نظام آل سعود يهرول نحو التطبيع العلني مع كيان العدو الصهيوني
الصمود /
بخطوات جديدة ومتسارعة وكجزء من استراتيجية بين الكيانين السعودي والصهيوني اتضحت ملامحها منذ عدة سنوات.. يسعى النظام السعودي وبكل قوة نحو فتح باب التطبيع العلني وبشكلٍ رسمي مع كيان العدو الصهيوني على مصراعيه، ما ينذر بتوسيع العلاقات المستقبلية بينهما وذلك كله على حساب القضية الفلسطينية والدم العربي.
ومن المؤكد أن هذه الروابط المستقبلية قد بدأت تأخذ مساراً جدياً ومتسارعاً بعد الكشف عن خطوات إضافية اتخذها النظام السعودي مؤخرا لتعزيز علاقاته مع كيان العدو الصهيوني والدفع تدريجياً نحو إشهار عملية التطبيع إلى العلن.
إحدى هذه الخطوات الأخيرة والتي تؤكد على حدوث تحول نحو توقيع النظام السعودي اتفاق العار مع كيان العدو الصهيوني، تتمثل في تدشين ولي العهد محمد بن سلمان رسميا التطبيع الاقتصادي مع كيان العدو بعد أن سمح مؤخرا لعشرات رجال الأعمال الصهاينة بإبرام صفقات ضخمة في السعودية.
وهذا ما كشفه موقع “المونيتور” الأمريكي والذي أكد أن العشرات من رجال الأعمال الصهاينة قد وصلوا مؤخرا إلى الرياض وأبرموا الصفقات هناك، ما يشير إلى أن التطبيع الاقتصادي بين السعودية والكيان الصهيوني قد تم بدء العمل به قبل الإعلان النهائي لتطبيع العلاقات الذي قد يستغرق بعض الوقت.
وبحسب صحيفة “هآرتس” الصهيونية فإن إبرام الصفقات جاء بعد موافقة السعودية على الاستثمار المباشر في شركاتٍ “إسرائيلية”، عن طريق صندوق مالي لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وجاءت هذه الصفقات بعد أن حذر ناشطون سعوديون، من خطورة خطوة أقدم عليها النظام السعودي تتيح لغير السعوديين بالاستثمار في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وصدر بيان عن هيئة السوق المالية السعودية، أفاد بأنه تم السماح باشتراكات غير السعوديين في الصناديق العقارية المستثمرة داخل حدود مدينتي مكة والمدينة.
وبررت سلطات النظام السعودي هذه الخطوة بأنها تهدف إلى زيادة الاعتماد على السوق المالية كقناة تمويلية متنوعة.
إلا أن ناشطون حذروا من خطورة هذه الخطوة التي تفتح باب للأجانب وتحديدا الصهاينة للدخول إلى السوق السعودية.
وهناك خطوة أخرى على تعزيز هذه العلاقات تتمثل في وصول طائرة صهيونية خاصة إلى العاصمة السعودية الرياض.
وأظهرت بيانات ملاحية لموقع فلايت رادار وصول طائرة خاصة للعدو الصهيوني إلى العاصمة السعودية الرياض بعد توقف مؤقت في الأردن.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن أكدت صحيفة “اسرائيل هيوم” الصهيونية أن بن سلمان وافق على فتح الأجواء السعودية بشكل “جارف” أمام طيران الكيان المحتل في مسعى لدفع التطبيع مع “تل أبيب” قدما.
الصحيفة أوضحت أيضاً أن السعودية على وشك فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الصهيونية، كجزء من مخطط التطبيع التدريجي بينها وبين الكيان المصطنع، وذلك مقابل موافقة هذا الكيان على شروط السعودية بشأن الترتيبات الأمنية في جزيرتي تيران وصنافير المصريتين اللتين حولت مصر سيادتهما خلال فترة حكم عبد الفتاح السيسي إلى السعودية في 2017م.
وضمن خطوات حلقات التقارب السعودي– الصهيوني أيضاً كشفت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية عن موافقة بن سلمان، على خطة لمد كابل إنترنت بين الجانبين.
وتؤكد الصحيفة، أن مد كابلات إنترنت بين الكيان الصهيوني والسعودية لأول مرة ستكسر الاحتكار المصري لحركة الإنترنت.. كما نقلت الصحيفة احتفاء مسؤولين صهاينة بالخطوة التي تجعله “جزءًا من بنية تحتية إقليمية.
إلا أن الخطوة المستقبلية الأوسع في تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني هي ما كشفته وسائل إعلام العدو الصهيوني بأنه سيتم إعلان (منتدى أمني إسرائيلي سعودي خليجي) خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى الرياض منتصف الشهر المقبل.
وذكرت هيئة البث الصهيونية “كان” أن هناك اتصالات متقدمة لإقامة منتدى رسمي وأمني بين كيان العدو والسعودية وعدد من الدول العربية.
ونقلت الهيئة عن مسؤولين صهاينة قولهم: إن “البيان حول إقامة المنتدى سيصدر خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى الشرق الأوسط إما في “إسرائيل” أو في السعودية التي سيتوجه إليها من مطار بن غوريون في رحلة مباشرة”.
ولفت المسئولون الصهاينة إلى أن “إقامة المنتدى الأمني نضجت على مدار فترة طويلة من النقاشات والاجتماعات، بين مسؤولين صهاينة مع نظرائهم في الخليج، وأيضًا مع مسؤولين أمريكيين”.
وأوضحوا أنه “خلال زيارة وزير دفاع الحرب الصهيوني بيني غانتس إلى واشنطن في الشهر الماضي، نوقش الموضوع خلال الاجتماعات في “البنتاغون”، لكن بدون أدنى شك، فإن مثل هذا التقدم، الاجتماعات المشتركة أو المنتدى المشترك لـ”إسرائيل” والسعودية سيكون بمثابة شرق أوسط جديدًا”.
متابعون للشأن السعودي- الصهيوني التطبيعي يرون بأن هذه الخطوات التي أقدم عليها النظام السعودي تؤكد أن مقاليد الأمور في السعودية لم تعد تتعلق بالموافقة على التطبيع مع كيان العدو بل بالتوقيت فقط.
ويؤكد المتابعون أن هذه الخطوات لم تكن أمراً مفاجئاً، ولكنّها تتسق مع التصريحات الأخيرة لولي العهد محمد بن سلمان التي “تغزل” فيها بكيان العدو الصهيوني وأكد أنه “لا ينظر لإسرائيل كعدو، بل ينظر لها كحليف في العديد من المصالح التي يمكن أن يسعى لتحقيقها مع هذا الكيان”.
علامة أخرى أن هذه الخطوات لم تكن مفاجأة وأن النظام السعودي وكيان العدو يقيمان منذ سنوات علاقات غير رسمية تتمثل بتعاون سري بينهما، تأكيد سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية جوزيف ويستفال، أنه نقل رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حين انتخابه، قال فيها: إن السعودية “تؤمن بحق إسرائيل في الوجود”.
وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قد أكد في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في مايو الماضي، أن التطبيع بين بلاده والكيان الصهيوني سيحصل في نهاية المطاف.. قائلاً: “التطبيع الكامل بيننا وبين (إسرائيل) وبين المنطقة بأسرها و(إسرائيل) سيحقق فوائد كبيرة للجميع وللقضية الفلسطينية”، ولكنه اعتبر أن ذلك لن يتحقق دون حل القضية الفلسطينية، على حد قوله.
هذا كله يؤكد ما نشره الإعلام الصهيوني عن تصاعد وتيرة التطبيع مع النظام السعودي، والذي بلغ ذروته بالحديث عن لقاء جمع بين نتنياهو وبن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بمشاركة رئيس الموساد يوسي كوهين، وذلك في نهاية عام 2020م، كما أن صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية أكدت أن زيارات المسؤولين الصهاينة للسعودية لم تتوقف منذ 10 سنوات، ومن بينهم نتنياهو ووزير الحرب بيني غانتس ورؤساء للموساد.
الجدير ذكره أن التطبيع السعوديّ الصهيوني أصبح علنيّاً، والفترة الأخيرة أظهرت بوضوح “معدن النظام السعودي” خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينيّة والحرب على اليمن، لكن لن يجني هذا النظام ثمار خيانته، فالتنازلات التي يقدمها بن سلمان لكيان العدو، مقابل الحصول على مزايا عسكريّة وإعلاميّة وسياسيّة، لن تجلب له سوى “النهاية الحتميّة”.