صمود وانتصار

حنتوش أكد أنها أصبحت أداة إبتزاز لتنفيذ أجندة الاحتلال.. استقالات تعصف بـ«الهيئة العسكرية الجنوبية»

حنتوش أكد أنها أصبحت أداة إبتزاز لتنفيذ أجندة الاحتلال.. استقالات تعصف بـ«الهيئة العسكرية الجنوبية»

الصمود../

 

اعترفت ما تسمى «الهيئة العسكرية الجنوبية» بأنها لم تكن سوى أداة الابتزاز التي استخدمها مرتزقة الإمارات طويلاً لتنفيذ أجندة المحتل. ففي نهاية المطاف لم يتحقق أي من المطالب التي تبنتها الهيئة لإنصاف العسكريين والأمنيين في المحافظات الجنوبية المحتلة، والتي تم تأسيس الهيئة من أجلها، رغم كل التصعيدات التي قامت بها طيلة سنوات، بحيث وجدت نفسها قد خرجت عن سياق مطالبها المشروعة تلك وانساقت وراء أجندة ما يسمى «المجلس الانتقالي»، فيما الأخير يشن حملة اعتقالات واسعة طالت موظفين في منظمات وجمعيات خيرية بتهمة التحضير لهجمات إرهابية في مدينة عدن المحتلة.

 

شهدت ما تسمى الهيئة العسكرية الجنوبية، التابعة لمرتزقة الإمارات، أمس، استقالات شملت رئاسة الهيئة، في ظل تصاعد الانتقادات بـ«حرف مسارها الحقوقي» إلى مسار آخر يخدم أجندة الاحتلال وأدواته.

 

وأعلن مهدي حنتوش، أبرز مؤسسي الهيئة التي ظلت محسوبة على ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، استقالته من رئاسة الهيئة، مؤكداً عدم جدوى بقائها لأنها أصبحت  مجرد اسم.

 

وقال حنتوش إن الهيئة انخرطت بما وصفه بـ«الحزبية»، بدلاً من البحث عن حقوق المنتسبين؛ في إشارة إلى أن هيئة العسكريين الجنوبيين كانت قد أصبحت أداة ابتزاز لـ«الانتقالي» لا أكثر.

 

وأرجع حنتوش أسباب استقالته إلى انحراف الهيئة عن مهامها ودخول الطابع الحزبي عليها، الأمر الذي حولها من خدمة العسكريين إلى خدمة المصالح الحزبية.

 

وأشار إلى أن الهيئة «أصبحت تخطو وفق توجهات الانتقالي، وتحولت أهدافها إلى سياسية وعسكرية وحزبية، وتمت السيطرة على قرارها وبياناتها بما يخدم المجلس الذي أسسه التحالف».

 

وكان ضباط وعسكريون جنوبيون طالبوا، في بيان، حكومة الفنادق بصرف مرتباتهم المتأخرة منذ أكثر من 10 أشهر.

 

وأشار البيان إلى تحمل «الانتقالي» جزءا من معاناتهم؛ في خطوة تعكس حجم الانقسام داخل صفوف الجناح العسكري لمرتزقة الانتقالي.

 

ويتهم العسكريون مرتزقة الإمارات بإحباط مساعي تصعيد للهيئة خلال الفترة الماضية ومنعها من وضع يدها على ميناء عدن، أبرز مصادر الإيرادات في مدينة عدن المحتلة.

 

ويطالب المتقاعدون العسكريون الجنوبيون منذ 17 شهراً بصرف مستحقاتهم، من بينها 9 أشهر من العام 2021 والبقية من أعوام سابقة، وقد قضى نحو 700 ضابط متقاعد وموقوف قسراً -خلال الأعوام الماضية- بأمراض القلب وعجزوا عن توفير الدواء جراء انقطاع استحقاقاتهم الشهرية، فضلاً عن انتحار بعضهم بتأثير الوضع المأساوي الذي يعيشونه، وفق ما تحدث عنه ضباط متقاعدون.

 

ويتهم الكثير من ضباط الجيش والأمن الجنوبي حكومة الفنادق ومرتزقة «الانتقالي» باستغلال أوضاعهم لتحقيق مصالح سياسية. وكانت تلك المكونات أقرت رفع مخيمات الاعتصام الخاصة بالمتقاعدين العسكريين من أمام مقر تحالف الاحتلال في منطقة البريقة بعدن بعد أكثر من 150 يوماً من الاعتصام للمطالبة بالمستحقات خلال العام 2020.

 

وفي سياق صراع أدوات الاحتلال في عدن، شن مرتزقة الإمارات، أمس، حملة اعتقالات في صفوف خونج التحالف من موظفي منظمات وجمعيات خيرية، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على كشف «الانتقالي» ما وصفه بـ»مخطط» خونجي لاستهداف قياداته.

 

وأكدت مصادر مطلعة أن أطقماً تابعة لـ»الانتقالي» اعتقلت عدداً من العاملين في بعض الجمعيات والمنظمات المدنية، بتهمة العمل لصالح خونج، والتأهب لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن.

 

وأشارت المصادر إلى أن مرتزقة الإمارات في «الانتقالي» أكدت أن العناصر المقبوض عليها تم دسها من قبل الخونج بغرض «نشر الفوضى الأمنية».

 

وكان «الانتقالي» أكد، أمس الأول، وجود ما سماها «خلايا إرهابية تابعة لفصائل الشرعية في المحافظات الجنوبية»، تتستر خلف يافطات الأعمال الإنسانية؛ في أعقاب اتهام المجلس رسميا لقوات العميل هادي وخونج التحالف بالتعاون مع تنظيمي القاعدة وداعش التكفيريين في محافظتي أبين وحضرموت.

 

وقالت قناة «عدن المستقلة» الناطقة باسم مرتزقة الإمارات، في تقرير لها، إن «الأجهزة الأمنية التابعة للانتقالي حددت نشاطاً لخلايا نائمة إرهابية وسط المدينة، يقودها الإصلاح».

 

وأوضح التقرير أن «خلايا الإصلاح تتستر عبر جمعيات ومنظمات مدنية تعمل لصالح الحزب»، مشيراً إلى أن «الانتقالي» يخشى من هجمات إرهابية تستهدف قياداته، عبر هذه الخلايا.

 

وكانت قناة «الغد المشرق»، التابعة للاحتلال الإماراتي، كشفت في تقرير سابق، عن عودة نشاط الخونج في عدن، عبر انتشار مجموعة من الجمعيات التابعة له، في أبرز معاقل الانتقالي.

 

وتأتي هذه المكاشفات تزامنا مع اتهامات متبادلة بين فرقاء تحالف الاحتلال بدعمهم للجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية المحتلة، التي تشهد مؤخرا توترا كبيرا بين تلك الفصائل.

 

تقرير: نشوان دماج / صحيفة لا