تحالف العدوان.. وإستراتيجية حرب الشائعات
تحالف العدوان.. وإستراتيجية حرب الشائعات
الصمود../
تعتبر الشائعات الأداة الأكثر خطورة في مجال الحرب النفسية التي يعتمدها الأعداء كحرب رئيسية لضرب الشعوب والمجتمعات وخصوصا الاسلامية والتي تركز على تدمير قوتها المعنوية والسلوكية والمعرفية وغيرها .
والشائعات الوسيلة التي يعتمد عليها الاعداء اليوم على راسها امريكا واسرائيل كاداة استراتيجية لتحقيق التأثير والفوضى النفسية داخل المجتمعات وجرفها الى واقع من التناقض والصراع والهزيمة المعنوية ،كما هو حاصل في مضمار العدوان على اليمن الذي يعد نموذج حي لهذه الحرب والتي كرست لاستهداف الشعب اليمني بسقف عالي من الاهتمام والعمل والتمويل .
فقوى العدوان تدير حربا نفسية مركزة ومنظمة وذات مسارات مختلفه على الشعب والمجتمع اليمني وقد اخذت سياسات عمل واسعة في تحقيق اختراق البنية المعنوية للشعب والمجتمع ومحاولة تفخيخها وتفجيرها باساليب و اسلحة نفسية وسايكلوجية مؤثرة ك”نشر الشائعات ” التي كانت ولازالت الاسلوب الاكثر اهمية بالنسبة له في تحقيق اهدافه ومآربه والتي يلقي فيها اهتمام خاص في تمويلها و تطوير برامجها ومساراتها وفقا لدراسات ومعطيات تتوافق مع الميدان وبما يلبي تحقيق اكبر نتيجة للتأثير النفسي على الشعب والمجتمعات وتفكيك وعيها وادراكها للحقائق وضرب صمودها الاستراتيجي.
حيثُ اعتمدت الأدمغةُ الاستراتيجيةُ الأمريكيةُ والتي تقود العدوانَ على تفعيل الحرب النفسية واستخدام الشائعات وتعزيز فاعلية الاخير بالتكنولوجيا والترسانات الإعلامية اللازمة والمتعدّدة الوظائف لتحقق أكبر مستوى من التأثير في سلوكيات وقيم ووعي الشعب اليمني، حيث كان لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وكذلك أَيْـضاً المنظمات الدولية والخلايا النائمة والعملاء في الداخل دورٌ محوريٌّ ورئيسيٌّ في هذه الحرب التي تعتبر من حروب الجيل الخامس .
لذا فالمسألة واضحه وقد تعرض شعبنا اليمني منذ بداية العدوان للكثير من حملات نشر الشائعات الكاذبة والمختلفه سواءا التي تأتي على الصعيد العسكري والامني او السياسي والاقتصادي فقد حاولت قوى العدوان ان تشن حملات منظمة لنشر الشائعات الكاذبة والمضلله التي تستهدف عقول المواطنين وتضليلها بالدرجه الاولى وتشويه الاجهزة الحكومية وقد اعتمدت في ذلك على جهتين :
الاولى مكائنها الاعلامية المختلفه سواءا قنوات او مواقع ووكالات اخبارية التي يتم من خلالها نشر الشائعات بافق واسعة
والثانية عبر عملاءها الذين يغوصون في اعماق المجتمعات والذين يقومون بنشر الشائعات في المجالس والمناسبات وفي كل تجمع للناس هنا وهناك.
لذا كان هناك نشر منظم للشائعات وقد طورها العدو مع مراحل العدوان الى ان وصل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وانشاء حسابات مزيفه ووهمية للنشر عليها شائعات كاذبه .
وقد كان من ابرز أهدافها:
1- التركيز في نشر الاشاعات حول القضايا الداخلية والطائفية والعرقية والقومية وإشعال الفتن والنعرات بين اوساط المجتمعات والقبائل، وأماتت الروحَ المقاومةَ والقضايا الاستراتيجية.
2- زيادة تأثير مواقع التواصل الإلكترونية بالتزامن مع تنشيط بعض العملاء والمنافقين في صناعة وتوجيه الرأي العام بما يفكك الوعي الجمعي للناس وشيطنة اجهزة الدولة وعرقلة عملها سيما الجانب الامني وذلك عبر نشر قضايا ودعايات واشاعات ليس لها واقع وصناعة حملات من الانتقادات الفارغة التي ليس هدفها سوى تثبط الناس وتدمير معنوياتهم وجرفهم الى مربع خارج اولويات مواجهه العدوان .
3- ضرب وهدم المنظومة الأمنية والجبهة الداخلية للشعب اليمني وكسر صموده وتماسكه الاستراتيجي بصورةٍ عامة بافتعال المشاكل والاقتتالات والثارات القبلية، ومحاولة ضرب وتفريغ البيئات الشعبيّة المقاومة من وحدة الموقف الواحد والتحَرّك النشط المقاوم للعدوان..
4- استغلال الخلافات والثغرات ومحاولة تسعيرها واشعالها عبر الاعلام والعملاء الذي يعملون على تحفيز الناس بعنواين واشاعات للخوض في صدامات كلامية تقود الى مربع التفكك وانهيار محور الكلمة الواحدة المناهضة للعدوان
سُبُلُ مواجهة الشائعات وإفشالها:
خطورةُ هذه الحرب وما تمثل من تداعيات وآثار تعتبر كارثية على واقع الشعب اليمني ومستقبله كشعب مسلم بالدرجة الأولى الذي يتميز بهُـوِيَّته الإيمانية وَالرصيد الكبير من القيم والمبادئ والأخلاق عن باقي الشعوب الإسلامية وكذلك كعشب مقاوم لحرب كونية عدوانية تشن عليه، بالتالي فقد اشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله خُصُوصاً إلى خطورة المرحلة وَأن العدوّ وخُصُوصاً بعد فشله واخفاقه في الحرب العسكريّة على مدار المراحل الماضية انتقل إلى ميدان جديد “الحروب الغير عسكرية ” التي يلقي فيها اليوم كُـلّ ثقله وطاقاته لتحقيق غاياتها الهادفة إلى تدمير المجتمع اليمني من الداخل وضرر صموده وقوته المعنوية.
لذا فالحربُ الملحةُ والتي يفترض أن يندفع اليها اليمنيون اليومَ دون استثناء، هي حربُ الوعي والتعبئة الثقافية العامة على جميع الصعد والمسارات، ومواكبة كُـلّ تحَرّكات العدوّ الأمريكي ووكلائه السعوديّ والإماراتي وما يضمره من مؤامرات وسيناريوهات هدامة حالية ومستقبلية ومواجهتها بنشر الوعي العميق بحجم الأحداث ونشر الثقافة وخصوصاً الثقافة القرآنية التي تعتبر هي المفتاحَ الوحيدَ والرئيسي لإفشال هذه المؤامرات وإسقاط كُـلّ الهجمات الخبيثة للعدو، فالوعيُ القرآنيُّ إذَا ما تحقّق في المجتمع والفرد فهو سيكون المنعةَ وَالحصنَ الحصينَ الذي لا يمكن اختراقُه لا بالحرب النفسية ولا الشائعات وغيرها.
*زين العابدين عثمان – باحث عسكري يمني