صمود وانتصار

السعودية تبحث عن سواق

 

عباس السيد

تكثف السعودية جهودها حاليا للبحث عن سواق مناسب بعد فشل عبد ربه هادي في القيام بمهمة صالح، وهي مهمة مزدوجة – ان يكون رئيسا لليمنيين، ومؤتمنا على المصالح السعودية في اليمن – وقد نفذها صالح بحنكة، وخصوصا في العقد الاخير من فترة حكمه.

لم يكن هادي اقل حنكة في ادارة الداخل من صالح، ولا في وفائه واخلاصه للخارج، فقد كان فشله عائدا للظروف والمناخات السياسية العاصفة التي شهدها اليمن والمنطقة العربية.

السفينة التي قادها هادي ثلاث سنوات كادت ان تغرق. لكنه بدل ان يرسو بها في شواطئ اليمن، غامر بحياته وحياة ركاب السفينة وقادها وهي تترنح الى الشاطئ السعودي.

لا تهتم المملكة لمصير السفينة او ركابها، ولا يهمها سوى مصالحها التي على متنها، وهي تساوي تقريبا نصف إجمالي حمولة السفينة، والبعض يقدرها بأكثر.

وعلى الرغم من ثقة المملكة بإخلاص هادي”الذي سلمها الجمل بما حمل، او كما قال البردوني: أتيناك نجر الشعب على اعتاب اعتابك “إلا أنها لا يمكن أن تغامر باعادته خلف دفة السفينة، اذا لايمكن لركابها أن يقبلوا به ربانا بعد سقوط عشرات الآلاف الضحايا منهم خلال مغامرته الاخيرة.

وهي ايضا غير قادرة في الوقت الحاضر على تنفيذ خطتها بتوزيع مصالحها مع ركاب السفينة في ستة قوارب، تتلائم مع الزيادة المضطردة في الركاب، ومع تنوع رغباتهم وأذواقهم وأمزجتهمم.. في راكب يشتي يدخن، واخر يشتي يتبردق، واحد يشتي يحبب، واحد يشتي يشرب واين، وهذا يشتي يزلقح بول بعير..واحد يشتي يخزن، والثاني يلعص تمبل، هذا يشتي يحلي برمان، وهذا يشتي تمر، وهكذا في بقية العادات.

لا تريد السعودية في هذه المرحلة الإستغناء عن السواق السابق، صالح ،. هو متمرد شويه، ويكثر من التنباع، واحيانا يبهرر بعيون حمر، لكن قلبه اخضر.

فشل هادي، سيدفع بالسعودية للإحتفاظ بالسواق السابق”ضمن أي طاقم جديد”ومع إنه عانى وتحمل الكثير من المحن والمصائب في 2011 ، لكن يبدو انه لا يزال يحن للسواقة. وما شاء الله في شلة كبيرة بالسبعين ما يشتوا يركبوا إلا معه.

تستطيع السعودية ترميم العلاقة بين الحُمر كلهم، تقدر تضرب لهم رنج جديد لو تشتي وتردهم كلهم خُضر. فهم”بالنسبة لها”أفضل من ساقوا السفينة اليمنية. لكن، تبقى المشكلة في الركاب اللي يشتوا يطلعوا مع الحوثي، وعددهم زاد وتضاعف مرات.

لن تسمح السعودية للحوثيين بالسواقة أو المشاركة فيها.. ستتذرع بتهورهم، ستقول : نزلوا بطوني، وعادهم فوق الشاصات، مرة يصدموني في الخوبة، ومرة في الربوعة، ومرة ينبعوا لاااا خميس مشيط، ومرة يفحطوا في جيزان. لكن ذلك في الحقيقة لم يكن تهورا، صبروا أربعين يوم، وكانوا مثل نور الشريف في النصف الأول من فيلم”الوحش”.

تحتاج السعودية إلى وقت كي تقتنع بتخفيف حمولتها على السفينة اليمنية، وفي هذه الحالة لن تهتم بمن يتولى السواقة في اليمن. كما يحتاج الحوثيون إلى وقت كي تطمئن لهم السعودية، أوعلى الأقل، تلتزم بمعايير الشحن والحمولات، فهي تعرف أنهم إن ساقوا السفينة، لن يقبلوا بأن يكون وزن المصالح السعودية أكبر من وزن الركاب أو مساوي لهم. هذا هو جوهر المشكلة الحقيقية في توجس السعودية من الحوثيين.

حتى الآن جمعت السعودية معظم طاقم قيادة السفينة، ولم يبقى سوى الربان، الكابتن أو السواق. يبدو أنها قد وجدته بالفعل. وهي تعمل الآن بمساعدة خبراء متخصصين لتدريب خالد بحاح على ترديد”الصرخة”.

فالحملة التي تشن عليه، إبتداء من ديباجة قرار إقالته، واتهامه بخذلان”المقاومة”وما تلاها، من إتهامات، وشماتات، وصولا إلى حملأت التضامن معه ، كل ذلك يصب في إتجاه”تحويث بحاح”، والهدف النهائي : إقناع الركاب الحوثيين بالقبول به كسواق للسفينة.

[email protected]