صمود وانتصار

عامٌ من العدوان كُشفت فيه حقيقة العالم

الصمود | أقلام حرة | 26 / 4 / 2016 م

بقلم / محسن علي الجمال

مجرد ما أَن شعرت دولُ الاستكبار العالمي وعلى رأسها أَمريكا وإسْرَائيْل انفلات اليمن كدولة ونظام وقبائل من سطوة أيديهم وقبضتهم وقيام الشعب بثورة 2014 قطعت الأحلام المشينة ورفضت غُبار الذل والاستسلام والخنوع ولتصحيح مسار ثورة 2011 التي تم اغتيالها وإجهاضها بوقت مبكر ممن هم اليوم يقبعون ويتسعكون في فنادق الرياض بعد أَن كانت تدير مخططاتها عبر أياديها الإجْــرَامية في الوطن التي كانت تعبث به وتستهتر بأرواح الشعب يوما بعد اخر قامت بشن عدوان غاشم تكالبت معه أغلبية دول العالم وصامت بعضها عن التحدث بشأن القضية اليمنية ومظلوميتهم إلا قليلٌ من الأصوات الحرة التي وقفت بشجاعة إلَى جانب شجاعة وصبر الشعب اليمني الذي خيّب آمال وطموحات المعتدين وتهاوت على اثره عروش الطغاة والظلمة والمتنفذين رغم الضخ المالي الكبير والدور الذي لعبته في شراء الذمم لبعض المرتزقة من الداخل.
عامٌ من الصبر والتجلد وكرم التضحية بالنفس سطّرها أبناء شعبنا بجيشه ولجانه الشعبية جعل العالم في حيرة من أمره لتكشف كل يوم مزيداً من التخبط والسقوط المخزي والمذل والمهين المتهاوي فيما كانت المخططات التي كانت مجدولة وجاهزة لتفتيت وشرذمة الشعب اليمني.
عامٌ استهدف فيه الحجر والشجر والبشر وَرغم الجروح التي طالت الشعب اليمني الا انها مثّلت انتكاسة مُرة لدول تحالف العدوان وعلى رأسها النظام السعودي الذي أَصْبَــحَ يتخبط في وسائل إعْــلَامه وَفي كافة جبهات ومحاور القتال بعد أَن لفضتهم الأرض اليمنية المباركة وتحولت إلَى جحيم قاتل وفوهات تبتلعهم وتقطقط مفاصل عظامهم وتحولهم إلَى جثثٍ منتنة ومحللة تنام في العراء تنهشها الدود والأكلة بعدما استغنت الكلابُ وشعبت من لحومهم.
عامٌ من العدوان تناثرت وتطايرت فيه ما يسمى بفخر الصناعة الأَمريكية التي اكتسبت مليارات الدولارات من ورائها وباعتها للنظام السعودي وزلزلت أمام الضربات الحَيدرية التي صنعها المجاهدون من أبطال الجيش واللجان الشعبية وأَصْبَــحَت تلك المعدات العسكرية كسيحة وقعيدة عاجزة وذليلة وصاغرة سقطت في مستنقع الوحل اليمني.
عامٌ من العدوان جعل المقاتل اليمني من نفسه اسطورة في فنون القتال اعترف به العدو قبل الصديق ستدرس في الأكاديميات العسكرية العليا هربت وفرت من أمامه وزمجرته جحافله وثعالبه وخفافيشه ومرتزقة العدوان، وتحطمت أمام صموده ورصاصاته كثيرٌ من الجماجم، كان آخرها فرار شركة بلاك ووتر الأَمريكية التي عاثت في العراق الفساد لكنها في اليمن كانت آخر تصريحاتها بأن دول التحالف خدعتهم وولّوا مدبرين جارين أذيال الهزيمة النكراء والساحقة.
عامٌ من العدوان كشفت فيه قناع العالم المختفي فيما كان يتشدق به من حقوق إنسان وطفل ومرأة وغيرها إلا أنه في هذه الحرب وهذا العدوان نسفت جميعها، فلا حقوق لمن هو ضعيف ومستضعف في هذا الكون.
عامٌ بيعت فيه أغلبية الضمائر واشترها النظام السعودي في سوق النخاسة وتكبّلت ما تسمى بالمنظمات الدولية والحقوقية أمام الجرائم التي تنتهك بحق المواطنين العُزّل في الجمهورية اليمنية في ظل صمت مخزٍ ومريب للعالم كله.
عامٌ تجلت وانكشفت فيه جميع الحقائق فمن كانوا يحكمون الوطن ويتربعون على عرشه وتحت المظلة الوطنية كانوا خداماً ينفذون المشاريع الاستراتيجية للأعداء ولكن الحرب خلعت عنهم القناع والديباج التي كان يتمظهرون به لوطن باعوه بثمن بخس لأشرار الخلق وأراذل البشر.