صمود وانتصار

هل تتخذ السعودية النفط سُلّماً للنزول عن الشجرة؟

في الذكرى السابعة للعدوان على اليمن..

الصمود | في مثل هذا اليوم وقبل سبع سنوات شنت السعودية والامارات، بتحريض ودعم وتنسيق امريكي بريطاني اسرائيلي، عدوانا غادرا على الشعب العربي اليمني، دون ان تكون هناك حالة حرب بينهما وبين اليمن، حيث اغارت الطائرات السعودية والاماراتية، على مدن اليمن، دون أدنى احترام للقيم والمبادىء الانسانية، ناهيك عن العربية والاسلامية، تحت ذرائع تضحك الثكلى، كإعادة المستقيل والهارب عبدربه منصور هادي لحكم اليمن.

في مثل هذا اليوم ايضا، ولكن بعد سبع سنوات، شنت القوت المسلحة اليمنية هجمات بالصواريخ الباليستية والمجنحة وسلاح الجو المسير، استهدفت منشآت أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في العاصمة السعودية الرياض، ومصفاة رأس التنورة ومصفاة رابغ النفطية، ومنشآت أرامكو في جيزان ونجران، وأهداف حيوية وهامة في مناطق جيزان وظهران وأبها وخميس مشيط.

يبدو ان الهجوم اليمني، في الذكرى السابعة للعدوان السعودي الاماراتي على اليمن، قد اوجع السعودية كثيرا، فقد اعلن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، ان بلاده لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات اليمنية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية.

واشار المصدر الى “الآثار الجسيمة” التي تترتب على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، جراء الهجمات اليمنية، الأمر الذي سيُفضي إلى التأثير على قدرة السعودية الإنتاجية، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها إلى الأسواق العالمية، وهو ما يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية.

هذا التصريح السعودي كان بمثابة اعتراف رسمي بان الصواريخ والمسيرات اليمنية اصابت المنشآت النفطية والحيوية السعودية وليس المناطق السكنية، هذا أولاً ، ثانياً هذا التصريح جاء بمثابة صرخة استغاثة اطلقتها السعودية، لانقاذها من الورطة اليمنية، بعد ان ربطت بين امدادات النفط، ووقف الهجمات اليمنية، وهي تعلم ان هذه الهجمات لن تتوقف دون وقف عدوانها ورفع حصارها عن اليمن.

اللافت ان بيان وزارة الخارجية الأميركية، حول الهجوم اليمني على السعودية، تضمن نقطة في غاية الاهمية، قد تكون اُدرجت في البيان، كسُلّم لإنزال السعودية عن الشجرة التي تسلقتها قبل سبع سنوات، وكانت تظن انها ستعيد اليمن الى بيت الطاعة السعودي خلال شهر او شهرين في اكثر تقدير، وهذه النقطة هي “ان الإدارة الأميركية تعمل على مشروع قرار في الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن”!!.

من الواضح ان دول العدوان، دون إستثناء، المخططة والمحرضة والداعمة والمنفذة، إيقنت ان حركة انصارالله ، ليست ميليشيا، ولا وكيل لجهة، ولا تحارب من اجل المال او السلطة، وليست حركة طائفية او مناطقية، فلو كانت كذلك لكانت قد هُزمت في الشهور الاولى من العدوان، ولكن ولكونها حركة وطنية تحررية ثورية اسلامية يمنية اصيلة، تمتد جذورها في اعماق الجغرافيا الطبيعية والسكانية لليمن، تمكنت ليس في مقاومة دول العدوان الامريكي الاسرائيلي البريطاني السعودي الامارتي فحسب، بل انتقلت من الدفاع الى الهجوم، والحقت هزائم كبرى بالمعتدين، الذين وجدوا في ازمة النفط التي افرزتها حرب اوكرانيا، طوق نجاة لانقاذ السعودية، من اكبر ورطة في تاريخها الحديث.