صمود وانتصار

انصار الله يخربون الدولة التي لم تولد بعد..

بقلم / عبدالملك العجري

يقرفك بعض المخفين وهم يتحدثون بطريقة تراجيدية عن الخراب الذي لحق بالدولة مع انصار الله .
من يسمع لحكاياتهم عن النهايات المأسوية لمؤسسات الدولة يخطر بباله ان انصار الله تسلموا دولة تنافس جمهورية فرنسا الحديثة في عراقة تقاليدها المؤسسية و تعمل بأحدث الأساليب الإدارية.
لهؤلاء أقول:
هل غاب عنكم ان مشروع الدولة لازال -رغم مرور أكثر من نصف قرن من الزمان على ثورة سبتمبر -حلما يداعب خيال اليمنيين؟
معظم القوى السياسية التي تعاير انصار الله اليوم أتيح لها فرصا تاريخية لبناء الدولة لم تتح لجورج واشنطن مؤسس اعظم امبراطورية في العصر الحديث مع انه مدة حكمه لم تتجاوز الثمان سنوات تمكن خلالها من انشاء هذه الإمبراطورية من العدم .
باستثناء المحاولة اليتيمة لطيب الذكر الشهيد الخالد إبراهيم الحمدي لم تخلف القوى المتعاقبة على الحكم غير هجين من العصبيات الماقبل وطنية افرز التعايش بينها مع الزمن هذا الكائن السياسي المشوه الذي نسميه تجوزا دولة بينما الحقيقة ان ملايين السنين الضوئية تفصله عن الدولة بالمفهوم الحديثة.
لا نبرر لأي انحرافات يمارسها أي شخص أيا كان لكن تذكروا ان الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة المتهالكة بالأساس من الانهيار في الظرف الذي يمر به اليمن كان مفاجأة اثارت دهشة الدول الكبرى بقدر اثارتها حنق وغيض العدوان ,وفي ظروف مشابهة بل ربما اقل فشلت أنظمة ذات قوة وخبرة وتجربة في الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة من الانهيار لشهور .
ختاما معظم اليمنيين ان لم يكن كلهم ذاقوا مرارة غياب مشروع الدولة وكل الأطراف شربت من ذات الكاس الذي جرعته دهرا خصومها .ولعل هذه الفترة الطويلة من كي الوعي الناتج عن غياب دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية تكون كافية لاستيقان انه لا الحزب ولا القبيلة ولا الطائفة ولا الجماعة توفر الحماية ولا الرعاية الحقيقيين وان دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية هي وحدها القادرة على حماية البلاد والعباد.
فهل من مدكر!!