صمود وانتصار

مشروع تثبيت المعادلات وتقييم الوقائع

مشروعُ تثبيتِ المعادلات وتقييم الوقائع

مقالات|| الصمود|| هنادي محمد

بعد أن باتت سياسةُ الاستكبار العالميّ ومشاريعُ اللوبي الصهيوني مكشوفةً للجميع، أنظمةً وشعوباً، وفي زمنٍ تشابهتْ فيها الأوراقُ واختلطت ببعضها، كُـلٌّ يدَّعي حرصَهُ على المقوِّمات الدين والوطن والمصلحة العامة لمواطنيه، تتجاذبُ الأطرافُ حِبالَ الحقِّ وكأنّهُ خيطٌ يُمَدُّ من سبق إليه ظفر!

 

دولٌ تنسبُ لنفسها العظمةَ من اللاشيء، فقط من منطلق فرض قوتها وقيودها، الأصواتُ تتعالى من كُـلِّ منبرٍ، وكُلُّ صوتٍ يقدّمُ دعوةً تناقِضُ دعوةَ الصوت الآخر؛ بُغيةَ الحصول على الحاضنة الاجتماعية والتأييد.

 

وفي ظل واقعٍ تتحَرّك ديناميكية الحياة فيه بعشوائيةٍ مزعجة، أشرقت شمسُ المشروع القرآني بنورٍ ساطعٍ عملَ على إعادة توضيب كُـلِّ تلكَ الفوضى العارمة الوهميّة الصنعِ التي أحدثها ويُحدِثُها أربابُ الإفساد في الأرض من المضلّين، وجدّدَ فرزَ مِلفات أحداثِ الساحة ووضعَ كُـلَّ حدثٍ، حَيثُ يجب أن يكون، ووضع المعطيات والثّوابت التي من خلالهَ نستطيع برهنة الصَّواب من الخطأ، والمصيب من المخطئ، فأُخرجت معادلةٌ لا تقبل أكثر من متغيرَين معلومين، ورمى بالمجهولِ إلى الزوال الأبدي، متغيران واضحان خطّهما واضحٌ ببيانٍ لا يحتملان التأرجحَ إلى الحياد أَو التّوسط بينهما، وهنا لا مجالَ للظهور إلا بالنور أَو الظلام ولا مجالَ لضبابية الرؤية والتقييم لهما.

 

ولأنّ مشروعَ الشهيد القائد كان على هذا النحو، أصبح مشروعًا عالميًّا بعالمية الرسالة الإلهية ومسيرة الأنبياء على امتدادها، شهد له المفكِّرون والعلماءُ والسياسيون والباحثون والمراجعُ الذين ينظرون بعينِ القرآنِ من مختلف بلدان العالم أنهُ المشروعُ الأولُ والفريدُ من نوعه، الذي أسهم في تقديمِ رؤًى ثاقبةٍ ومتجددةٍ بتجدُّدِ الأحداث، وإيجاد حلولٍ لما تعاني منه الأُمَّــةُ في إطار مواجهتِها لصراعٍ حضاريٍّ شَرِسٍ يقودُهُ الشيطانُ الأكبرُ ”أمريكا“ وغدّته السرطانيةُ ”إسرائيل“ التي تتوغّلُ وتنتشرُ في جسدِ الأُمَّــة لتقطّعهُ، بل لتعييَه وتُميتَه.

 

وفي مفترق الطُّرق المتفرّعة في حركةِ دوران العالم وتغيّر المعالِم للإنسان في هذه الحياة، تتوجّـه بُوصلةُ الاهتمام والانتماء للمشروع القرآني كسبيلٍ وحيدٍ للنجاةِ من الضيَاع في متاهاتِ الدنيا، وللخروجِ إلى مرفئ السلام والسلامة في الدنيا من شرور الأشرار أئمة الكفر، وفي الآخرة.

 

والعاقبـةُ للمتّقيـن.