دور البيت الابيض في حروب اليمن خلال السنوات الماضية
الصمود | مع اقتراب الحرب على اليمن من نهاية العام السابع، لا تزال نيران الحرب مشتعلة في عدد من الجبهات مع اشتداد هجمات تحالف العدوان على المدنيين، وليس هناك أي احتمال لإنهاء الحرب في المستقبل القريب، ولقد أدت سبع سنوات من القتال العنيف والهجمات الوحشية التي شنها تحالف العدوان السعودي على الأراضي اليمنية، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء في اليمن، إلى استهداف قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية بشكل متكرر لمناطق حساسة داخل أراضي العدو السعودي باستخدام مجموعة واسعة من الصواريخ والطائرات الانتحارية المسيرة.
وحول هذا السياق، كشفت قناة “الحرة” الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، عن وجود قوة خاصة تابعة للولايات المتحدة في اليمن، دعما لتحالف العدوان العسكري الذي تقوده السعودية. يأتي ذلك بعدما كشفت صحف أمريكية عن طلب تقدمت به الرياض وأبوظبي لمساعدة عسكرية أمريكية، لتتمكنا من السيطرة على مدينة مأرب وميناء الحديدة الذي تسيطر عليه قوات صنعاء.
ونقلت القناة الإخبارية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، الاثنين الماضي، أن لدى الولايات المتحدة قوة خاصة داخل اليمن تقدم دعما لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد قوات صنعاء. ولم يكشف المسؤول، وفقا للقناة، ما إذا كانت تلك القوة ستشارك في عملية استعادة مدينة مأرب من قوات صنعاء، وامتنع المصدر عن التطرق إلى أماكن وجود القوات الخاصة الأمريكية في اليمن، لأسباب تتعلق بإجراءات حمايتها.
وخلال السنوات الماضیة كان لواشنطن الكثير من البصمات الخبيثة في اجزاء مختلفة من اليمن، وحول هذا السياق، نشرت حكومة صنعاء وثائق سرية تشير إلى مشاركة الولايات المتحدة في الحروب السابقة إلى جانب الجيش اليمني ضد حركة “أنصار الله” في صعدة.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية بأن الوثائق السرية كشفت عن التحضيرات والمشاركة العسكرية المباشرة لأمريكا في الحرب على السيد الشهيد “حسين بدر الدين الحوثي” والحروب على محافظة صعدة بدءا من يونيو 2004.
وأوضحت الوثائق السرية مدى التنسيق لزيارة قائد القوات الأمريكية في منطقة القرن الإفريقي لليمن ولقائه بقادة وزارتي الدفاع والداخلية بالعاصمة صنعاء خلال الحرب الأولى على الشهيد القائد.
وعرضت الوثائق، محضرا لاجتماع اللجنة الأمنية العليا المتضمن التوجيه بالقضاء على المجاهدين في بعض مناطق صعدة خلال 72 ساعة قبل وصول قائد القوات المركزية الأمريكية إلى اليمن بأيام. كما كشفت معلومات بطلب وزير الخارجية اليمني، من إيطاليا بتقديم الدعم للحرب على السيد الشهيد “حسين بدر الدين الحوثي” أسوة بفرنسا وأمريكا، وكذا رسالة شكر موجهة من قائد القيادة الأمريكية يشكر فيها الرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح” على قتل السيد الشهيد “حسين بدر الدين الحوثي” ودعوته إلى استمرار التعاون المشترك بينهما.
مرة أخرى ثمة ما يشير إلى تورط الولايات المتحدة في الحرب على اليمن ويؤكد طبيعة الدور الأمريكي الذي لم يعد سراً من خلال دعم قوى العدوان بالأسلحة والمساعدات اللوجستية والاستخباراتية والمشاركة المباشرة. الدلائل الجديدة على المشاركة الأمريكية تسردها هذة المرة -بكل الشواهد- القوات المسلحة اليمنية التي أكدت عثورها على كميات كبيرة من الأسلحة في محافظة البيضاء عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية خلال العمليات العسكرية الأخيرة، وأنها سبق وأن عثرت ضمن الغنائم ايضاً على كميات مختلفة من الأسلحة عليها شعار الوكالة في مناطق وجبهات أخرى والذي كشف دور المنظمة الأمريكية وما تمارس من أدوار مشبوهة، إذ أشار البيان العسكري أن واشنطن لم تكتفِ بدعمها العسكري واللوجستي والاستخباراتي لتحالف العدوان في حربه وعدوانه على اليمن، بل جعلت حتى منظمات تدّعي أنها تعمل من أجل التنمية ومن أجل المساعدات الإنسانية أن تستخدم التمويلات الممنوحة لها في تنفيذ انشطة عسكرية كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ما تم كشفه جاء ليعزز مواقف صنعاء التي طالما أكدت أن النظام الأمريكي يقف خلف العدوان على اليمن، وهو من يُسلح، ويحدد الأهداف، ويغطي العدوان سياسياً وأخلاقياً على جرائمه الفظيعة بحق الشعب اليمني، وهو أيضاً من يقف خلف استمرار العدوان والحصار من خلال دعم أدواته بالمنطقة والمتمثلين في النظامين السعودي والاماراتي اللذين- حسب كثيرين- مجرد منفذين للسياسات الأمريكية وأجندتها.
وبالمجمل فإن الدور الأمريكي في الحرب على اليمن كان واضحاً منذ اللحظات الأولى لإعلان هذه الحرب سواء من خلال الوقائع والمعطيات أو من خلال تصريحات القيادة الأمريكية واعترافها الصريح بذلك، وسبق وأن أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار قانون لوقف الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة للتحالف السعودي، وطالب إدارة دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية المشاركة في الحرب الدائرة باليمن بعد أحاديث عن إبرام صفقات قدرت بمليارات الدولارات لتوريد أسلحة نارية وقنابل وأنظمة أسلحة وتقديم التدريب العسكري لكل من النظامين السعودي والإماراتي، إذ ساهمت الأسلحة المتدفقة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ومنها بريطانيا في إطالة أمد الحرب اليمنية المستمرة منذ أكثر من ٥ سنوات، وتسببت في دمار هائل وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، وهي الممارسات التي سبق وأن انتقدها تقرير أصدره فريق الخبراء الأممي المعنيّ برصد انتهاكات حقوق الإنسان، مسمياً الأطراف التي تبيع الأسلحة لقوى الحرب، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، واعتبر هذه الخطوة استمراراً لدعم الصراع في اليمن.
كل يوم تتكشف الحقائق عن الدور الأمريكي في العدوان على اليمن وادارته للعمليات القتالية الجوية والبرية ومشاركته في الاعداد والتنفيذ للعدوان . واصبح هذا الدور اليوم واقعا وكالشمس في كبد السماء، وتجلت هذه الحقيقة في أن أبرز الأسباب الأكثر وضوحاً في أن الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والامارات تنوبان عن امريكا والكيان الاسرائيلي في خوض هذا العدوان الذي هو عدوان بالدرجة الأولى من اجل تل ابيب وحماية المصالح الأمريكية وخوفاً من الصحوة التي تفجرت عند كثير من الشرفاء في المنطقة وبروز قيادة قادرة على تحريك الشعوب ضد هيمنة قوى الطغيان والجبروت امريكا والكيان الاسرائيلي.
حيث أعلنت الولايات المتحدة حجم مشاركتها الفعلية في الحرب على اليمن، مؤكدةً تجاوزها الدعم الاستخباراتي واللوجستي وصفقات الأسلحة إلى تنفيذ هجمات جوية، بل اتخاذها اليمن مسرحاً لتدريب طياريها .وبث موقع “dvidshub” التابع لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” صوراً لمقاتلات أمريكية وضباط وطيارين أمريكيين في قاعدة الملك فهد في الطائف أثناء تذخير الطائرات بالصواريخ، لتنفيذ عمليات جوية مشتركة مع الطيران السعودي.
وقال الموقع إن “التدريبات سمحت للولايات المتحدة بممارسة قدرات التوظيف القتالية، من خلال استخدام الطيارين متعددي القدرات، والمعدات الموجودة مسبقاً وعمليات النقل الجوي للوقوف بسرعة وتوظيف القوات في قاعدة الملك فهد الجوية”.
إن الادارة الامريكية تدعي زورا انها راعية للسلام وحامية للامن وأن سياستها وقواتها الموجودة في المنطقة هي من اجل ارساء الحرية والعدالة، ولكن الحقيقة والوقائع على الارض تؤكد دعم الادارة الامريكية للعناصر الاجرامية مثل “داعش”، “القاعدة” واخواتها من التنظيمات الارهابية التي ارتكبت بحق البشرية اسوأ الجرائم والمجازر وما يجري في البيضاء اليمنية مثال واضح على ذلك.
الوقت التحليلي