صمود وانتصار

الزراعة… احتياجٌ لا ترف

سيف الدين المجدر
تعد الزراعة إحدى النشاطات الاقتصادية الرئيسة التي تسهم فـي بناء الاقتصاد الوطني، ويرتبـط الأمن الغـذائي بالأمن الوطني، وتحقيق الأمـن الغـذائي يعتمد بالدرجة الأساس على توفير الغذاء من الإنتاج الزراعي المحلي، ويسهم نهوض القطاع الزراعي بتنويع الاقتصاد وتخفيف وطأة الفقر وتحسين الميزان التجاري وتحقق حركة لمعظم القطاعات المرتبطة به…
بعبارة أخرى، يسهم تطور القطاع الزراعي في مكافحة البطالة، وتقليص حجم الاستيراد، وتطور ونهوض المجتمع، وتعزيز الاقتصاد الوطني، فضلا عن أن المنتج المحلي يكون أكثر أماناً وطمأنينة على السلامة الصحية للمستهلك مقارنة بالمستورد، كون اغلب أمراض العصر مرتبطة بالغذاء والاستهلاك الغذائي، كما أن تطور القطاع الزراعي ينعكس إيجاباً على تحسين الواقع البيئي.
وعلى الجميع أن يدرك أن الزراعة ليست ترفاً، بل هي احتياج ضروري وأساسي للأمة،
وفي ظل الأحداث العالمية الحاصلة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي تؤثر في اقتصاد المنطقة وأمنها الغذائي، بل العالم ككل بشكل مباشر، تكون أزمة الغذاء هي الأمرّ على الاطلاق.
فالأمطار التي ينعم بها الله علينا يجب ألا تذهب بلا فائدة، لأنها ببساطة حجة الله علينا تجاه توفير غذائنا، ما لم فإن العواقب وخيمة، وسوف يعلم هؤلاء الذين يعيشون في عالم آخر. والذين لا يلقون لهذا الجانب بالاً، ولا يدركون مدى أهمية الأمر أنه إذا ما حدثت أزمة غذاء عالمية لن يجدوا الساندويتش والمعجنات والفطائر، ولن يجدوا أبواب المطاعم الفخمة مفتوحة أمامهم، لذا يجب على الجميع أن يزرع، كما يجب على أصحاب رؤوس الأموال دعم هذا القطاع من خلال دعم أنشطة تخدم المشاريع الزراعية،
هذا التحرك واجب ومسؤولية، وأقل القليل على كل شخص أن يزرع ما يكفي حاجته هو واسرته وكثر الله خيره.
الثورة الزراعية الحاصلة في البلاد والتوعية والإرشاد على مدار الساعة والحث على الزراعة هي براءة للذمة، لأنه إذا وقع الفأس في الرأس عندها لا أحد معني بتوفير الخبز لك لأن الأزمة عالمية وعلى دول عظمى، فما بالك بدولة أنهكها تحالف الحرب والعدوان َ، وها هي الدولة ومؤسساتها المعنية تقوم بواجبها من اليوم وبالإمكانات المتاحة، تقوم بحثّ الناس على الزراعة والعودة إلى الاقتدار والعزة في الجانب الاقتصادي، وما نتيجة التخاذل واللا مبالاة إلا عاقبة وخيمة سيئة بما تعنيه الكلمة.