أثر ترديد الشعار أنه يولّد السخط الذي يتفاداه اليهود بكل ما يستطيعون
– “الشعار” ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية من أهم محددات الشهيد القائد لمواجهة مشروع التدجين وفرض حالة الولاء والتسليم المطلق لأمريكا والإذعان لها ولإسرائيل
– الصرخة أليست سهلة، كُلّ واحد بإمكانه أن يقولها؟ إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم
– يتجسد الشعار في تعبئة الشعوب العربية والإسلامية بالعداء تجاه سياسة أمريكا وإسرائيل ومؤامراتهم على الأُمَّـة
حرصت أمريكا وإسرائيلُ خلال الحقبة الماضية على تدجين الأُمَّـة العربية والإسلامية لهم، وفي سبيل الوصول إلى ذلك عملوا على مختلفِ الوسائلِ، ورسموا المخطّطات الواسعة والمدروسة، ابتداءاً تصفية القضية الفلسطينية، وتحطيم عقيدة الولاء والبراء في نفوس الشعوب، واستبدالها بالسلام والتطبيع، لتموتَ الروحية الجهادية في نفوسهم، وغزوا الشعوبَ العربية والإسلامية بثقافات مغلوطة وخاطئة حتى أصبحت الأُمَّـة أسيرةً ورهينةً لتلك المفاهيم والثقافات، وسعوا إلى إفسادِ الشباب المسلم عبر الفضائيات، واستغلوا أجهزة الإعلام من خلال امتلاكهم وسيطرتهم على أكبر الوكالات الإعلامية العالمية وقاموا بتوجيهِها بما يخدم مصالحهم بسياسة هابطة أخلاقيًّا، ومضللة سياسيًّا، ومذبذبة فكريًّا، وسيطروا على الاقتصاد العالمي بامتلاك أكبر عدد من المؤسسات والشركات والبنوك، واحتكار الذهب، ومضاعفة الأعمال الربوية والذي من خلاله احكموا قبضتهم على العديد من زعماء البلدان العربية، كما حرصوا على أن لا تنشأ تنمية حقيقية في مختلف البلدان العربية، وأغرَقوا شُعُوب المنطقة في فتنٍ وحروب، من خلال أدواتهم القذرة والإجرامية من الدواعش والتكفيريين، ومن خلال الأزمات الخانقة، والاستهداف على المستوى الاقْتصَـادي، والأمني، والإعلامي، والفكري، والثقافي، من خلال الأنظمة العميلة لهم.
وأمام هذا الواقع السيء والأحداث الذي تعيشه الأُمَّـة العربية والإسلامية تساءل السيد حسين الحوثي خطابياً: هل نحن مستعدون أن لا نعمل شيئاً؟ ثم إذا قلنا نحن مستعدون أن نعمل شيئاً فما هو الجواب على من يقول: [ماذا نعمل؟]، ثم يجيب: “أقول لكم أيها الإخوة اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا:
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شَرَفٌ عظيمٌ لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكونُ هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخةً ليس في هذا المكان وحدَه، بل وفي أماكنَ أخرى، وستجدون مَن يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطقَ أخرى: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] هذه الصرخة أليست سهلة، كُلّ واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟ إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم.
وكانت أول انطلاقة لترديد هذا الشعار في قاعة مدرسة الإمام الهادي في مَرَّان – صعدة في تأريخ / 1/2002م، حيث يعتبر الشعار من أبرز محددات المشروع القرآني الثقافي النهضوي للسيد حسين بدرالدين الحوثي.
وقد حَرِصَ السيدُ حسين الحوثي في محاضراته ككل على كشف المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية ضد الأُمَّـة العربية الإسلامية، كما يشير إلى أن اليهود وراء إضلال المسلمين ووراء كُلّ فساد في العالم.
ويبرز ويتجسّدُ الشعار في تعبئة الشعوب العربية والإسلامية بالعداء تجاه سياسة أمريكا وإسرائيل ومؤامراتهم على الأُمَّـة، فيؤكد السيد حسين الحوثي على أنه: (يجب أن تستغل المظاهرات، يجب أن تستغل الخطب، يجب أن يستغل شعار: [الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل]، وغيره من كُلّ الهتافات التي تنمي السخط في نفس الأُمَّـة لبناء الأُمَّـة.
ويعتبر السيدُ حسين الحوثي أن أثرَ ترديد هذا الشعار كبيراً جداً عليهم، لأنه سيولد “السخط الذي يتفاداه اليهود بكل ما يمكن، إنهم يدفعون المليارات من أجل أن يتفادوا السخط في نفوسنا، إنهم يعرفون كم سيكون هذا السخط مكلفاً، كم سيكون هذا السخط مخيفاً لهم، كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في جمع كلمة المسلمين ضدهم، كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في بناء الأُمَّـة اقتصادياً وثقافياً وعلمياً”.
كما عمل السيد حسين الحوثي على حث المجتمع والأمة العربية والإسلامية بترديد الشعار ونشره بين الناس: (الشعار نفسه في حد ذاته عمل كبير، أن نعمل على توسيع دائرته، أن نعمل على نشر ملازم، نعمل نحن [ونتحرك في الساحة]). [سورة البقرة الدرس العاشر ص: 25]
وفي مواجهة التدجين الأمريكي الإسرائيلي للأمة العربية والإسلامية ومحاولة تحسين صورتها عند أبناء الأُمَّـة حث السيد حسين الحوثي شعوب الأُمَّـة العربية والإسلامية بالانطلاق في مشاريع جماهيرية عملية تنمي حالة السخط على اليهود وتنمي وعي الشعوب بخطورة المرحلة والأعداء الذين يواجهونهم، فأشار إلى أنه (يجب أن تستغل المظاهرات، يجب أن تستغل الخطب، يجب أن يستغل شعار: [الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل]، وغيره من كُلّ الهتافات التي تنمي السخط في نفس الأُمَّـة لبناء الأُمَّـة، لتتجه هي هي، لتقف الموقف الذي يفك عن الفلسطينيين وغيرهم من المظلومين ممن تظلمهم أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهم.[دروس من وحي عاشوراء ص: 12]
ويرى السيد حسين الحوثي أن ترديد الشعار يصبح واجباً؛ كونه في متناول الناس أن يعملوه، وأعداؤهم يتأثرون منه، وتساءل: (ربما عمل بسيط، ألا يعتبر عملنا هذا عملاً بسيطاً؟ شعار نعمله ويكون له أثر كبير، ويظهر في نفس الوقت اهتمام الناس بدين الله، يظهر غضبهم على أعدائه، يظهر أنهم قابلين أن يعملوا ما بوسعهم من أجله.[سورة الأعراف الدرس الثامن والعشرون ص: 30].
وفي ذات السياق ينتقلُ إلى إنزالِ خطواتٍ عمليةٍ للمجتمع بمختلف شرائحه لتنفيذها فيدعو خطباءَ المساجد أن يرددوا الشعار بعد صلاة الجمعة، وأن يبينوا للناس كيف تحدَّثَ القرآنُ الكريُم في آياته عن اليهود والنصارى وخطورتهم البالغة على هذه الأُمَّـة، وأن يخلقوا وعياً لدى الأُمَّـة قائم على توحيد الرؤية والموقف من أعداء الله، معتبراً أن: (أول ما يجب أن نعمله – وهو أقل ما نعمله – هو: أن نردد هذا الشعار. وأن يتحرك خطباؤنا أيضاً في مساجدنا ليتحدثوا دائماً عن اليهود والنصارى وفق ما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم. وأن نتحدث دائماً عن هذه الأحداث المؤسفة حتى نخلق وعياً لدى المسلمين، ونخلق وعياً في نفوسنا وأن يكون عملنا أيضاً كله قائماً على أساس أن تتوحد كلمتنا، أن يتوحد قرارنا، أن تتوحد رؤيتنا للأحداث).[الإرهاب والسلام ص: 13]..
ويحذر السيد حسين الحوثي من السكوت عن مواجهة مخطط اليهود والنصارى لضرب الأُمَّـة قائلا: (لا يجوز أن نسكت) ويؤكد على أن الموقف الصحيح هو أن (نكون سباقين، وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كُلّ اجتماع في كُلّ جمعة.. الخطباء، حتى تتبخر كُلّ محاولة لتكميم الأفواه، كُلّ محاولة لأن يسود الصمت ويعيدوا اللحاف من جديد على أعيننا).[الصرخة في وجه المستكبرين ص: 10]
مذكّراً في محاضراته بأنا يمن الإيمان والحكمة، شيعة علي كرم الله وجهه، الذي ما سكت على ضيم أبداً، وبأنا من ناصرنا الإسلام منذ ظهوره: (سنصرخ أينما كنا، نحن لا نزال يمنيين، ولا نزال فوق ذلك مسلمين، نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين، التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأُمَّـة للظالمين، فأصبح الظالمون يدجّنوننا نحن المسلمين لليهود.[الصرخة في وجه المستكبرين ص: 10]
ولم يكتفِ السيدُ حسين الحوثي بتوجيه الناس على ترديد الشعار بالقول فقط، ولأن مواجهة أعداء الأُمَّـة وبحجم وخطورة اليهود، حرص السيد حسين الحوثي على دعوة الناس إلى إعداد أنفسهم لما هو أكبر فقال: (أشياء كثيرة في متناول الناس يعملونها، إضافة إلى إعداد أنفسهم للمواجهة المسلحة؛ لأن هذه قضية أساسيةٌ، لا يأمن هذا العدو طرفك بأنك لا تواجهه، معنى هذا يتجرأ عليك، يعرف أنك مستعد بأن تواجهه بما لديك من سلاح مهما كان بسيطاً) [سورة آل عمران الدرس الرابع عشر ص: 24].
وبيّن السيد حسين الحوثي أن رفع الشعار ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية هي حرب نفسية مهمة وذات تأثير كبير على العدو، هم يعرفون أهميتها، ويستخدمونها دائماً ضدنا، فلماذا لا نستخدمُها ضدهم: (وفي نفس الوقت يجب أن تشتغلّ بالطرق الأخرى، الموضوع الثقافي، موضوع الحرب النفسية، الحرب النفسية هي حرب واسعة، وهم يركزون عليها بشكل كبير، نحن نقول: مثل موضوع شعار ومقاطعة اقتصادية، وتوجيه للناس على هذا النحو يعتبر حرباً، يعتبر تحصيناً للأمة من ماذا؟ من حربهم الحقيقية).[سورة آل عمران الدرس الرابع عشر ص: 24]
أدرك السيد حسين الحوثي بخطورةِ الحرب الثقافية والإعلامية والعسكرية التي يخوضها العدو، فبرزت في محاضراته العديدُ من الإشارات التي يحاول من خلالها ترسيخ العديد من المعاني للمصطلحات في أذهان الشعوب العربية والإسلامية والتي يسعى الأمريكيين والإسرائيليين إلى تحريفها، وفي ذات الوقت يؤكد أن (هذا الشعار لَا بُــدَّ منه في تحقيق النصر في المعركة الثقافية والإعلامية أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا و أفكار أبناء المسلمين فيرسخوا مصطلح الإرهاب بالمعنى الأمريكي، عندما نردد هذا الشعار، وعندما يقول البعض ما قيمة مثل هذا الشعار؟. نقول له: هذا الشعار لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة على الأقل، لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة معركة أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا، وإلى أفكار أبناء هذا الشعب، وإلى أفكار أبناء المسلمين، وبين أن نسبقهم نحن. أن نرسخ في أذهان المسلمين: أن أمريكا هي الإرهاب، أن أمريكا هي الشر، أن اليهود والنصارى هم الشر، حتى لا يسبقونا إلى أن يفهم الناس هذه المصطلحات بالمعاني الأمريكية).[الإرهاب والسلام ص: 8]
ويشير السيد حسين الحوثي إلى أهمية الكلمات التي يحتويها الشعار، ودلالاتها، وما هو أثرُها النفسي والعمل في مواجهة مؤامرات الأعداء فقال: (شعار: [الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام] كلمات هامة ولها أثر في نفس الوقت أثر كبير أمام أشياء كثيرة في نفسياتهم من المؤامرات والخطط والخبث، وتسد أمامهم منافذ كثيرة من التي يحاولون أن يستغلوها).[سورة النساء الدرس العشرون ص: 12]
ويحرص السيد حسين الحوثي على أن يؤكد أن لعن اليهود والنصارى ضرورة لترسيخ هذا المفهوم في أوساط الشعوب فقال في محاضرة [الصرخة في وجه المستكبرين ص: 10] (سنلعن اليهود والنصارى، سنلعن أمريكا وإسرائيل، سنلعن أولياءهم حتى تترسخَ في أوساطنا في أوساط الشعوب في أوساطنا نحن الـيَـمَـنيين).