الفاو: الجراد الصحراوي قد يغزو المملكة السعودية ودول أخرى لانتشاره في اليمن وعدم قدرة مكافحته بسبب استمرار العدوان
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، “الفاو”، من أن انتشار الجراد الصحراوي الذي تم رصده مؤخراً في اليمن يمثل تهديدا محتملاً على المحاصيل في المنطقة. وتشهد اليمن عدوانا أمريكيا سعوديا يعيق بشكل كبير عمليات السيطرة على موجة اجتياح الجراد.
ودعت المنظمة الدول المجاورة وهي السعودية وسلطنة عُمان وإيران إلى التأهب واستعداد فرق المسح والمكافحة واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع هذه الحشرات المدمرة من الوصول إلى مناطق التكاثر في أراضيها. كما أشارت المنظمة إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في كل من المغرب والجزائر خاصة في المناطق الواقعة جنوب جبال أطلس التي يمكن أن تصبح مناطق محتملة لتكاثر الجراد الصحراوي الذي شكل مجموعات من الجراد في أجزاء من الصحراء الغربية والمغرب وموريتانيا. وقال كيث كريسمان كبير مسؤولي تنبؤات الجراد في المنظمة، “إن مدى التكاثر الحالي للجراد الصحراوي في اليمن ليس معروفا بسبب –استمرار العدوان الأمريكي السعودي على اليمن- والتي تجعل من الصعب على فرق المسح الدخول إلى معظم المناطق. إلا أنه مع جفاف الكساء النباتي على طول الساحل يصبح من الأرجح تشكل مزيد من الأسراب الصغيرة ومجموعات الجراد”. وأشار كريسمان إلى وجود خطر نسبي بأن ينتقل الجراد الصحراوي إلى داخل جنوب اليمن وربما يصل مناطق التكاثر الربيعي في داخل ووسط المملكة العربية السعودية وشمال عُمان. وأشار كذلك الى احتمال استمرار هذه الحركة ووصولها إلى الإمارات العربية المتحدة حيث يمكن أن تظهر أسراب صغيرة وتنتقل داخل البلاد قبل أن تصل إلى المناطق التي شهدت هطول أمطار مؤخراً في جنوب شرق إيران. وقدمت المنظمة (فاو) المساعدة اللازمة للفرق الفنية بوزارة الزراعة والري في اليمن للقيام بعمليات المسح الميداني والمكافحة في المناطق الساحلية التي انتشر فيها الجراد، وذلك كجزء من دعم المنظمة المتواصل لجهود مكافحة الجراد في البلاد. كما حذرت منظمة (فاو) من أنه في شمال غرب أفريقيا فإن مجموعات صغيرة وربما أسراب صغيرة من الجراد يمكن أن تجد أماكن تكاثر مناسبة لها في المغرب (وادي درعة)، وفي موريتانيا (قرب زويرات) وفي الجزائر. إضافة إلى ذلك فإنه من المرجح أن تجري عملية تكاثر الجراد الصحراوي على نطاق ضيق في جنوب غرب ليبيا، ولكن أعداده ستظل منخفضة. وأكدت المنظمة (فاو) على ضرورة المراقبة الدقيقة في جميع هذه المناطق خلال الأشهر القليلة المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب كبيرة مدمرة. وقد لعبت إجراءات المراقبة والتحذير المبكر والوقاية من الجراد دوراً مهماً في انخفاض مرات وفترات انتشار الوباء منذ ستينات القرن الماضي، إلا أن التغير المناخي اليوم يؤدي إلى تزايد وتيرة انتشار الجراد كما أن الطقس غير المتوقع والأحوال الجوية المتطرفة تشكل تحديات جديدة لكيفية مراقبة نشاط الجراد.