صمود وانتصار

مقابلة مع أسرة شهيد أعدمه النظام السعودي بالمنطقة الشرقية

مقابلة مع أسرة شهيد أعدمه النظام السعودي بالمنطقة الشرقية

الصمود../

 

كان مصطفى الخياط ينتظر زيارة قريبة من والدته وأسرته في المعتقل، لكن سياف الملك حرمهم من رؤيته إلى الأبد، ضمن عملية إعدام جماعية نفذها النظام السعودي في 12 مارس الجاري طالت 81 شخصاً بينهم41 معتقلاً سلمياً من أهالي القطيف والعوامية بالمنطقة الشرقية.

 

لم يعلم أحد من أفراد أسرة الشهيد مصطفى الخياط بنية النظام السعودي تنفيذ حكم إعدامه. “لقد تفاجأنا بخبر قتله بدل لقائنا به”. وفقاً لياسر الخياط شقيق مصطفى.

 

ويقول ياسر الخياط المقيم خارج السعودية للمسيرة نت: “لم نتلقَ إخطاراً من السلطات السعودية عن نيتها تنفيذ حكم القتل وغالب الظن أن النظام نفذ أحكامه بعجل بدليل أن أخي كان ينتظر زيارة معدة مسبقاً لأمي وأسرتي في معتقله بعد أيام من تنفيذ حكم الإعدام”.

 

وتلقى ياسر الخياط خبر إعدام شقيقه الشهيد مصطفى من وسائل التواصل الاجتماعي بعد 10 دقائق من نشره على مواقع وصحف النظام.

 

وكان النظام السعودي قد اعتقل الشهيد مصطفى الخياط في 17 يونيو 2014 على خلفية مشاركته باحتجاجات عام 2011م في القطيف بالمنطقة الشرقية. ويقول ياسر إن المحكمة الجزائية المتخصصة زعمت أن شقيقة الشهيد سعى وشارك بقتل رجال الأمن بالقطيف.

 

وكانت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان قالت إن تنفيذ أحكام الإعدام الجماعي خاضعة بشكل بحت للقرار السياسي”، مشيرة إلى أنها “استمرار في الدموية التي اتسم بها هذا العهد، بعيداً عن المحاولات الرسمية لتبييض صورة الحكومة”.

 

ولا يقتصر إجرام النظام السعودي على تنفيذ الإعدامات الجماعية وحسب؛ بل يمنع تسليم الجثامين لأسرهم. “فمنذ 2015 وحتى تنفيذ آخر مجزرة في 2022 لم تقم السلطات بتسليم جثامين الشهداء وهم بالعشرات” يقول ياسر.

 

وكان ناشطون سعوديون قالوا إن النظام دفن جثامين شهداء الإعدامات الأخيرة بمقابر جماعية، لكن ياسر ينفي قائلا: “نحن لا نعلم أي شي عن شهدائنا الذي قتلهم النظام السعودي بدم بارد ولا نعرف ما إذا كانوا يوارون الثرى، وهل فعلا يحظون بدفن يليق بإنسانيتهم وإسلامهم أم لا!!”

 

ورداً على سؤال المسيرة نت حول حقيقة منع النظام أي تشييع معلن أو مراسم عزاء؟ يقول ياسر: “احتجاز النظام السعودي لجثامين الشهداء رغم مطالبات الأهالي الكثيرة والمتكررة بدون استجابة دليل على أنه يمنع وبشكل رسمي تشييع الشهداء ويقوم بمنع عوائلهم من إقامة العزاء وأخي كمثال لم يتم السماح للعائلة بإقامة مجلس عزاء له”.

 

ويأتي هذا نفياً لمشاهد تداولها ناشطون لتشييع مهيب قالوا إنه في العوامية والقطيف شرق السعودية، إلا أن المشاهد المتداولة يعود تاريخها لاحتجاجات 2011م.

 

ويعلل ياسر حرص النظام على تنفيذ إعدامات جماعية؛ بأن “النظام السعودي يعتقد جازماً أنه بغير البطش واستخدام الإرهاب وسيلة لقهر الناس لا بقاء لحكمه”.

 

مضيفاً: “النظام يدرك ألا رصيد شعبي لديه ولذا تجده يلجأ للإكراه بل يبالغ في استخدام حده الأقصى وهو القتل وإرهاب المواطنين”.

 

وهو ما جعل إسقاط النظام مطلباً شعبياً في السعودية، وعزز ذلك مجازره الجماعية بحق المواطنين، إذ يستحيل والرأي لياسر “الإصلاح في النظام ولا يمكن أن يتعامل بغير لغة الإذلال والإكراه للمواطنين والسيف لكل من يعارضه”.

 

إسحاق المساوى – المسيرة نت