صمود وانتصار

ذكرى الشهيد القائد دروس وعبر

مقالات|| الصمود|| هاشم الأهنومي

في يوم ذكرى استشهاد القائد حسين بدرالدين، نستلهم ذكرى القادة السابقون كعلي بن أبي طالب وسبطيه وحمزة وجميع الأئمة والصالحين، في ذكراهم تنوح الطيور، في ذكراهم تهب القبائل لدعم الجنود في ذكراهم يستنفر المخلوق حباً في المضي والالتحاق بسفينه النجاة قبل يوم الغرَق.

 

السيد القائد منقذ شعب الإيمَان، تحَرّك بإيمَانه وثقته وتوكله على الإله الواحد، تحَرّك الشهيد في مشروعه وبناء سفينة نجاة اليمن مع قلة من المؤمنين لم يخضعوا لعالم بأكمله وبمشاركة الدولة اليمنية آنذاك بقيادة عفاش واجهوا تلك المخطّطات والسياسات بمشروع القرآن ونهج الرسول وأصحابه الأخيار، لم يملك وزارة، لم يملك داعم، لم يملك سوى الله، العالم يملك التحكم الفضائي والسيطرة يملك مختلف الجوانب بدءاً بالسياسية وانتهاء بالعسكرية هل استسلم؟.. لم يستسلم تحَرّك وواجه كُـلّ تلك الصعاب وجميع أنواع الحروب الملقاة على جبين الشلة المؤمنة وقيادتها.

 

بتضحيات الشهداء والقادة العظماء رسموا لشعب اليمن من أقصاه إلى أقصاه مساراً ومشروعاً لا ينتهي حبله حتى يلتحقوا بركاب الخالدين ويلاقوا وعد الله جزاء بما عملوا وتحَرّكوا وواجهوا، فالمستحيل الذي لا يكون ولن يكون تغيير منهج ومسار الشهيد الكربلائي في ذكراهم الشعب قرّر وفعل وآيات الله تجلت في نهم وحرض والجوف ومأرب والبيضاء وبمختلف جبهات العزة والكرامة، فآيات لا يقدر ملوك العالم أن يمحوها فهذا بفضل وبنعمة القيادة الحكيمة والتسليم لها في ذكراهم يتزود المتقي ويعرف الجاهل ويغيظ أهل الكتاب.

 

رسم الشهيد منهاجه وأكّـده بالفداء والتضحية بأغلى ما يملك وهو البيع من الله والله اشترى وتأسس المشروع القرآني بفضل تلك القيادة، فبذكراهم دروس وعبر لمن اتقى، ومن تولى فَـإنَّ له معيشة ضنكاً ويوم القيامة مع المجرمين أعمى.