المقاومة تُتمّ استعداداتها: لا تراجع عن نُصرة القدس
الصمود | في ظلّ استمرار الاستفزازات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلّة،تؤكد المقاومة على أنها أتمّت استعداداتها لمواجهة جديدة، وأنّ الخطوط الحمراء المحظور على العدو، لا تزال سارية كما تمّ رسمها في أعقاب معركة “سيف القدس”.
مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة، وتوجيه رئيس هيئة الأركان، أفيف كوخافي، جيشه بالاستعداد لعملية عسكرية جديدة ضدّ القطاع، يسود اعتقاد في أوساط فصائل المقاومة بأنّ العدو يهدف، من وراء تلك التهديدات، إلى ردع الفصائل عن دخول المواجهة في حال تصاعدت الأحداث في مدينة القدس المحتلة.
وبحسب ما علمته جريدة «الأخبار» من مصدر فلسطيني، فإنّ المقاومة أتمّت استعداداتها لمواجهة جديدة، في حال تجاوُز الاحتلال الخطوط الحمراء خلال شهر رمضان في الضفة والقدس المحتلّتَين، أو في حال فكّر في ارتكاب أيّ حماقات في غزة، وخاصة في الجانبَين العسكري والأمني.
واعتبر المصدر تصريحات كوخافي، الذي شملت أوامره لجيشه نشر المزيد من بطّاريات القبّة الحديدية على حدود القطاع، «محاولة لردع المقاومة عن التصعيد، على اعتبار أنّ العدو لا يريد أن تتحرّك جبهة غزة خلال الفترة الحالية، في وقت لا يستطيع فيه السيطرة على جبهات الداخل المحتلّ والضفة والقدس».
وبحسب تقديرات المقاومة، فإنّ الاحتلال غير مستعدّ حالياً، من الناحية العسكرية، لمواجهة عسكرية مع القطاع؛ إذ لا توجد لديه أهداف يمكن أن يحقّقها، فيما أقصى ما يستطيع فعله ارتكاب مجازر بحقّ المدنيين، كما حدث خلال الأيام الأخيرة لمعركة «سيف القدس».
أمّا من الناحية السياسية، فأيّ تصعيد في غزة ربّما يدفع إلى انهيار الائتلاف الحكومي، فيما ستتصاعد الضغوط الخارجية، وتحديداً الأميركية، على دولة الاحتلال لوقف الحرب، نظراً لانشغال واشنطن بالحرب الروسية – الأوكرانية والملفّ الإيراني، في حين يبرز احتمال تطوّر الجولة إلى حرب متعدّدة الجبهات تُدخل إسرائيل في خطر وجودي.
من جهة أخرى، يكشف المصدر عن محاولة يقودها الإحتلال وبعض الدول في المنطقة لإفساد العلاقات الاستراتيجية بين حركتَي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، عبر اتّهام الأخيرة بأنها تريد افتعال حرب جديدة في غزة، بينما لا ترغب فيها الأولى، التي تُواصل استغلال التحسينات الاقتصادية لمعالجة مشكلات الحاضنة الشعبية للمقاومة.
ويؤكد المصدر أن التوافق بين الحركتَين كبير في إدارة ملفّ الصراع مع الاحتلال، وأن هناك تنسيقاً عالياً بين قياداتهما على أعلى المستويات، وأنّ هناك خطوطاً حمراء وضعتها كلتاهما، سيؤدّي تجاوزها إلى تفجّر الأوضاع ودخول القطاع على خطّ المواجهة، وخاصة في ما يتعلّق بمدينة القدس المحتلة.
وخلال اليومَين الأخيرَين، اشتدّت حدّة التصعيد في المدينة، حيث اندلعت مواجهات بين الشبّان الفلسطينيين وقوات الاحتلال عند باب العامود.
وذلك بعد وقت قصير من جولة لوزير خارجية العدو، يائير لابيد، في المكان، أصيب على إثرها 19 فلسطينياً، واعتُقل 10 آخرون.
واعتبرت حركة “حماس” اقتحام لبيد لباب العامود “تصعيداً خطيراً يتحمّل العدو مسؤوليّته، ودليلاً صارخاً على إصراره على تنفيذ مخطّطاته الخبيثة بحق القدس والمسجد الأقصى»، فيما رأت حركة “الجهاد الإسلامي” أن هذه الخطوة ستدفع في اتّجاه “المزيد من العمليات الفدائية في جميع الأراضي المحتلة، وهو ما سيزيد من حالة الاحتقان، وسيؤجّج نيران الاشتباك من جديد”.
وأكد القيادي في الحركة، أحمد المدلل، أن “الخيارات مفتوحة أمام المقاومة للدفاع عن الأقصى والمقدسات”، منبّهاً إلى أن “الاقتحامات المتكرّرة والمتواصلة للمقدسات الفلسطينية، والتي يمارسها قادة الاحتلال ومستوطنوه، هي لعب بحياة المجتمع الصهيوني”.
جازماً أنّ “العدو لن يستطيع فرض معادلات اشتباك جديدة على المقاومة، التي لا يزال سيفها مُشهراً بوجه الاحتلال، ومَن دافع عن الأقصى من آلاف المستوطنين، قادر على أن يُعيد الكرّة مرّة أخرى”.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية “الاقتحام الاستفزازي الذي قام به لابيد، والوعود التي أطلقها لغلاة المتطرفين اليهود بنشر المزيد من قوات الاحتلال وشرطته في القدس، بحجّة توفير الحماية لهم في الأعياد اليهودية”.
ووصفت الوزارة هذه الوعود بأنها «تجسيد لأبشع أشكال نظام الأبارتهايد الإسرائيلي الذي يفرضه الاحتلال على المواطن الفلسطيني بالقوّة”.