بعد 4 عقود على انتصار ثورتها ورغم الحصار.. إيران تحقق طفرة نوعية من الإنجازات
بعد 4 عقود على انتصار ثورتها ورغم الحصار.. إيران تحقق طفرة نوعية من الإنجازات
الصمود../
رغم العقوبات الأمريكية على طهران والحصار المفروض عليها، وبعد أكثر من 4 عقود على انتصار ثورتها الإسلامية.. حققت الجمهورية الإسلامية الإيرانية طفرة نوعية من التطور العلمي في جميع المجالات، خصوصا الطاقة الذرية، ما جعلها تحقق انجازات كبيرة خلال السنوات الأخيرة في جميع المجالات.
وفي هذا السياق.. أصبحت إيران رقماً صعباً في المعادلات العالمية، وتتبوأ اليوم مراتب عالية بالعلوم التقنية المختلقة على رأسها تطوير المنتجات النووية والصناعات العسكرية والمدنية والأدوية والسيارات والمعدات الزراعية.
ويرى المتابعون للشأن الايراني هذه الأيام أن أبرز انجازات الثورة الاسلامية تتجلى في الاستقلال والحرية وإنهاء التبعية للغرب الذي كان مهيمن على إيران ما قبل أكثر من 4 عقود.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي عن “إطلاق قمر صناعي ثانٍ لأغراض عسكرية، يحمل اسم (نور 2) إلى الفضاء بواسطة حامل الأقمار “قاصد”، واستقر في مداره حول الأرض على مسافة 500 كيلومتر بنجاح”، بالتزامن مع انعقاد المحادثات للوصول إلى اتفاق نووي في العاصمة النمساوية فيينا.
و(نور 2) هو قمر صناعي عسكري أطلقته إلى الفضاء القوة الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري، عبر صاروخ “ناقل للأقمار الصناعية يسمى قاصد”، فيما لم يُكشف بعد عن تاريخ الاطلاق في حين ذُكر أنه قد أُطلق من “صحراء شاهرود” الواقعة على بعد 300 كلم إلى شرق العاصمة الإيرانية طهران.
وأكد وزير الاتصالات الإيراني عيسى زارع بور “التقاط الإشارات الأولى من “نور 2″ بنجاح من قبل المحطات الأرضية”.. مشيراً إلى أن القمر “سيدور حول الأرض مرة كل 90 دقيقة، ومهمته تمتد 3 أعوام على الأقل”.
وتعتبر تجربة الاطلاق الناجحة هذه، هي الثانية بعد نجاح الحرس الثوري بإطلاق قمر صناعي في 23 أبريل عام 2020، سمي (نور 1).. وتم اختيار توقيت إطلاق (نور1) الذي حمل صورة قائد قوة القدس الشهيد اللواء قاسم سليماني، خلال الاحتفال في الذكرى الـ41 لتأسيس حرس الثورة، ما جعل هذا الحدث، بتوقيته وارفاقه صورة الشهيد رسالة مباشرة للولايات المتحدة التي قامت باغتياله.
و(نور 1) هو قمر صناعي تم إطلاقه بواسطة صاروخ “قاصد” أيضاً، وضع في مدار الأرض على بعد 425 كيلومتراً، لتنفيذ مهام استطلاعية خاصة للقواعد الأميركية في المنطقة.
وأكد باحثون إيرانيون في الشؤون السياسية والتاريخية أن تاريخ الجمهورية الإسلامية اتسم بالعديد من الإنجازات العلمية والتقنية والعسكرية خلال العقود الماضية، إلى جانب الإخفاقات التي شكلت عنوانا للتحديات التي أمست تهدد الجمهورية الإسلامية.
وفي المجال الحربي والعسكري أُعلن في وقت سابق، أن إيران تُعد ضمن الدول الـ5 الأولى في العالم في مجال الطائرات المسيرة.. لأن “الطائرات المسيرة كان لها الكثير من الاستخدامات خلال الحروب الاخيرة التي وقعت في المنطقة واثبتت بصورة ما بانها قادرة على أن تحل بدل الطائرات المأهولة لذا يتوجب علينا المبادرة بكل قوة للعمل في مجال تصميمها وتصنيعها”.
وكشف الحرس الثوري الإسلامي في إيران مؤخراً، عن 3 إنجازات استراتيجية جديدة في مجال الطائرات المسيرة والدفاع الجوي.
وفضلا عن دبابات كرار المتطورة، والطائرات المسيرة المقاتلة والانتحارية ومروحيات قوة الطيران بالحرس الثوري التي تستطيع التحليق ليلا، تمتلك إيران صواريخ 360 التي يبلغ مداها 120 كلم وسائر الصواريخ التابعة للقوة البرية للحرس الثوري.
واعتبر القائد العام للحرس الثوري “اللواء حسين سلامي”، قوة التأثير ودقة أداء المنظومات التابعة لسلاح البحر بالحرس الثوري، “تجسيدا لذروة التألق والازدهار الذي حققته القوات المسلحة في إيران”.
وانضمت لأول مرة، أمس الثلاثاء، غواصات ذکیة إلى اسطول القوة البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا): أقيمت مراسم إزاحة الستار عن معدات دفاعية عائمة وصاروخية وتحت السطحية اختصاصية لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وتسلمت الوحدة القتالية للبحرية التابعة لحرس الثورة، معدات دفاعية عائمة وصاروخية وغاطسة اختصاصية، وعدداً كبيراً من المعدات والمنظومات الصاروخية والعائمة بقدرات وميزات تشغيلية جديدة.
وتعد زيادة السرعة إلى 95 عقدة، وكذلك القدرة على حمل الصواريخ وإطلاقها، من السمات الفريدة لقاذفات الصواريخ ومركبات الاستطلاع العائمة التابعة لحرس الثورة.
وتأتي إيران ضمن الدول الـ6 القادرة على صنع أسلحة الليزر في العالم و”ساتب” هي الاسلحة الايرانية التي تعد من انجازات منظومة الدفاع الايرانية التي تعتمد على الليزر.
و”ساتب” هو إنجاز حققته صناعة الدفاع الايراني في مجال أسلحة الليزر، وهي المسؤولة عن حماية وحراسة الأماكن الحساسة والحيوية في البلد.. وتتميز بسرعتها العالية ضد الأهداف الجوية مثل الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز كونها تتحرك بسرعة فائقة.
وصناعة اسلحة الليزر هي صناعة معقدة تحتاج الى التكنولوجيا المتطورة لذلك لم يتمكن سوى عدد قليل من دول العالم (6 دول) من صناعة هذه الاسلحة وتعد إيران ضمن الدول الست التي تمكنت من تصميم وتصنيع منظومة أسلحة الليزر للدفاع الجوي وكذلك للدفاع عن منشآتها الحيوية.
وأعلن نائب وزير العلوم والابحاث والتكنولوجيا، رئيس هيئة الشؤون الطلابية في إيران “هاشم داداش بور”، في فبراير المنصرم أن إيران بلغت مستوى علميا جيدا في مجال إنتاج العلم، وتقف حاليا بالمركز الـ15 على مستوى العالم.
وكشفت إيران عن عدد من الأدوية الجديدة المصنعة محليا لعلاج الامراض المستعصية خاصة السرطان والعقم، كما استطاعت تصنيع أحد أحدث الأجهزة المهمة في صناعة المواد الاولية اللازمة للصناعات الصيدلية.. وتعتبر إيران الدولة الثانية في آسيا التي تمكنت من الوصول الى هذه التقنية.
وتتسارع الخطى التي يتحرك بها المجال الطبي في إيران، ومن دلائل هذه الحركة انتاج جهاز مفاعل (غلاسناي) الذي جعل إيران الدولة الثانية في آسيا التي لها القدرة على صناعة هذا الجهاز، والتي امتنعت الشركات الأم عن تقديم تقنية صناعته لإيران.
وعن صناعة هذا الجهاز قالت وزارة الصحة الايرانية: “إن جهاز (غلاسناي) بيد 5 شركات في العالم، وتمت صناعته داخل إيران بتقنية عالية، وسيساعد على الارتقاء بصناعة الادوية كذلك وسنكون قادرين على تصديره”.
وأشارت إلى أن هذا التحرك تقرأه إيران في اتجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الطبي، فهي اليوم قادرة على انتاج أكثر من 90 في المائة من احتياجاتها الداخلية.
وبالتوازي مع كل هذا واصل العلماء الإيرانيون الليل بالنهار سعيا للوصول الى لقاح وطني ضد وباء كورونا ولم يتأخروا حيث أعلنوا سريعا توصلهم إلى 6 لقاحات بالإضافة الى تصنيعهم كل مستلزمات الوقاية من كورونا ليعلنوا أن الحظر الأمريكي لم ولن يكون عائقا أمام صمودهم وإرادتهم.
ونشر الباحثون الإيرانيون نحو 95 ألف مقال في مجال تكنولوجيا النانو في المجلات المرموقة المصنفة ISI، واحتلت إيران المرتبة الرابعة في علم النانو 2022 في العالم.
وبحسب وكالة (إرنا) بدأ مرکز تطوير تقنية النانو في إيران بهدف تحديد المواهب وتنميته، برامج لتعريف هذه التقنية وتعرف مليون و300 ألف طالب على تكنولوجيا النانو في إطار برامج تعليمية مختلفة، بما في ذلك ورش العمل والمهرجانات والمسابقات والأولمبياد.
الجدير ذكره أن إيران أحرزت مراتب متقدمة في المجالات الطبية على صعيدي المنطقة والعالم و أن 32 في المائة من الإنتاج العلمي في إيران يتم في نطاق العلوم الطبیة.
وتعتبر صناعة السيارات في إيران هي الصناعة الثانية بعد صناعة النفط والغاز.. وكشف تقرير حديث أجرته شركة أبحاث السوق “موتور إنتليجنس”، أن سوق السيارات الإيرانية ستشهد معدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 9.57 في المائة خلال الـ5 سنوات المقبلة.. إذ من المتوقع أن تصل قيمة تلك السوق إلى 45.56 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026، ارتفاعًا من 26.43 مليار دولار في عام 2020.
وفي مارس الجاري أزاحت شركة ” إيران خودرو ديزل” الستار عن أول حافلة ركاب تعمل بالطاقة الكهربائية.. محرك الحافلة الإيرانية من أجود انواع المحركات الكهربائية عالميا بقوة 475 حصانا وبعزم دوران 3500 نيوتن.
وتعد الحافلة الكهربائية هي الأولى التي تنتجها شركة إيران “خودرو” بحسب المعايير الدولية والتقنيات العصرية العالمية وتم تقديمها في حقل بانها أقوى حافلة كهربائية مصنوعة محلياً وبطاريتها بسعة تخزين عالية.
وخلال شهر مارس أيضاً أعلنت الحكومة الايرانية منذ توليها مهامها رسمياً في أغسطس 2021 عن اعتزامها استكمال مشاريع وبناء 13 مصفاة تكريرية للنفط.
وذكر تقرير أعدته ونشرته وكالة أنباء فارس، أن مصفاة ” الشهيد سليماني” على رأس هذه المصافي المزمعة والتي تستهدف طاقة تكرير 300 ألف برميل يوميا وسيتم بناؤها في بندر عباس بجانب مصفاة “ستارة خليج فارس” الضخمة.
سبأ: مرزاح العسل