الشراكة بين روسيا والصين تخفف من آثار الحظر الغربي على موسكو
الشراكة بين روسيا والصين تخفف من آثار الحظر الغربي على موسكو
الصمود../
قبل قرابة شهر، أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، على هامش أولمبياد بكين الشتوي، عن شراكة “بلا حدود” بين الجانبين. وجاء في بيان مشترك أن موسكو وبكين “تعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً”، وقد دعمت بكين مطلب روسيا بضرورة عدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. من جانبها، أبدت روسيا دعمها لموقف بكين بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.
ويبدو ان بوتين واثق من الدعم الصيني اللامحدود ليدشن عمليات عسكرية خاصة في اوكرانيا تعيد الأمور الى نصابها ليس فقط مع أوكرانيا بل مع تحالف الناتو برمته.
وقد توج هذا البيان، بالتوقيع على عدة صفقات، بما فيها صفقة توريد الغاز الروسي إلى الصين بقيمة أكثر من 117 مليار دولار، وليس هذا فحسب فقد رفعت الصين القيود على استيراد القمح من مناطق محددة وبالضبط من شرق روسيا، وأصبح بالإمكان استيراد القمح من كل مناطق روسيا.
هذه الشراكة اللامحدودة والتي تتضمن مصالح كبيرة لكلا الطرفين، تعزز قوة كل منهما وقدرته على مواجهة الغرب، خاصة انها تعزز قدرة روسيا على مواجهة العقوبات الغربية.
وبالطبع فإن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تسببت بفشل سياسة بايدن في التفريق بين روسيا والصين، وإشغال روسيا بأوكرانيا ليتسنى له التفرغ للصين، إذ أن مواجهة بكين تتطلب تقريبا استخدام كل المقدرات والموارد الأمريكية.
لكن العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا أدت وستؤدي إلى تعزيز الشراكة الروسية – الصينية، على عكس ما كانت ترغب به الادارة الأمريكية. ورغم ان الحظر الغربي ألحق بعض الاضرار الاقتصادية بموسكو، الا أنه ليس من الممكن حقا عزل روسيا فيما إذا استمرت الصين بتوفير مخرج لها للالتفاف على الحظر.
ومن المتوقع ان تتمكن موسكو وبكين فيما اذا عملتا على دمج اقتصادهما أكثر فأكثر من تجاوز هيمنة الدولار وإنهائها، وبالتالي التأثير بقوة على الاقتصاد العالمي.