الإعلام بين يدي الموفدين الصحفيين..
هاشم أحمد شرف الدين*
نحن أمام حالة غريبة في العمل الإعلامي، حيث يصبح الفيس بوك هو وسيلة النشر الأولى للموفد الصحفي قبل وسيلته الإعلامية التي يمثلها، فنبدو أمام حالة سبق شخصي، لا صحفي مهني، وينطبق هذا على أداء بعض الزملاء الموفدين لتغطية مشاورات الكويت.
أما إذا كانت هناك مواد صحفية يبعثها الموفد إلى وسيلته وتقوم هي بنشرها، فمن المهم أن يعيد الموفد إعادة نشرها لنا في الفيس بوك نقلا عن وسيلته عبر نشر رابط المادة، أو فيديو مسجل للتقرير، أو فيديو مسجل لارتباطاته الصورية أو الهاتفية باستوديو الأخبار أو البرامج، حتى نحكم نحن كجمهور على قيامه بواجبه من عدمه.
شكل غريب آخر يتجسد في غياب “المصدر” ، إذ نطالع بين حين وآخر خبرا تحت عنوان “موجز خبري” مجهول الهوية، لا ندري من وراءه، ثم إنه أي هذا الموجز يلغي ميزة التنافس الإعلامي، ويجعلنا كجمهور إزاء نسخة مكررة في كل الوسائل التي نتابعها، أي يكرس خمول الصحفي الموفد، بل ويلغي الداعي لإيفاده، فكان أولى أن يبقى في بلده، وأن تتلقى وسيلته نسخة من هذا الموجز، وكفى..
هناك نقطة أخرى إذ يبدو أننا أمام حالة أخرى جديدة يكتفى فيها بأن ينقل الموفد لنا نشاطه الشخصي، وليس أخبارا ومعلومات وتحليلات لطبيعة مجريات الأحداث، أو الخيارات المتاحة أمام من يصنع الحدث، فبتنا مجبرين على أن نقيم الصحفي لا الوسيلة التي يعمل بها، فإن قصر الصحفي ألقينا اللوم عليه في حين أن الأحق باللوم هي الوسيلة التي أوفدته، لأن انتاجها عن الحدث لم يكن بالمستوى اللائق.
كل هذه الحالات غريبة على العمل الإعلامي، لكن أغربها أن يقتنع الصحفي بأنه موفد ليمارس دورا سياسيا لا صحفيا، فترى منتجه الصحفي محدودا جدا، وبهذا يكون قد أسهم في تحجيم دور مهنة الصحافة إلى حد كبير.
أظن أن كفي الأخ الموفد الصحفي عبد الحميد الغرباني الاضطراريتين في سويسرا خلال المشاورات الأولى قد أسهما في إحداث هذا التوجه لا إراديا لدى بعض الموفدين بشكل أو بآخر.
*نائب وزير الإعلام – اليمن