صمود وانتصار

هل آن للحرب أن تضعَ أوزارَها؟

عبدالملك العجري

بقلم / عبدالملك العجري

ألم يحن الوقتُ لوقفِ أَكْبَر عملية تخريب استهدفت الـيَـمَـن الحياة والإنْسَـان في واحدةٍ من أَكْثَـر الحروب الانتقامية خِسَّــةً ونذالةً ووحشيةً.

وفي أَكْبَرِ عملية تجريفٍ للوعي والمشاعر والحقائق والمفاهيم لإكراهنا على الإذعانِ لأغرب أُحجيات في التأريخ.

كانت جريمةُ الـيَـمَـن سعْـيَه لمغادَرة الكينونة المفروضة إلَـى كينونته الخَـاصَّـة المعبِّرة عن شخصية الحضارية.

لم يكن محظوظاً بما فيه الكفاية، ففي الزمن الرديء عليك ألا تتوقع الكثير.

الزمنُ الرديءُ زمنُ المتناقضات زمنُ انقلاب الصورة وازدواجية المعايير.

في الزمن الرديء وقَفَ العالَــمُ بكل ثقله على أجسادنا النحيلةِ من أَجْــل أن يذهَبَ لمصافحة الشيطان.
الزمنُ الرديءُ زمنٌ مجنونٌ لا يحكمُه أيُّ منطق غيرُ منطق دهاقنة السوق وسماسرة المال.

يفتقرُ إلهةُ السوقِ إلَـى المشاعر الإنْسَـانية؛ لذلك كانت صُوَرُ أشلائنا المتناثرة التي تنقلُها وسائطُ الميديا عاجزةً عن تحريك ضمائرهم المُتَشَمِّعَة، لم يكن في دموعنا ودمنا المسفوح ما يفتحُ شهيتَه المقدَّسة، ولا ما يستطيعُ به أن يتحسَّسَ روائحَ الشواء المنبعثة من أجسادنا المتفحمة.

يقول جيفارا: إذا فُرِضَت على الإنْسَـان ظروفٌ غيرُ إنْسَـانية ولم يتمرد سيُفقِدُ إنْسَـانيته شيئاً فشيئاً.

لم يكن أمامَ الـيَـمَـنيين غيرُ اجتراح المعجزات فخاضوا فصولَ ملحمة من البسالة وَالصمود أقرب للخيال.

خيّرونا أن نعيشَ بشروطهم أَوْ نموتَ بشروطنا، فاخترنا أن نموتَ بشروطنا على أن نحيا بشروطهم.
وروينا جغرافيا الـيَـمَـن بدمائِنا كي يقتنعَ العالَمَ أننا لن نقبَلَ الحياةَ إلا بشروطنا.

وأملُنا أن نذهَبَ للكويت وَالقناعةُ لديهم أنه كما لم نقبَلَ الحياةَ بشروطهم لن نقبَلَ السلامَ بشروطهم فهذا خيرٌ لهم وللـيَـمَـن.