صمود وانتصار

معركة الصوت والصورة والرصاص والقناص

الصمود | لم تكن حادثة قتل الزميلة شرين ابو عاقلة هي الوحيدة لكنها الاكثر تاثيرا لاسباب تتعلق بشرين نفسها او بوسيلة الاعلام التي عملت ربع قرن في محرابها.

منذ العام ٢٠٠٠ اكثر من خمسين صحفيا فلسطينيا قضوا برصاص اسرائيلي اخترق الجسد وصادر الصوت دون ان يهتز للقاتل جفن او ترتعد منه الفرائس ، لا يوجد جيش في العالم يجاهر بالقتل كما جيش الاحتلال الاسرائيلي ظنا منه كما كيانه بانه يرتفع على الاعراف والقوانين الدولية ويملك حصانة تمنحه حق سفك الدماء وتقطيع الاشلاء وقتل الابرياء ، لكن لماذا هذا الحقد على الصحفي الفلسطيني من قبل الاحتلال الاسرائيلي؟ ولماذا رصاص المحتل دائما حاضرا لملاحقته وقتله او جرحه او اعتقاله وفي احسن الاحوال احتجازه ومصادرة معداته ؟ هي الرواية التي عمل الاحتلال على مدار سبعين عاما ونيف على طمسها وتغييبها وهندسة رواية بديلة لها ، هذه الرواية التي عملت تل ابيب بكل ما اوتيت من قوة وامتلكت من ادوات على تغيريها تحرج دوما من بين الركام وعلى يد الصحفي الفلسطيني لتواجه السارق وتثبت انه لا شرعية له وان الملكية لن تؤول اليه لان فصكوكه مزيفة واوراقه مفبركة وروايته متناقضة وحجته ناقصة ، ان الدور الذي يقدمه الصحفي الفلسطيني على الارض لا يقل اهمية عن دور المقاوم الذي يواجه بصدره رصاص الاحتلال ، فاذا كان المقاوم يمنع هذا الكيان من الثبات فوق الارض فان الصحفي الفلسطيني يثبت ان رواية البندقية هي الحق وان رواية المركفاة هي الباطلة ، حقيقة يجب ان ننتبه لها ان الصراع هو صراع الروايات بين رواية تؤكد ان على الارض الفلسطنيية شعب سكنها واقام فيها منذ الاف الاعوام وهي تعرفه لانه ينبت فيها نباتا والجذور مهما اقتلعت فروعها تبقى متأصلة في التراب وتعيد طرح الاوراق والغصون وبين رواية تحاول ان تغرس نفسها في الارض بالقوة لكن التراب يلفظها لانها غريبة ومهما ظن البعض ان اصبحت متمكنة وخال لهم ان اغصانها تلتهم الحياة من الجذور جاءت اول ريح او جدول ماء فانتزعها وظهر انها ليست سوى شجيرات تنبت فوق الارض بلا اسس او جدور ، لذلك يتعاطى الاحتلال مع الصحفي الفلسطيني على انه عدو بحجم حامل البندقية واحيانا اكبر لان كل صحفي فلسطيني هو رواية تتحرك على الارض وتلقي بالبذور فيها ، لم يعد العالم متقبلا للرواية الاسرائيلية بعد ان استطاع الصحفي الفلسطيني بمهنيته العالية ان يثبت زيفها وركاكتها وان ينقضها ويحطمها وعليه لم يجد الاحتلال سوى ان يجعل راس الصحفي الفلسطيني مطلوبا لرصاصم جنوده والذين لا يبخلون في تحويل هذا الصحفي الى هدف ثابت ومتحرك.

فارس الصرفندي