صمود وانتصار

محلل روسي: الغرب لا يهمه مصير أوكرانيا بل يريدها ساحة وأداة للصراع مع روسيا

محلل روسي: الغرب لا يهمه مصير أوكرانيا بل يريدها ساحة وأداة للصراع مع روسيا

الصمود../

 

رأى محلل وباحث روسي أن روسيا استشعرت بأن حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة يريد تحويل أوكرانيا إلى خنجر في خاصرة روسيا نظرا لأهميتها الإستراتيجية مبيناً بأن الغرب لايهمه أساسا مصير أوكرانيا ولا شعبها بل هو يريدها أن تكون ساحة وأداة للصراع مع روسيا.

 

وعن الأهداف التي تتابعها روسيا من العملية العسكرية ضد أوكرانيا، قال المحلل والباحث السياسي الروسي، سمير أيوب، في حديث لوكالة أنباء فارس: يمكن ان نستخلص عدة أهداف للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بعد أن تحولت إلى أداة وساحة للصراع يستخدمها الغرب ضد روسيا. داخليا على الصعيد الأوكراني تريد روسيا الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين الروس والناطقين باللغة الروسية والمتعاطفين معها، وخاصة أن هؤلاء يمثلون ثلثي الشعب الأوكراني تقريبا ، تعرضوا لأبشع وسائل الاضطهاد والقتل والقمع  والتهجير وخاصة في الأقاليم الشرقية الموالية لروسيا التي ترغب في علاقات أخوية معها، المجموعات اليمينية الفاشية المتطرفة التي أهّلتها واحيتها من جديد المخابرات الأمريكية والغربية تشكل رأس الحربة في هذه المواجهة وأصبحت هي صاحبة القرار في أوكرانيا.

 

وأضاف: هذه المجموعات ذات الأفكار النازية لديها تاريخ حافل بالقتل والأجرام أثناء وقوفها إلى جانب النازيين الألمان الذين هاجموا الاتحاد السوفياتي أثناء الحرب العالمية الثانية وقتلو مئات الآلاف من مواطني أوكرانيا وروسيا . والآن هم أداة للمخابرات الأمريكية والغربية لتكرار نفس المآسي ضد روسيا التي تحاول القضاء عليهم قبل فوات الأوان.

 

وفيما يتعلق بالعوامل الخارجية المتعلقة بقرار بوتين توجيه ضربة عسكرية لأوكرانيا قال: على صعيد الصراع مع حلف الناتو استشعرت روسيا ان هذا الحلف بقيادة الولايات المتحدة بعد ان نجح في دعم وإيصال الانقلابين إلى سدة الحكم في العام ٢٠١٤ ،يريد تحويل أوكرانيا إلى خنجر في خاصرة روسيا نظرا لأهميتها الإستراتيجية وتداخل حدودهما، هذا يجعل أوكرانيا منطلقا للتآمر عليها وعلى الدول الصديقة والمحيطة بها وجعلها مركز تجسس ومراقبة ضد الجيش الروسي ،تمهيدا لضمها لحلف الناتو واتخاذها قاعدة عسكرية متقدمة لتهديد الأمن القومي الروسي لاتمام الطوق عليها واحتوائها.

 

وأكد أيوب أن هذا الوضع اضطر روسيا لاتخاذ قرار صعب ومر ولكنه مصيري وحتمي بالنسبة لها وهو عملية عسكرية جراحية محدودة من أجل إعادة أوكرانيا إلى وضعها الطبيعي قبل انقلاب ٢٠١٤.

 

وعن سبب ترك الغرب أوكرانيا وحيدة، أكد الباحث الروسي: الغرب أساسا لايهمه مصير أوكرانيا  ولا شعبها هو يريدها ان تكون ساحة وأداة للصراع مع روسيا، لذلك حرضها ودعمها عسكريا ودفعها دفعا للصراع مع روسيا لاعتقاده بأنها لا تملك الجرأة للقيام بعمل عسكري ضد الجماعات القومية المتطرفة  فيها خوفا من العقوبات، أو لعدم القدرة العسكرية على ذلك . صحيح ان روسيا صبرت طويلا ولكن لم يعد لها خيار ، السكوت والخضوع هذا يعتبر ضعف وتراجع أمام تقدم حلف الأطلسي إلى حدودها مباشرة، وبالتالي تحجيم دورها على الساحة الدولية واعادة العالم إلى سياسة القطب الواحد والهيمنة الأمريكية، روسيا رفضت هذه  السياسة و التهديد واختارت الرد بالقيام بعملية عسكرية وقائية فاجأت الغرب واحبطت كل مؤامراته ضد روسيا.

 

واختتم أيوب تصريحه بأن الغرب كعادته في الظروف الصعبة ترك أوكرانيا تواجه مصيرها لوحدها وتخلى عنها وكشف عن وجهه الحقيقي الاستعماري الذي يسعى للسيطرة وسرقة الثروات والموارد.