لماذا يرسل النظام السعودي تعزيزات عسكرية لحدودها مع اليمن
يحيى الشامي
فيما تطاول نيران المدفعية والقوة الصاروخية اليمنية معظم المواقع العسكرية السعودية على الجبهات الحدودية، تحاول الرياض تعزيز مواقعها العسكرية في المحافظات الجنوبية، وسط تكتم إعلامي شديد على حجم الخسائر والأضرار التي تلحقها القوات اليمنية المستمرة في التقدم في العمق السعودية.
ووصل إلى نجران، قبل يومين تعزيزات من الحرس الوطني مع كامل العتاد تُقدر بـ 4000 جندي. وعلمت «الأخبار» بأن هذه التعزيزات تأتي بعد القضاء على المجموعات الأولى من الجنود والضباط بين قتلى وفارّين، بعد استهداف الجيش و«اللجان الشعبية» لمواقعهم في الإمارة السعودية.
وتشتد وتيرة القصف ومعها ترتفع أعداد الخسائر التي يتكبدها الجيش السعودي بالتزامن مع استمرار اليمنيين في سيطرتهم على المساحات التي دخلوها خلال الأشهر الماضية في المناطق السعودية.
تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من إحداث إصابات في مواقع في قلل الشيباني في عسير
وفيما تقوم القوات السعودية بمحاولات عدة بغرض إخراج مواقعها من سيطرة القوات اليمنية التي تنجح يومياً في تنفيذ كمائن وعمليات اقتحام واسعة يجري التخطيط لها مركزياً وتُنفَّذ في محاور عدة تتوزع بين جبهات القتال في كل من عسير وجيزان ونجران.
وتثبت الصور والمشاهد الموزعة من «الإعلام الحربي» بصورة يومية، حجم الخسائر في صفوف الجيش السعودي في تلك الجبهات، وهي توثق جزءاً من عمليات المقاتلين اليمنيين في عمق الأراضي السعودية، ومن بينها عمليات إعطاب آليات ودبابات أميركية باهظة الثمن، ومعها يُصبح التكتم السعودي المفروض بلا جدوى، ولا سيما أنّ المعارك دخلت قرى سكنية وأحياء مزدحمة ومدن مأهولة، وصولاً إلى مقار ومجمعات حكومية ومنشآت عسكرية في عمق تلك المدن، كما هي الحال في مدينة الربوعة في عسير ومدينة الخوبة وقراها في جيزان.
وبالتزامن مع الأنباء عن استقدام التعزيزات العسكرية إلى نجران، كانت وسائل إعلام قد كشفت عن وصول آلاف الجنود السعوديين إلى جانب دبابات وآليات مدرعة إلى منطقة جيزان، وهو ما يؤكد أيضاً حجم الخسائر التي تلقّاها النظام السعودي في جبهات بدأت تعاني من نقص كبير في أعداد الآليات والجنود السعوديين. ويعلّق مصدر ميداني قيادي في «اللجان الشعبية» في حديثٍ إلى «الأخبار» بالقول إنه في بداية العدوان «تعمّد النظام السعودي الحديث عن قواته المرابطة في الحدود وإبراز طبيعة تدريبهم وسلاحهم، ونشر عبر وسائل إعلامه مشاهد لأرتال المدرّعات، وهي في طريقها إلى الحدود بهدف إخافة اليمنيين من جانب وطمأنة جيشه وشعبه من جانب آخر». وأضاف أن تلك التعزيزات لا تزال تصل بأعداد كبيرة، «لكن الحديث عنها لم يعد يخدمه بقدر ما يُذكّر بفشل جنوده وبالمحارق الكبيرة التي تعرّضت لها آلياته على أيدي اليمنيين بصورة يومية منذ أشهر».
وكانت القوة الصاروخية والمدفعية اليمنية قد كثفت أخيراً قصفها على المواقع العسكرية السعودية. وصبّ التركيز على استهداف مراكز قيادية ومخازن أسلحة وخطوط إمداد لمواقع عسكرية ومرابض المدفعية، بالإضافة إلى تدمير عدد من آليات تقلّ جنوداً سعوديين من بينها دبابة «أبرامز» جرى استهدافها في طريق الخوبة العام في جيزان، وأخرى في أطراف مدينة نجران. وكانت إحدى أهم العمليات الناجحة قصفاً صاروخياً استهدف منفذ الخضراء ومركز تدريب الأمن العام وموقع خباش وموقع السديس العسكري، حيث شوهد جنود سعوديون يفرّون من الموقع العسكري، فيما اشتعلت النيران في موقع عسكري في جبل همدان في نجران إثر استهدافه بعدد من القذائف المدفعية، وفي عملية أخرى تمكنت القوة الصاروخية من تدمير عدد من منصات إطلاق الصورايخ والمدفعية السعودية في مواقع عدة من نجران وعسير.
إلى ذلك، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من إحداث إصابات مباشرة في مواقع في قلل الشيباني في عسير، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. وطاول القصف أيضاً مركز ملطة في المنطقة نفسها.