إذا كانت الهدنة لا تنفع فعدمها لن يضر
مقالات|| الصمود|| منير الشامي
خلال أكثرَ من 7 أعوام من العدوان الإجرامي وقيادتُنا الحكيمةُ تتعامَلُ مع مملكةِ القتل وإماراتِ الإجرام ومرتزِقتِهما تعامُلًا مستندًا إلى توجيهاتِ الله ورسوله وأعلامِ الهدى، شمل مختلفَ المستويات وشتى الجوانب ولم تخرُجْ في تعاملها مع المعتدين عن ثقافتها القرآنية ومشروعها المستنبط منها.
بل إن قيادتَنا في تحَرّكها لمواجهة العدوان كانت وما تزالُ في سبيلِ الدفاع عن الشعب وعن أرضه وعِرضه، وهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرَها أيٌّ كان.
وكذلك فتعامُلُ قيادتنا معهم تجاه الهُدنة لم يخرُجْ عن أُسُسِ مرجعيتها القرآنية والنبوية والأخلاقية، وستظلُّ على هذا النحو اليوم وغداً وإلى ما شاء الله، وما قبولها للهُدنة إلا تجسيدٌ لقوله تعالى: (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).
ولأن الأمر كذلك فقد وفَّت قيادتُنا بشروط الهُدنة بينما هم نكثوها من اليوم الأول لفترتَيها الأولى والثانية، وسعت قيادتنا بكل قوتها لجعل الهُدنة مقدمةً حقيقيةً لإحلال السلام، بينما سعت السعوديّةُ والإماراتُ ومرتزِقتها وما زالوا نحوَ استمرار الحرب، رغم أنهم من طلبوا الهُدنة تنفيذاً لتوجيهات النظام الصهيوأمريكي، ومع ذلك ورغم كُـلّ انتهاكاتهم للهُدنة وخرقهم الذي لم يتوقفْ لبنودها وعرقلتهم لتنفيذ أدنى ما تم الاتّفاق عليه وأقل ما التزموا به.
التزمت قيادتُنا بالهدوء وتحلَّت بالصبر ووفّت بعهود الهُدنة فلم تنكث ولم تغدر، وهذا ليس غريباً عليها فهي أهل للأمانة وعنوانٌ للوفاء وعلَمٌ للصدق، وذلك لا جبناً منها ولا خوفاً منهم، بل خشية لله وطاعة له، والعالم بات يشهد بشجاعتها وحنكتها وقوتها، وهو ما أثبتته خلال سنوات الحرب.
اليوم ونحن على بعد أَيَّـام من نهايةِ فترة التمديد الثانية للهُدنة، رأينا وسمعنا توجيهات مولاهم بايدن يوجِّهُهم بتمديد الهُدنة لستة أشهر قادمة في حين لم ترد قيادتُنا ردًّا رسميًّا على ما وجههم به مولاهم بايدن حتى الآن غيرَ أن تصريحاتِ رئيس الوفد الوطني تعكس موقفَ قيادتنا الواضح والذي يمكن إيجازُه بعبارة “إذا كانت الهُدنة لا تنفعُ شعبَنا فالحربُ لن تضُرَّه”.
وهذه هي خلاصةُ تصريحات عبدالسلام وما يحوم حول حماه تصريحات كبار المسؤولين أمثال الأُستاذ محمد علي الحوثي -عضو المجلس السياسي الأعلى- في سياق خطابه بذكرى الغدير والأُستاذ حسين العزي -نائب وزير الخارجية- في تغريداته.
كُلُّ ذلك يمثِّلُ رسائلَ واضحةً لنظام الرياض مفادُها لن نقبلَ بتمديد هُدنة منتهكَةٍ شروطُها مخترقةٌ بنودُها، فالمؤمن لا يُلدَغُ من جحر مرتين؛ وبذلك فَـإنَّ على نظام الرياض أن يدركَ جيِّدًا أن قيادتَنا -بشعبِها وجيشها- مستعدةٌ لاستئناف الحرب أكثرَ ألف مرة من استعدادِها لتمديدِ هُدنتهم المزعومة.