صمود وانتصار

المشاط: سنعلن عن مبادرة من طرفنا إذا لم تلمس لجنتنا المفاوضة بوادر بشأن الطرق المغلقة

الصمود|

حضر فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم بصنعاء حفل تخرج الدفعة السادسة من كلية الشرطة والدفعة الثانية من الشرطة النسائية.

وأوضح الرئيس المشاط في الحفل الذي حضره أعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس الوزراء ونواب رئيسي مجلسي النواب والوزراء، أن اللجنة العسكرية خاضت نقاشا طوال هذا الأسبوع في المملكة الأردنية الهاشمية، لكن المؤسف أن هناك أجندة متعددة داخل العدو، وكثير من هذه الأجندة الداخلية المتمثلة في مرتزقة العدوان تتضرر إذا توقفت معاناة أبناء الشعب اليمني، أما الخارجية المرتبطة بكثير من الدول وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، فلديهم أجندات مختلفة، وشعبنا ضحية لهذه الأطماع، والأجندات الموجودة داخل صفوف هذا العدوان البغيض الذي يمارس على بلدنا للعام الثامن.

وقال” عندما تلمس لجنتنا العسكرية المفاوضة في عمّان أنها أمام طرف لا يريد أن يصل إلى حل، ويرفض كل ما طرحته من خيارات، ستعلن لجنتنا مضطرة مبادرة من جانب واحد تطيح بكل المؤامرات التي يحاول العدو من خلالها أن يستغل معاناة أبناء وإخواننا في تعز”.

وأكد الرئيس المشاط، أن العدو يُريد أن يستغل معاناة أبناء محافظة تعز وهو من افتعلها، ويُريد أن يستمر في استغلالها، كما أن لدى المرتزقة أجندات لتوظيف المعاناة والأوضاع الصعبة داخل تعز.

واستدرك بالقول ” لكننا نعد إخواننا الشرفاء في تعز أننا سنفشل كل هذه المؤامرات وكل أشكال الاستغلال لمعاناة أبناء تعز، وسنكون عوناً وداعماً لكل ما من شأنه تخفيف وطأة الحصار على أبناء الشعب اليمني في كل المحافظات”.

وأضاف” نحن قبلنا بالهدنة، وقبل قليل أقلعت طائرة يمنية تعتبر الخامسة في هذه الهدنة التي كان من المفترض أن تكون الطائرة العشرين أو التاسعة عشرة، ما يؤكد أننا أمام عدوان بغيض يتمتع بمعاناة أبناء شعبنا العزيز”.

وتابع” قبلنا بهذه الهدنة ونحن نعرف أن العدوان لن يفي ولن يلتزم بها، لكننا ومراعاة لمعاناة أبناء شعبنا كان لزاماً أن نخفف وطأة الحصار فقبلنا بهذه الهدنة ونحن نعرف أنه لن يلتزم بها”.

وقال الرئيس المشاط فيما يتعلق بالرواتب” نحن في المجلس السياسي الأعلى اتخذنا قرارنا قبل أكثر من عام، ووجهنا بأن تخصص إيرادات السفن في الحديدة لحساب الراتب لكل أبناء الشعب على أن تغطي قوى العدوان ومرتزقته العجز والفجوة في مبلغ الراتب من إيرادات النفط والغاز التي ينهبها لصوص العدوان ومرتزقته”.

وجدد الدعوة للأمم المتحدة للضغط على العدوان والمرتزقة وإلزامهم بتغطية العجز في فجوة الراتب .. لافتا إلى أن إيرادات السفن بالحديدة التي يطالب المرتزقة بدفع الرواتب منها لا تكفي لصرف نصف راتب، إلا بعد تجميعها لعدة أشهر لكنهم يستخدمون ذلك من أجل المزايدة والمتاجرة بمعاناة الشعب اليمني.

وأضاف” نؤكد أننا مع كل ما يحقق الخير والأمن والاستقرار لأبناء الشعب اليمني، ولن نتردد أو نالوا جهداً لا بحرب ولا بسلام، في سبيل تلبية تطلعات أبناء هذا الشعب، ثقوا كل الثقة بأننا نجعل نصب أعيننا كل ما يحققه الخير لأبناء هذا الشعب”.

وخاطب الخريجين قائلا” أشكر لكم هذا الانضباط الذي لاحظناه في العرض وأشكر وزير الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي ومدير كلية الشرطة على هذا الإعداد الجيد الذي لمسناه من خلال الانضباط والإعداد لهذا الحفل المشرف، لوزارة الداخلية وكلية الشرطة”.

وأشار إلى أن تخرج الدفعة السادسة التي تضم 261 خريجاً وكذا تخرج دفعة ثانية من الشرطة النسائية، سيمثل رافداً نوعياً يُضاف على القوة الحقيقية الموجودة في الميدان والتي ستنتشر على الوحدات الأمنية في مختلف محافظات الجمهورية.

ولفت الرئيس المشاط، إلى أن الأداء المتميز لرجال الأمن والشرطة، يعكس المظهر العام للدولة وهذا ما يجب الحرص عليه في هذه المرحلة، مع ضرورة أن تنعكس كل المعارف والعلوم الأمنية المكتسبة خلال سنوات الدراسة إلى واقع وسلوك عملي وهذه خطوة على طريق بناء الدولة.

وقال” أنتم من تقع على عواتقكم الأمانة في حماية وتأمين أبناء هذا الشعب في جبهتنا الداخلية، وأن ينعكس ما تلقيتموه على الأداء في الميدان ويلاحظه الشعب، وهنا نستطيع أن نقول أننا بدأنا نحقق ونبني دولة للشعب، كما قال الشهيد الرئيس صالح الصماد رحمة الله تغشاه”.

وشدد الرئيس المشاط، على أهمية أن يكون رجل الأمن والمؤسسة الأمنية والعسكرية ككل النموذج الأمثل في السلوك والأداء والتعامل مع أبناء الشعب اليمني العظيم.

وقال” يجب أن نكون قدوة للشعب وأن نكون النموذج الأمثل للسلوك والأداء القويم والصحيح الذي نريد أن ينضبط شعبنا من خلاله، فلا نستطيع أن نرتقي بوعي شعبنا ما لم ترتقٍ المؤسسة الأمنية والعسكرية بالدرجة الأولى”.

وأضاف مخاطبا الخريجين والخريجات” أنتم بوابة بناء الدولة الحديثة التي ضحّى من أجل بنائها شهيدنا الرئيس صالح علي الصماد، ونأمل أن تقوموا بدوركم وتحققون هذا النموذج القويم والأسلم الذي يمثل النموذج الصحيح والراقي لرجل المسؤولية رجل الأمن بالدرجة الأولى”.

ومضى الرئيس المشاط قائلاً” عندما يريد الشعب أن يحترم هذه المؤسسة يجب أن يفرض جندي الأمن على هذا الشعب احترام هذه المؤسسة، لكن لا تستطيع أن تلزم هذا الشعب باحترام هذه المؤسسة إلا من خلال الانضباط والأداء المتميز والراقي لمنتسبي هذه المؤسسة العظيمة والعملاقة”.

وأكد أن بناء الدولة الحديثة التي يطمح إليها الجميع يبدأ من انضباط جندي الأمن والأداء الصحيح والسلوك القويم لجندي الأمن.. لافتا إلى أن المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية هما ملك لكل أبناء الشعب، وليستا حكراً على طيف أو حزب معين.

وأضاف” بأدائكم وسلوككم الراقي وبالانضباط والأخلاق تستطيعون أن تكونوا عونا لنا في بناء الدولة التي نطمح إليها، فاحترام رجل الأمن، يبدأ باحترام رجل الأمن لنفسه واحترامه للقانون والانضباط.

ودعا رئيس المجلس السياسي الأعلى، الجميع إلى احترام رجل المرور الذي يبذل كل وقته في تنظيم حركة السير ويجب أن يحظى بدعم وتشجيع واحترام من الجميع وكذلك الحال مع رجال الأمن .. وقال” أنا بنفسي أقف بسيارتي منضبطاً أمام رجل المرور وأقف أمامه بإجلال واحترام”.

وأشار إلى أن المؤسسة الأمنية هي السياج المنيع، والصخرة الصماء التي تحطمت عليها كل مؤامرات الأعداء وبفضل جهود وصحوة هذه المؤسسة الأمنية تحطمت كل آمال العدو.

ولفت الرئيس المشاط إلى المنعطفات والصعوبات التي مرّت بها المؤسسة الأمنية وأدت إلى تراجع أدائها وجعلتها غير قادرة على حماية نفسها .. وقال” لكن عندما تتغير الثقافة والعقيدة الأمنية والعقيدة القتالية لدى مؤسسة الجيش والأمن نستطيع أن نقول أن هذه المؤسسة قادرة على حماية هذا الشعب ومكتسباته”.

وأضاف” أنا لا أقول لكم كما قال من كانوا قبلي اضربوا بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن هذا البلد، ولكن أقول لكم تحلو بالأداء العالي والانضباط الدقيق وخذوا على يد المبطل، لا تسمحوا للمبطلين أن يعبثوا بحياة الشعب، فأنتم صمام الأمان وأنتم الصخرة الصماء التي تتحطم عليها مؤامرات أعدائنا”.

وعبر الرئيس المشاط، في ختام كلمته عن الشكر لقيادة وزارة الداخلية وإدارة كلية الشرطة، على الأداء المتميز والاهتمام الراقي والأداء العالي.