالنسبة للتوقيع على عقد لبيع مركبات مصفحة لبلد أصم وغافل عن احترام حقوق الإنسان، فإن كندا، جاستن ترودو ، مثال جيد على تعزيز الديمقراطية ذات الأشكال الهندسية المتغيرة.
وأشارت إلى أن حالة إيمانويل ماكرون أكثر إثارة للدهشة..منذ أسابيع كان الرئيس الفرنسي يحاول التوصل إلى مخرج من أزمة دبلوماسية تدعم الديمقراطية الأوكرانية الهشة بينما تعالج في الوقت نفسه استياء بوتين الاستبدادي.
وأفادت الصحيفة أن القرب الجغرافي للنزاع هو بالطبع القانون. ولكن في جولة في الخليج في كانون الأول الماضي/ديسمبر لم تحقق شركة ماكرون الفارق الضريبي أو اكتسبت المصداقية بالتوقيع على عقد مع الإمارات لبيع 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال وطائرات هليكوبتر عسكرية.
وختمت صحيفة “لو دوفوار” حديثها بالقول: بما أن استخدام الأسلحة الفرنسية في عمليات التحالف في اليمن موثق بالفعل، فإن هذا العقد يعتبر بمثابة إضفاء الشرعية على الدولة البوليسية الإماراتية والعنف ضد اليمنيين. ومن الأمثلة على ذلك أن تعزيز الحوار الديمقراطي موقف يتهرب منه بسهولة دين السياسة الواقعية.