الصبر.. غاياتُه ونتائجُه
الصمود – أقلام حرة – صالح مقبل فارع
الصبر خُلُق عظيم يتصف بِهِ المؤمنون، وصانا اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِهِ ووصى جَمِيْع الْمُؤْمِنِيْنَ، وصيام رَمَضَان هُوَ أحد العوامل الَّتِي تعلمنا الصبر، فكما صبرنا عَلَى عدم تناول الأكل والشرب نستطيع أن نصبر فِيْ مواقف أُخرى..
ولذلك من الْأهداف الرَّئِيْسِيَّة لصيام رَمَضَان هُوَ الصبر.
والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وصانا بالصبر فِيْ أكثر من آية من آيَات القرآن الْكَرِيْم، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عِمْرَانَ:200].
كَمَا أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، يقول لَنَا: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عِمْرَانَ:186].
وَكَذَلِكَ كَانَتْ إحدى وصايا لقمان عَلَيْهِ السَّلام لابنه بأن أمره بالصبر، فَقَالَ تَعَالَى متحدثًا عَلَى لسان لقمان: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان:17].
وَكَذَلِكَ يقول اللَّه لمحمد ولنا: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ [النَّحْل:127].
وَكَانَ من علامات الْمُؤْمِنِيْنَ أن يدعون اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بأن يعطيهم الصبر، فكان من دعائهم ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [الْبَقَرَة:255].
ولذلك يقول عنهم -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [النَّحْل:42].
وَكَذَلِكَ قوله تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئك لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرَّعْد:22].
غاياتُ الصبر ونتائجُه:
للصبر غايات ونتائج مثمرة تتحقّق لَدَى الصابر والصابرة، من هَذِهِ النَّتَائِج:
1- معية اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: فالله يكون مَعَ من صَبَر، قَالَ تَعَالَى: ﴿واصبروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الْبَقَرَة:153]. فالله يكون مَعَهُمْ فِيْ السراء والضراء، حافظًا ومعينًا ومُلهمًا ومرشدًا، وَمَا أحسن الْإنسان عِنْدَمَا يكون بمعية اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
2- محبة اللَّه للصابرين، وَكَذَلِكَ من النَّتَائِج المثمرة للصبر هُوَ أن اللَّه يحب الصابر، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عِمْرَانَ:146]وَمَا أحسن الْإنسان عِنْدَمَا يكون حبيبًا لِلَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فالله يرعى حبيبه ويعينه عَلَى أُمُوْر الدُّنْيَا ويسكنه فِيْ الآخرة أفضل المساكن فِيْ الْجَنَّة.
3- الأجر العظيم، وَكَذَلِكَ من نَتَائِج الصبر وغاياته هُوَ الأجر العظيم فِيْ الآخرة، ويتمثل بالجنة والرضوان، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النَّحْل:96]، والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- سيجزيهم أجرًا عظيمًا واسعًا يفوق التخيل، بغير حساب، فَقَالَ: ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ [الزمر:10]،.
4- نجاح الأَعْمَال المرتبطة بِكَ أَيُّهَا المؤمن مرتبطة بالصبر، سواء كَانَتْ هَذِهِ الأَعْمَال فِيْ أَعْمَال الدُّنْيَا العادية أَو فِيْ ميدان الجهاد، أَو فِيْ مسؤوليات الْمُؤْمِنِيْنَ بِالتَّصَدِّي للظلمة، الطُّغَاة، فلكي يتحقّق النَّصْر عَلَى الأعداء والطغاة والظلمة والتصدي لَهُمْ لا بُـدَّ من الصبر، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئة يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴾ [الأَنْفَال:65]، فالغلبة فِيْ الميدان مرتبطة بمدى الصبر. وَأَيْـضاً قَالَ تَعَالَى: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الْبَقَرَة:249].
5- وَأَيْـضاً من نَتَائِج الصبر وغاياته أن مكائد الأعداء تسقط وتتلاشى، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شيئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [آل عِمْرَانَ:120] تسقط مؤامراتهم ومكائدهم وتتلاشى نَتِيْجَة الصبر.
6- الحصول عَلَى المدد الإِلَهِي، فالصابرون يحصلون عَلَى المدد الإِلَهِي المعجز فِيْ مواجهتهم للأعداء، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ [آل عِمْرَانَ:125]، فالمدد الإِلَهِي والعناية الربانية لمن فِيْ الْمَعَارِك مرتبط بالصبر.
7- ومن نَتَائِج الصبر، أن الظروف الصعبة والعراقيل سيتجاوزها الصابر فيقول تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عِمْرَانَ:200].
فقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾: يٌعَبِّرُ عن العبور لِتِلْكَ الظروف الصعبة والوصول لنتائجها المرجوة الَّتِي وعد اللَّه بِهَا.
8- الفوز بالجنة ورضوان اللَّه، فالصابر ينال رضوان اللَّه ويفوز بالجنة، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [المؤمنون:111]، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾ [الْإنسان:12]. ﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئك لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [هُوْد:11].
9- تهنئة الملائكة للمؤمنين الصابرين: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُـلّ بَابٍ. سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرَّعْد:23-24]. فهذه هِيَ نَتَائِج الصبر وغاياته، ويا لها من نَتَائِج عظيمة وغايات يتمناها كُـلّ إنسان.
الصبرُ حَالَة قائمة بالجوانب الإيمانية:
اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- جعل الصبر حَالَة قائمة ترتبط بالإيمان، فوصى بِهَا الأنبياء قبل الْمُؤْمِنِيْنَ، وهنا أضرب لَكُمْ أمثلة عَلَى أوامر اللَّه للأنبياء أن يصبروا، وَعَلَى مدح اللَّه لَهُمْ بِأَنَّهُمْ صبروا. وأبدأ هنا بنبينا مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
أ: صبر نبينا مُحَمَّد:
1- رَسُوْل اللَّه مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تكرّر الأَمْر لَهُ بالصبر فِيْ القرآن الْكَرِيْم، صبر عَلَى مُسْتَوَى راقي وعظيم. ﴿فاصبر لحكم ربك وَلا تكن كصاحب الحوت﴾ [القلم:48]، الَّذِيْ استعجل وغادر قومه قبل أن يكمل دوره ووصل إلى اليأس من استجابتهم ولم يصبر، فالتقمه الحوتُ؛ نَتِيْجَةَ عدم صبره، ولكن محمدًا صبر فكان لصبره نَتَائِج مثمرة.
كَمَا قَالَ تَعَالَى مخاطبًا عبده ورسوله مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ﴿واتبع مَا يوحى إليك واصبر حَتَّى يحكم الله﴾، وَأَيْـضاً قَالَ: ﴿فاصبر إن وعد اللَّه حق ولا يستخفنك الَّذِيْنَ لا يوقنون﴾ [الروم:60]، كَمَا قَالَ لَهُ: ﴿فاصبر كَمَا صبر أولو العزم من الرسل﴾.
ب: صبرُ الأنبياء:
2- كَذَلِكَ مدح مَجْمُوْعَة من الأنبياء؛ لأَنَّهم صبروا، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإسماعيل وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُـلّ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأَنْعَام:85].
3- فإسماعيل صبر كَثيراً فِيْ قصة الذبح، حِيْنَ قَالَ لأبيه إبراهيم: ﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الصافات:102]، فأثمر صبره وفده اللَّه بكبش وذبح عظيم.
4- ويَعْقُوْب عَلَيْهِ السَّلام كَانَ يقول: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يُوْسُف:18]، فجزاه اللَّه نَتِيْجَة صبره بأن رد إليه ولده يُوْسُف عَلَيْهِ السَّلام.
5- كَذَلِكَ نبي اللَّه يُوْسُف عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَمَا سئل عن سبب الْعِزِّ الَّذِيْ وصل إليه: ﴿قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يُوْسُف:90]، فكان الصبر نتيجته أن أصبر عزيز مصر.
6- ونبي اللَّه أَيُّوْب عَلَيْهِ السَّلامُ صبر فِيْ محنته الصحية، فامتدحه اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قائلاً: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص:44]. فدخل فِيْ اختبار وخرج بنجاح، وجازاه اللَّه لصبره بأن شفاه من مرضه ورده شابًا.
7- كَذَلِكَ موسى عَلَيْهِ السَّلامُ أَوْصَى أصحابه وقومه بالصبر عَلَى ظلم فرعون فَقَالَ تَعَالَى متحدثًا عَلَى لسانه: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرض لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأَعْرَاف:128]، فصبروا مَعَ موسى فجازاهم اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بأن أهلك فرعون وأنقذهم مِنْهُ وتحرّروا من سلطته وجبروته، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إسرائيل بِمَا صَبَرُوا وَدمّـرنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾ [الأَعْرَاف:137].
بَلْ وجعل اللَّه بني إسرائيل حُكامًا عَلَى الأرض نَتِيْجَة صبرهم، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة:24]، فاليقين ملازم للصبر، لا يستمر الصبر إِلَّا من أهل اليقين.
ج: صبرُ الْمُؤْمِنِيْنَ:
يعتبر الصبر أهم صفة لِلْإنسان المؤمن، ولذلك مدح اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الْمُؤْمِنِيْنَ بِأَنَّهُمْ كَانُوْا صابرين، بَلْ جعل الصبر من أَوَائِل الصفات الَّتِي يتصف بِهَا المؤمنون، فذكرها -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أَوَّلاً قبل أي صفة أُخرى، فَقَالَ متحدثًا عن المؤمنين: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ [آل عِمْرَانَ:17]، فجعل الصابرين أَوَّلاً، ثمَّ ذكر بقية الصفات.
كَذَلِكَ مدحهم اللَّه فِيْ آية أُخرى شاملة للمؤمنين والمؤمنات، فَقَالَ: ﴿وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ﴾ [الأحزاب:35].
كَمَا قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: ﴿وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ﴾ [الْحَج:35]
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ [مُحَمَّد:31].
وقال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأموال وَالْأنفس وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئك هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [الْبَقَرَة:155-157]
العواقبُ الوخيمة لعدم الصبر:
لعدم الصبر عواقب خطيرة ووخيمة فِيْ الدُّنْيَا والآخرة، فَفِيْ الدُّنْيَا سيَتمكّن أعداء اللَّه من السَّيْطَرَة عَلَى النَّاس ويعم الشر ويسود الباطل ويحدث الْفَسَاد والإفساد وينتهي دين اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، كُـلّ هَذَا التمكّن يحصل للأعداء وأضل فِيْ حَالَة وَاحِدَة، وَهِيَ إذَا فقدت الأُمَّــة صبرها. فيعانون النَّاس فِيْ حياتهم، ويدفعون كلفة أكثر.
أمأ فِيْ الآخرة فنتيجته الوصول إلى جهنم ودخولها فَقَالَ سُبْحَانَهُ متحدثًا عن أهل النَّار: ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَو لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الطُّوْر:16]، وَهُمْ يقولون أَيْضًا: ﴿أَجَزِعْنَا أم صَبَرْنَا﴾ [إبراهيم:21].