صمود وانتصار

الهدنة الإنسانية في أسبوعها الثالث: خروقات مستمرة وتنصل سعودي وتحشيد أمريكي وتلويح بالحرب

لا تقدم في تنفيذ الهدنة.. والعدوان يسعى بالدعايات والأكاذيب لتبرير نكوصه وارتداده

الصمود | تقرير | عبدالرحمن عبدالله حتى اللحظة لم تصل أول رحلة جوية للطيران المدني التجاري إلى مطار صنعاء الدولي، على الرغم من دخول الأسبوع الثالث على التوالي من بداية دخول الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في 1 إبريل الحالي، وعلى الرغم من الوعود المتكررة التي أطلقها المبعوث لدى زيارته لصنعاء […]

الصمود | تقرير | عبدالرحمن عبدالله
حتى اللحظة لم تصل أول رحلة جوية للطيران المدني التجاري إلى مطار صنعاء الدولي، على الرغم من دخول الأسبوع الثالث على التوالي من بداية دخول الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في 1 إبريل الحالي، وعلى الرغم من الوعود المتكررة التي أطلقها المبعوث لدى زيارته لصنعاء الأسبوع الماضي بتسيير الرحلات الجوية كما تنص الهدنة المعلنة.
يماطل تحالف العدوان في تنفيذ الخطوة الملزمة له في فتح مطار صنعاء أمام عدد من الرحلات خلال شهري الهدنة، جرى تأجيل الخطوة لمرات عديدة حتى يوم الجمعة الماضي، مضت المواعيد ومر الأسبوع الأول والثاني ومرت ثلاثة أيام من الأسبوع الثالث للهدنة من دون أن يدخل بند فتح مطار صنعاء حيز التنفيذ.
خلال الأيام الماضية كرر المبعوث الأممي إلى اليمن وعوده بفتح المطار وهو يغادر مطار صنعاء المغلق، عقد مؤتمرا صحفيا قال فيه “إن تأجيل فتح المطار كان بسبب إجراءات لوجستية “، ومع المماطلة والنكوص عن التنفيذ برزت إلى واجهة المشهد الإعلامي جملة من الدعايات التي روجها إعلام تحالف العدوان وأبواقه حول الجوازات الصادرة عن صنعاء، دعايات يسعى العدوان من خلالها إلى تبرير نكوصه ومماطلته في تنفيذ التزاماته بشأن المطار، وهو ما يشير إلى أن العدوان السعودي الأمريكي ليس جاداً في تنفيذ الهدنة وإن كان مضطرا لذلك فهو يحاول ابتداع مبررات وذرائع كاذبة للتنصل عنها.
يمضي الأسبوع الثالث للهدنة الإنسانية، وتتلاشى المبررات التي يكررها المبعوث حول فتح المطار، فيما تبرز إلى الواجهة نوايا سعودية أمريكية للتنصل والنكوص عن الهدنة، ولم يعد في جعبة المبعوث أي مبرّر آخر لتأجيل فتح المطار، لكنه يقف بصمت وتواطؤ أمام تنصل السعودية من بند رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء، فلو كانت جادة في تنفيذ الهدنة لما احتاجت إلى إثارة موضوع الجوزات وهي التي فرضت الإجراءات المتعلقة بها إمعانا في التنكيل باليمنيين ومفاقمة صعوبات سفرهم.
يمضي الأسبوع الثالث للهدنة ودول العدوان السعودي الإماراتي تماطل في تنفيذ البند الخاص بعودة رحلات الطيران المدني، بعدما كان اليمنيون ينتظرون هبوط الطائرة الأولى للناقل الجوي الوطني، شركة «اليمنية»، في مطار صنعاء في الرابع من إبريل الحالي، إلا أن ذلك لم يحدث، فيما يبرز إلى المشهد نكوص سعودي أمريكي واضح من الهدنة بتواطؤ مكشوف من المبعوث الأممي والأمم المتحدة.
وقبل يومين قالت مصادر في صفوف العملاء والمرتزقة إن تنسيقا يجري مع السلطات المصرية والأردنية بشأن الرحلات والجوازات، لكنها تصريحات ترافقت مع سيل من الدعايات والأكاذيب التي تشي بأن العملاء والمرتزقة إنما ينفذون أجندة تتويه الرأي العام عن نكوص العدوان من بنود تنفيذ الهدنة.
وإذا كان المبعوث نفسه هو من أعلن الهدنة التي تتضمن فتح مطار صنعاء، فكيف يمكنه تبرير فشله في تنفيذ الخطوة نفسها، غير أن الهدنة برمتها تزداد هشاشة مع تصاعد الخروقات التي يرتكبها تحالف العدوان بشكل يومي، واستمراره في إغلاق ميناء الحديدة، والتحشيد العسكري الأمريكي والسعودي المتزامن.
وعلى الرغم من تجديد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط لدى لقائه وزير الدفاع اللواء محمد العاطفي يوم السبت، الحرص على إنجاح الهدنة ومساندة أي جهود صادقة تسعى لتحقيق السلام، برزت في المقابل تصريحات المرتزقة الذين وصلوا عدن وحضرموت يوم أمس والتي تضمنت وعيداً بالحرب واستمرارها، بالتوازي مع ضخ أكاذيب يحاول المرتزقة من خلالها تتويه المشهد عن مسارات الالتزام بالهدنة التي لم ينفذ تحالف العدوان ومرتزقته أي بند منها غير خفض التصعيد الجوي.
في السياق نفسه ما تزال سفن الوقود محتجزة في موانئ الحجز السعودية، حيث لم تنفذ السعودية بند فتح الميناء أمام 18 سفينة وقود ما عدا سفينتين في الأسبوع الأول وصلتا ميناء الحديدة، فيما قام بقرصنة سفن كانت تتجه إلى ميناء الحديدة خلال الأسبوع الثاني من الهدنة.
وأكدت شركة النفط اليمنية استمرار تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في احتجاز (3) سفن نفطية بحمولة إجمالية تبلغ (88439) طناً من مادتي البنزين والديزل على الرغم من استكمال كل تلك السفن لكافة إجراءات الفحص والتدقيق عبر آلية بعثة التحقق والتفتيش في جيبوتي (UNVIM) وحصولها على التصاريح الأممية التي تؤكد مطابقة الحمولة للشروط المنصوص عليها في مفهوم عمليات آلية التحقق والتفتيش.
وأشارت الشركة إلى استمرار تحالف العدوان في قرصنة سفن الوقود، وهو ما يؤكد تنصل عن تنفيذ الهدنة الإنسانية ونكوصها عن الالتزام ببنودها.
في السياق نفسه لم تتسلم اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى ملفات أسماء الأسرى، بعدما كان من المحدّد تبادل الكشوفات أواخر شهر مارس المنصرم، ثم تأجل الموعد لأسبوع بطلب من الأمم المتحدة، مر الأسبوع ومر أسبوع آخر ودخلنا إلى الأسبوع الثالث دون أي خطوة تتعلق بالملف.
ميدانياً.. يواصل تحالف العدوان ومرتزقته الخروقات العسكرية والأمنية في مارب والحديدة وفي جبهات الحدود، وعلّق نائب وزير الخارجية حسين العزي، على تصاعد تلك الخروقات بالقول «إننا بالفعل أمام خصوم لا يحترمون التزاماتهم»، في المقابل أعلنت أمريكا حشد قوات بحرية إلى البحر الأحمر، وقال مسؤول أمريكي إن هذه القوات البحرية ستبدأ الأحد “أمس”، بمهامها التي أسماها استراتيجية.
وأكد رئيس الوفد الوطني، في تغريدة على حسابه في” تويتر” بأن التحرك الأمريكي في البحر الأحمر في ظل هدنة إنسانية وعسكرية في اليمن يناقض زعم واشنطن دعمها الهدنة وأنها إنما تسعى لتكريس حالة العدوان والحصار على اليمن”.
وكان اللواء الأمريكي البحري براد كوبر، الذي يشرف على الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط قد صرح بأن الولايات المتحدة ستنشر قوة عمل جديدة لتسيير دوريات في البحر الأحمر، وقال: إن أهم هدف لإنشاء المجموعة هو الحفاظ على أمن سفن الوقود، وبحسب تصريحاته فإن القوة البحرية الأمريكية تبدأ تمركزها من أمس الأحد بمشاركة حلفاء لم يسمهم.