قائد الثورة ومحافظة ذمار
الصمود | مقالات | عبدالفتاح البنوس
بوجهه البشوش و إطلالته البهية، أطل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على أبناء ذمار في كلمة توجيهية لقيادات ووجاهات المحافظة، سرد الكثير من القضايا متناولا إياها بأسلوبه الممتع والشيق، من مستجدات الأحداث على الساحة الفلسطينية والاعتداءات الهمجية للمستوطنين الصهاينة على القدس الشريف والدور المحوري الذي يلعبه محور المقاومة في نصرة القضية الفلسطينية والتصدي لكافة المؤامرات والمخططات الصهيونية التي تستهدف فلسطين الدولة والقضية والمقدسات والثوابت المتعلقة بها، وصولا إلى تعرية أنظمة العمالة والخيانة والتطبيع، التي تحاول جاهدة تمييع القضية الفلسطينية، وحرف بوصلة العداء والكراهية للكيان الصهيوني نحو العداء لإيران ومحور المقاومة، وتقديم هذا الكيان المحتل الغاصب على أنه صاحب قضية ومشروع، والدخول معهم في تحالفات وتفاهمات وعلاقات .
وقف القائد أمام المستجدات في المشهد اليمني كاشفا عن تحركات وعمل دؤوب من قبل العدوان ومرتزقته من أجل تفجير الأوضاع عسكريا، وحث على اليقظة والجهوزية والتحرك بجدية وعدم الكسل، وعدم الركون على الهدنة، فالعدو يحشد ويشتغل ويحيك المؤامرات عسكريا واقتصاديا وسياسيا وإعلاميا، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات أطاحتا بالدنبوع العميل هادي، واستبدلوه بحفنة من العملاء لتنفيذ المهام والأجندة الخاصة بهم، وفي مقدمتها تأمين التواجد الأمريكي والإسرائيلي وإقامة القواعد التابعة لهم في المحافظات المحتلة، وهو واقع مرير يستدعي التحرك الجاد من واقع الشعور بالمسؤولية والتحلي باليقظة والحرص والعمل المتواصل لمواجهة كل هذه الأخطار التي لن تقتصر بطبيعة الحال على المحافظات المحتلة .
ذمار وأهلها كان لها الحضور اللافت في كلمة قائد الثورة، حيث أشاد بالمواقف الإيمانية الوطنية الجهادية لأبنائها في مختلف جبهات العزة والكرامة، والتضحيات الجسام التي قدمتها المحافظة في معركة النفس الطويل التي يخوضها جيشنا ولجاننا ضد تحالف البغي والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني، ودعا إلى المزيد من التحشيد والاستنفار على المستوى العسكري، وتكثيف النشاط التوعوي والعناية بالدورات الصيفية على اعتبار أن المرحلة ؛ مرحلة وعي وبصيرة، فالعدو يتحرك وينشط ثقافيا وإعلاميا ويجب التصدي لكل ما يقوم به من حملات للتضليل ونشر للشائعات وترويج للأكاذيب والأراجيف، وحث على العناية بالجانب الزراعي من خلال التوسع في زراعة الحبوب والحد من زراعة القات من أجل ضمان توفير الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل المؤامرة الأمريكية والغربية التي تتهدد الدول العربية في جانب الأمن الغذائي بالتلويح بقطع إمدادات القمح والمواد الاستهلاكية الأساسية، ودعا إلى العناية والاهتمام بحل الخلافات والنزاعات القبلية من أجل القضاء على الثارات وخلق حالة من الاستقرار الأمني وتجاوز الاختلالات القائمة في هذا الجانب لما لها من تداعيات وانعكاسات على الوضع العام للبلاد، وأكد على ضرورة تجاوز الخلافات والمناكفات والصراعات بين العاملين والعمل بروح الفريق الواحد لأداء المهام والمسؤوليات المنوطة بهم بروح إيمانية لضمان تحقيق مستويات عالية من النجاح في خدمة المواطنين في نطاق المحافظة .
والمتأمل لمضامين توجيهات السيد القائد يدرك حرصه على نبذ الخلافات والتباينات والصراعات والتي باتت مادة للاستهلاك الإعلامي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتؤكد على عنايته الخاصة بذمار ومتابعته المستمرة لكافة شؤونها رغم المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه، وأمام هذا الحرص ينبغي علينا أن نكون عند مستوى المسؤولية والثقة، نريد أن تبادر قيادة المحافظة للشروع في تنفيذ توجيهات السيد القائد وترجمتها على أرض الواقع، لا مناكفات ولا صراعات ولا شلليات ولا مهاترات، يجب أن تتكاتف وتتظافر الجهود في الجانب الرسمي والإشرافي لتصب في مصب واحد، ويتفرغ الجميع للبناء والتنمية والمواجهة والتحدييجب أن نستشعر المسؤولية .
بالمختصر المفيد، ذمار تستحق منا أن نخلص لها ونعمل على بلوغها المكانة التي تليق بها وأن نتسابق جميعا على البذل والعطاء من أجلها، الكرة اليوم في ملعب قيادة المحافظة وهي المعنية أكثر من غيرها بتجسيد توجيهات قائد الثورة، لا مماطلة ولا تسويف بعد اليوم، المرحلة مرحلة عطاء وعمل واستبسال وتضحية، فالعدو يتربص بنا الدوائر، وذمار كانت وستظل في دائرة الاستهداف من قبل تحالف البغي والعدوان ، وعلينا أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، وخصوصا ونحن نتعامل مع تحالف ديدنه الغدر والخيانة والمكر والخديعة والإجرام والتوحش .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .