صمود وانتصار

صنعاء: نتائجُ الهُدنة غيرُ مشجِّعة ولا قيمةَ لأية إجراءات لا تحقّق السلام الفعلي

الصمود | مع اقترابِ الهُدنة الإنسانية والعسكرية من نهايةِ فترةِ التمديد في ظل إصرار تحالف العدوان على التعنت ورفض تنفيذ بنود الاتّفاق، أكّـدت صنعاء على أن هذه التجربة غير قابلة للتكرار في المستقبل، وأن حديثَ الرئيس الأمريكي عن التمديد مجدّدًا لا قيمة له في ظل المعطيات الصادمة وغير المشجعة على الواقع، كما جدّدت التأكيدَ على التمسك بمعادلة السلام الرئيسية كطريقٍ وحيدٍ للحل الشامل، لا بديلَ عنه سوى استمرار المواجهة، في إنذار جديد يأتي بالتزامن مع محاولة أمريكية سعوديّة لترتيب الصفوف؛ مِن أجلِ مواصلة العدوان والحصار.

وكان الرئيسُ الأمريكي جو بايدن تحدث مؤخّراً عن “موافقة السعوديّة على تمديد الهُدنة في اليمن” في محاولة لتضليل الرأي العام وتلميع صورة المملكة والولايات المتحدة، والتغطية على استمرار معاناة الشعب اليمني جراء تعنت تحالف العدوان ورفضه لتنفيذ بنود الاتّفاق.

وجاء تصريحُ بايدن خلال زيارته للسعوديّة مؤخّراً، والتي حمل فيها أجندة عدوانية فيما يتعلق باليمن خَاصَّة وبالمنطقة بشكل عام، حَيثُ هدفت الزيارة بوضوح إلى ترتيب صفوف قوى العدوان ورعاتها لمواصلة استهداف بلدان المنطقة وعلى رأسها اليمن.

ورداً على ذلك، أعلن المجلسُ السياسي الأعلى رفضَه لأية مخرجات تصدُرُ عن زيارة بايدن وتمس سيادة وأمن واستقرار اليمن، مستنكراً حديث الرئيس الأمريكي عن تمديد الهُدنة التي “لم يتلزم طرف العدوان بتنفيذ بنودها”.

وَأَضَـافَ بيانُ المجلس أن الهُدنةَ “مثّلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل”، مؤكّـداً “الاستعداد الدائم لتعزيز أية جهود تتسم بالمصداقية وتقود على نحو مضمون إلى معالجات حقيقية وعملية في الجانبين الإنساني والاقتصادي”.

وأكّـد أن “السلامَ في اليمن يتطلَّبُ إرادَةً واضحةً وجادة واستعداد عملي من قبل دول العدوان لاحترام سيادة واستقلال اليمن والانخراط بشكل عملي في وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وأي شكل من أشكال التواجد العسكري في اليمن إلى جانب معالجة كُـلّ آثار وتداعيات الحرب وفي مقدمة ذلك الإفراج عن الأسرى وإعادة الإعمار والتعويض وجبر الإضرار” مُشيراً إلى أن “التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لليمن تمثل الإعاقة الكبرى للسلام”.

وأوضح المجلسُ أن المعطياتِ على الواقع تدل على انعدام مصداقية أي حديث أمريكي أَو سعوديّ عن السلام ومن ذلك “رفض المبادرات والتنازلات التي قدمتها صنعاء للتخفيف من معاناة المواطنين، وتمسك دول العدوان بالحصار وإعاقة تدفق السفن إلى ميناء الحديدة وإغلاق الأجواء اليمنية في الوقت الذي تفتح فيها أجواء العدوّ للكيان الصهيوني”.

وأكّـد البيانُ أن “أمريكا ليست في صددِ تعديل سلوكها تجاه اليمن والمنطقة ككل مما يجعل من زيارة الرئيس الأمريكي محل إدانة وشجب ورفض لدى الشعب اليمني وكل أحرار الأُمَّــة”.

وَأَضَـافَ أن اليمن يتمسك بحقه الكامل في مواصلة النضال واتِّخاذ ما يراه من الإجراءات والخيارات التي تضمن حقوق الشعب اليمني كاملة غير منقوصة، ويرفض كُـلّ محاولات الانتقاص منها أَو الالتفاف عليها بأي شكل من الأشكال.

البيانُ حمل رسائلَ واضحةً ومباشرة لدول العدوان والولايات المتحدة، مفادها أن الوقت لم يعد يتسع للمزيد من المراوغات والحلول الشكلية والجزئية التي تُبقِي على معاناة الشعب اليمني، وتنطوي على استمرار العدوان والاحتلال، وهو ما يعني ضرورةَ الاقتراب من معادلة السلام الرئيسية التي أعلنتها القيادة الوطنية أكثر من مرة، والتي تمثل البديل الوحيد عن استمرار وتصاعد العمليات العسكرية المشروعة للرد والردع والتحرير.

وفي هذا السياق أَيْـضاً، أكّـد رئيسُ الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام، أن “السلام في اليمن لا يتم إلا بوقف شامل للعدوان وسحب القوات الأجنبية ورفع شامل للحصار، والإفراج عن الأسرى، وُصُـولاً إلى معالجة شاملة لتداعيات العدوان من تعويضات وغيرها”.

وَأَضَـافَ أن “أيةَ إجراءات لا ترقى إلى السلام الحقيقي لا قيمة لها”، في إشارة إلى إغلاق الباب أمام محاولات المساومة التي يسعى العدوّ من خلالها للحصول على مكاسب عسكرية وسياسية مقابل أوراق إنسانية.

وأكّـد عبد السلام أنه “لا استقرارَ للمنطقة دون استقرار اليمن” في إشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع أن تحمي قوى العدوان -كما تزعم- إذَا لم يتم تحقيق متطلبات السلام العادل في اليمن.

هذا أَيْـضاً ما أكّـده عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي الذي أوضح أن “الهُدنة الحالية لم تؤتِ ثمارها ولسنا راضين عنها”، وأضاف: “لن نقبل أن تنتهيَ الأمور إلَّا بوقف العدوان وفك الحصار والا فنحن مستعدون للمواجهة حنى النهاية”.

وكان وزيرُ الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي قد أكّـد قبل أَيَّـام أن القوات المسلحة “جاهزة لقلب الطاولة والتعامل مع كُـلّ المتغيرات” في حال أصرت دول العدوان على الاستمرار بالحرب والحصار.

وتحاول دول العدوان والولايات المتحدة الأمريكية الالتفاف على متطلبات السلام من خلال محاولة تحويل الهُدنة إلى حالة “لا حرب ولا سلام” مُستمرّة لتقييد خيارات صنعاء العسكرية، بالتوازي ترتيب الصفوف لمواصلة العدوان والحصار، لكن تحذيرات صنعاء منذ بداية الهُدنة تؤكّـد بوضوح على أن هذه المساعي لا مستقبل لها وأن عواقب هذا السلوك ستكون صادمة للعدو ورعاته.

 

صحيفة المسيرة