صمود وانتصار

إيران تحتفل بذكرى مرور 43 عاماً على تأسيس الحرس الثوري

الصمود | احتفلت إيران بذكرى مرور 43 عاماً على تأسيس الحرس الثوري، بأمر من مفجر الثورة الاسلامية في إيران الإمام الخميني الراحل عام 1979، والذي يشكل سداً وحصناً منيعا في مواجهة أعداء إيران والثورة الاسلامية.

وبهذه المناسبة قالت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان لها الجمعة: إن “قوات حرس الثورة الاسلامية بالاعتماد على قوتهم الدفاعية لعبت دورًا مهمًا في طرد العدو من أرض هذه الحدود والمنطقة، وفي العقود الأخيرة، هذه القوات الثورية، بالإضافة إلى الوفاء بوعدها لخدمة الشعب الايراني ضحت بنفسها في المعركة ضد أعداء الإسلام والثورة والنظام المقدس للجمهورية الإسلامية خلال إرسال رسالة الحرية من قلب الثورة الإسلامية إلى الآخرين والمحبين للحرية”.

وعبرت الوزارة عن اعتزازها بذكرى شهداء الحرس الثوري ولا سيما جندي الإسلام البطل اللواء الشهيد الحاج قاسم سليماني وجميع شهداء الحرس الثوري.. وهنأت الشعب الإيراني وأسر الشهداء بهذه المناسبة.

من جهته، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري العميد علي فدوي في تصريح له الليلة الماضية، أن مؤشرات عُزلة أمريكا وإنهيار الكيان الصهيوني تُشاهد اليوم.. وقال: إنه ومع انتصار الثورة الاسلامية تم توجيه تحذيرات لأعداء الشعب أي أمريكا والكيان الصهيوني وكانت تصريحات الإمام الراحل تصب في اتجاه عُزلة أمريكا وإنهيار الكيان الصهيوني وأن هذه الوتيرة كانت جارية سريعا على مدى الأعوام الـ43 الماضية واليوم تشاهد مؤشرات هذا الأمر.

واعتبر أن أحد أهداف أمريكا من تأسيس الجماعات الإرهابية هو القضاء على الجمهورية الاسلامية خلال الاعوام الـ 43 الماضية.. مضيفاً: إن أعداء الثورة ومنذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الاسلامية تصوروا التغلب على الجمهورية الاسلامية واسسوا مختلف الجماعات ووجهوها للحرب ضد إيران”.

بدورها.. حيّت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيان لها ذكرى تأسيس الحرس الثوري.. معتبرة الحرس الثوري إلى جانب سائر القوات المسلحة بأنها شوكة في عيون أعداء الثورة الاسلامية والبلاد وخادم أمين للشعب الإيراني والجمهورية الاسلامية.

وأشار البيان إلى الرسالة المهمة والحساسة للمؤسسة الثورية، الحرس الثوري، في ترسيخ وصون واستمرار الثورة الاسلامية.. وقال: إن “الدور الخالد والمصيري لحرس الثورة الاسلامية في عمر الثورة الاسلامية الممتد منذ أكثر من 4 عقود من الزمن يُعد منعطفا في تاريخ الثورة الاسلامية والذي مازال مستمرا بقوة”.

واختتم البيان: إن السجل اللامع للحرس الثوري خلال العقود الأربعة الماضية يثبت هذه الحقيقة وهي أن هذه المؤسسة الثورية والخدومة في الدفاع عن الثورة الإسلامية والمواجهة الذكية لتهديدات وفتن الاعداء المختلفة، تحبط بكل قوة واقتدار جميع مخططات ومؤامرات غرفة الافكار للأعداء واحدة بعد أخرى ولن تخشى في هذا المسار أي تهديد وحظر.

في السياق ذاته.. أقيم في طهران اليوم، معرض صور لإنجازات الحرس الثوري، بعنوان (نصف قرن، يدا بيد الشعب، قبضة في مواجهة قبضة الشيطان).. عُرضت فيه إنجازات الحرس الثوري في مجال مواجهة الاستكبار العالمي، والدفاع عن مراقد أهل البيت (عليهم السلام)، وانحسار قوة أمريكا، وإفشال الغزو الثقافي.. بحسب وكالة أنباء فارس.

كما عُرضت في هذا المعرض إعادة بناء البلاد دون الاعتماد على الأجانب، والاستيلاء على الطائرات الأمريكية المسيرة، وإنشاء خلق قوة فريدة من نوعها من الطائرات المسيرة في العالم، وتزويد قوات المقاومة بصواريخ باليستية.

ويُعد الحرس الثوري أحد فروع القوات المسلحة الإيرانية الذي تأسس بعد الثورة الاسلامية بأمر من مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني الراحل، وهو القوة الرئيسية في حفظ الأمن الوطني؛ والمسؤول عن الأمن الداخلي وأمن الحدود ويهتم بإنفاذ القانون وهو المحرك الرئيسي للقوة الجوفضائية.

ولعبت “قوة القدس” دورا فاعلا في دعم وتعزيز قوى المقاومة في مواجهة الاستكبار العالمي وأتباعهم في المنطقة.

وتمكن الحرس الثوري من تحقيق العديد من الإنجازات في مجال تقنية المعلومات والصناعات الحديثة والتقنيات الدفاعية المتطورة، وكان له حضور حماسي ومقتدر في ساحة الدفاع المقدس والحرب الصدامية المفروضة في ثمانينيات القرن الماضي وقدم مئات الآلاف من الشهداء وصد التهديدات الى جانب تفانيه ودوره الجهادي في سبيل خدمة الشعب الإيراني خلال الكوارث الطبيعية كالسيول والزلازل، كما لعب دورا كبيرا في مكافحة تفشي فيروس كورونا عبر مشروع الشهيد القائد قاسم سليماني.

ورسم الإمام الخميني الراحل مهام الحرس الثوري على الشكل التالي “حراسة وصيانة الثورة الإسلامية أمام الأعداء الداخليين والخارجيين”، ومنذ الأشهر الأولى التي تلت انتصار الثورة الاسلامية في عام 1979 بادر الحرس الثوري الذي ضم الشباب الثوريين المخلصين والمؤمنين وكانت انطلاقته من المساجد، نحو التصدي لنشاط أعداء الثورة الغادرين واحباط المؤامرات الخارجية.

وكان البيان التأسيسي للحرس الثوري والذي صادق عليه المجلس الثوري قد حدد المهام كالتالي: “التصدي القانوني للعناصر والجماعات التي تنوي القيام بأعمال تخريبية والاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية أو تنتهج العنف لنقض قوانينها وضبط السلاح غير القانوني والتعاون مع قوات الأمن الداخلي عند الضرورة لإحلال الأمن والنظم وسيادة القانون”.

ومنذ انطلاقته بادر الحرس الثوري إلى التصدي لمؤامرات الجماعات المعادية للثورة وإعلانهم للحرب المسلحة ضد النظام الاسلامي، وكانت هذه الجماعات مدعومة من دول أجنبية تضررت من انتصار الثورة الاسلامية في إيران وخططت للإطاحة به عبر عمليات مسلحة.

وتحول الحرس الثوري إلى قوة عسكرية كبيرة تمتلك قوات بحرية وجوية وبرية شاملة وقوية يحسب الأعداء لها ألف حساب بعد خوض تجربة الحرب ضد النظام العراقي السابق واستمر منذ ذلك الوقت حتى الآن بتطوير قدراته وتنميتها وبات العالم يدرك جيدا مدى قوة وجهوزية هذه المؤسسة العسكرية الثورية التي أجبرت أعداء إيران الإسلامية على التراجع خطوة بعد خطوة، وأفشلت محاولات المتغطرسين للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط رغم إرسال الجيوش والأساطيل الحربية وأجبرتهم على المغادرة في مناطق والتهيؤ للمغادرة في مناطق أخرى.

وأثار الحرس الثوري خلال فترة زمنية قصيرة، دهشة الجميع في العالم، فهذه المؤسسة العسكرية الناشئة من دون أية خلفية عسكرية والتدريبات والكليات العسكرية صنعت مفخرة قل نظيرها واستطاعت أيضا رفع مستوى الأمن الاجتماعي وبث الأمل في النفوس وقلب معادلات الأعداء في مواجهة النظام الإسلامي.

ويتمتع الحرس الثوري اليوم بسيطرة وإشراف أمني واستخباري على التطورات الجارية في المنطقة وتحرك القوى الأجنبية ويعتمد على قدراته الدفاعية والرادعة في مواجهة المخاطر والتهديدات بجهوزية شاملة ويرد على أي خطأ في حسابات الأعداء برد حازم وبصلابة تجبر الأعداء على الندم والخيبة.

الجدير ذكره أن الحرس الثوري يتكون من قرابة 130,000 عسكري يتوزعون على النحو التالي: جنود في الأرض (القوات البرية)، الفضاء (القوة الجوفضائية) والقوات البحرية إضافة إلى قوة القدس والاستخبارات وغيرها من المؤسسات الأخرى.. ويهدف إلى استكمال القوة العسكرية الإيرانية إذ تتوفر قوات عاملة تحت لوائه ويركز على مختلف الأدوار التشغيلية والقيادية.