تل ابيب: الدول المُطبّعة تتنافس للتقرب من “إسرائيل”
الصمود – نقلا عن محافل رفيعة في تل أبيب، زعم مستشرق إسرائيلي أن الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب، تتنافس على التقرب من “اسرائيل”.
ونقل موقع “رأي اليوم” عن المُستشرِق آساف غيبور، مُحلِّل الشؤون العربيّة في صحيفة (مكور ريشون) العبريّة-اليمينيّة، قوله إنّ “هذا التطبيع العربيّ-الإسرائيليّ ينطلِق من فرضية خشية دول الخليج(الفارسي) تحديدًا على أمنها، وتراجع الالتزام الأمريكيّ بحماية المصالح الأمنية في المنطقة، … مشيرا الى انّ “مشاركة وزير الخارجية الأمريكيّ في (قمة النقب) الأسبوع الفائت، أكّدت أنّ الجميع على نفس الموقف من التهديدات الأمنية، بجانب حاجتها لتعزيز مصلحة واشنطن في الحدّ من أزمة الطاقة التي اندلعت عقب حرب أوكرانيا، والحدّ من ارتفاع أسعار النفط، حيث طلبت الولايات المتحدة من السعودية زيادة إنتاجه، لكن المملكة أعلنت خفضه جزئيًا بسبب معاملة الأمريكيين في قضية اليمن ، بحسب أقواله.
وقال إيتان نائيه، السفير الإسرائيليّ في البحرين، للصحيفة إنّ “المنامة تنظر لإسرائيل على أنّها جزء من الحلّ لمواجهة مخاوفها الأمنية، وإنّ عقد الاجتماع في النقب بحضورٍ أمريكيٍّ يشير إلى أهمية “إسرائيل” كمحور إقليمي مركزي، خاصة بعد تنامي النفوذ الإيراني، والخروج البطيء للولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط، بزعم الانتباه للتهديد الصيني، والآن انضمت أيضًا قضية أوكرانيا وروسيا وحلف الناتو، بمعنى أنه من المريح للأمريكيين مغادرة الشرق الأوسط، مع تحميل إسرائيل المسؤولية عن أمنه”، على حدّ تعبيره.
جدير بالذكر أنّه في الوقت عينه، تعتبر المحافل الإسرائيلية أنّ الدول العربية المُطبّعة معها باتت شريكةً في الحفاظ على مصلحة الأمن القومي للمنطقة، حتى إنّها أصبحت ترى نفسها شريكة موثوقة لإسرائيل، بزعم تعزيز الرخاء الإقليميّ، تمهيدًا لإقامة شبكةٍ أمنيّةٍ واسعةٍ بين هذه الأطراف مجتمعة، حتى وصل الأمر بالإسرائيليين إلى الادعاء أنّ تنافسًا نشأ بين الدول المطبعة ذاتها في التقرب من الاحتلال، خاصّةً بين مصر ودول الخليج (الفارسي)، التي باتت أكثر قربًا من إسرائيل، وارتباطًا بها.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه المغرب نفسها بوابة المجتمع الدوليّ لأفريقيا، فإنّها معنية بتوثيق علاقاتها الأمنية مع الاحتلال، بزعم مواجهة المخاوف القادمة من الدول المجاورة، أمّا الأردن فقد شهد في الآونة الأخيرة جملة زيارات إسرائيلية مكثفة للحيلولة دون انفجار الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة في شهر رمضان، لكن كلّ هذا التطبيع كفيل بأنْ يتبدد فور أيّ مواجهةٍ فلسطينيّةٍ إسرائيليّةٍ قد تنشأ بينهما، كما حذّر الخبراء والمحللين في دولة الاحتلال، نقلاً عن المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.