صمود وانتصار

الصفقة مع هادي قضت بإخراجهما من عدن.. داعش يسابق القاعدة في حضرموت ويستبقها إلى شبوة

شباب الصمود/ خاص

ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات الإرهابية في وادي حضرموت الى 16قتيل و23جريح من جنود الجيش فيما سقط 25 من العناصر الارهابية بين قتيل وجريح .

واعلن تنظيم (داعش) تبنيه للعملية موضحاً ان عناصره هاجموا 3 ثكناث عسكرية على طريق سيئون القطن وان انتحاري يدعى (بتار العدني) استهدف تعزيزات للجيش بسيارة مفخخة.

فيما ذكرت المصادر، أن “تعزيزات المهاجمين قدمت من اتجاه مدينة المكلا التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة”، مشيرة إلى أنه “كان بحوزتهم أسلحة متطورة”.

ورجحت مصادر صحفية أن صفقة مع التنظيمين الإرهابيين قضت بإخراجهما من عدن، ليتمكن هادي من العودة إلى المدينة بعد أن سيطر عليها مسلحو داعش والقاعدة، والمقابل: تمكين القاعدة في حضرموت الساحل، والسماح لداعش بالتمدد في حضرموت الداخل وفي شبوة. وهذا ما يفسر حدوث العملية الاإرهابية الأخيرة التي استهدفت الجيش الجمعة الماضية.

ويسعى داعش إلى إسقاط المحافظات النفطية والسيطرة على منابع النفط، مستغلاً الانفلات الأمني المتصاعد في المناطق الجنوبية. وذلك على خطى التنظيم في العراق وسوريا وليبيا.

يأتي ذلك وسط عوامل قد تمثل دافعاً رئيسياً لتوسُّع التنظيم في شبوة، في ظلّ الانفلات والفراغ الأمنيين الناتجين من انسحاب الجيش واللجان الشعبية في أغسطس الماضي، إضافة إلى صغر مساحة المحافظة التي ظلّت على مدى السنوات حاضنة رئيسية للتيارات المتطرفة، إلى جانب امتلاك «القاعدة» و«داعش» أسلحة ثقيلة سبق أن سيطرا عليها أثناء اقتحامهما لعدد من المعسكرات التابعة للدولة مطلع العام الجاري.

ومطلع أكتوبر الماضي، حذّر المتحدث الرسمي باسم مجلس ما يسمى «المقاومة الجنوبية» في شبوة، سالم ثابت العولقي، في تصريحات صحافية، من سقوط شبوة بأيدي التيارات المتشددة (داعش والقاعدة) التي قال إنها تتوافد بنحو كبير إلى عدد من مناطق بيحان في المحافظة. وطالب «تحالف العدوان» بقيادة السعودية بالتدخل العاجل لتأمين المحافظة من الأخطار التي تحيط بها، إلا أن العدوان تجاهل تلك المناشدات، وعوضاً عن ذلك تولّى مهمة نقل 500 عنصر من عناصر «داعش» من سوريا إلى مطار عدن، بعد ثلاثة أعوام من تصدير المئات من عناصر «القاعدة» من جنوب اليمن إلى سوريا عبر تركيا، وهو ما كشف عن نيّات تسليم شبوة النفطية لتنظيم «داعش».

ويسجل قيادات الحراك الجنوبي بالمحافظة صمتا مريبا تجاه التطورات، رغم أنها سبق و توافقت مع الجيش واللجان الشعبية على الانسحاب والتزام الحراك بتأمين المحافظة من سيطرة الجماعات الإرهابية.

ورصد إعلام العدو أن الجيش واللجان الشعبية تعد قوات كبيرة مجهزة بالأسلحة والمقاتلين للتعمق شرقا، في محاولة منها لفتح جبهات جديدة على طول الشريط النفطي والغازي، ما يعني أن ثمة سباق بين الجيش وداعش على شبوة في ظل تخاذل الحراك الجنوبي.

وأنشأ «داعش» عدداً من معسكرات التدريب في مديرية يافع التابعة لمحافظة لحج، حيث يتخذ معقلاً رئيسياً، وأعلن عن حضوره أخيراً في عدد من المحافظات الجنوبية، حاول الاندماج مع تنظيم «القاعدة» الذي يسيطر على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت منذ نيسان الماضي. وكان الهدف الرئيسي من الالتحام مع «القاعدة» الذي يسيطر على مدينة المكلا وضواحيها وعلى ميناء الضبة النفطي، (ويقع عدد من منابع النفط في نطاق سيطرته)، استكمال السيطرة على حقول النفط في المحافظات الجنوبية، وفرض السيطرة كأمر واقع على غرار ما حدث في محافظة نينوى العراقية ودير الزور شرقي سوريا.

وحسب صحيفة الأخبار اللبنانية لم تكن هناك أية عوامل جاذبة لتنظيم للتوسع في شبوة وحضرموت باستثناء «الذهب الأسود» المتوافر فيهما، والغطاء الذي توفره السعودية للتيارات المتطرفة في اليمن. ففي حضرموت، أكبر المحافظات اليمنية، يوجد 22 قطاعاً نفطياً إنتاجياً ممتداً على مختلف مديرياتها. ويقع الكثير من تلك القطاعات في حدود المحافظتين، أبرزها القطاعات النفطية رقم 14 والقطاع 53 والقطاع 32 والقطاع 51 والقطاع 14 في منطقة المسيّلة. ويقع بالقرب من المكلا القطاع 53 والقطاع 43 والقطاع رقم 9 والقطاع رقم 13 والقطاع رقم 15، والقطاع 33 والقطاع 35 النفطي والقطاع 41 غربي المكلا، إلى جانب قطاعات أخرى. وتتوزع تلك القطاعات النفطية الإنتاجية بالقرب من مدينة المكلا الخاضعة لسيطرة «القاعدة»، وفي حضرموت الصحراء والوادي. ويوجد 13 قطاعاً نفطياً وإنتاجياً في محافظة شبوة، وتتمثل أولاً في القطاع رقم 10 الذي يقع في شرقي شبوة بالقرب من حضرموت، وقطاع 5 النفطي والقطاع S1 والقطاع 4 والقطاع S2 ويقع في منطقة العقلة. أما القطاع رقم 1 ورقم 2 ورقم 3 وقطاع 20، فتقع في صحراء السبعتين، فيما يقع قطاع 69 وقطاع 70 بالقرب من مدينة عتق عاصمة المحافظة، ومعظم تلك القطاعات النفطية تقع في مديريات عسيلان وبيحان. يُضاف إلى ذلك وجود قطاعات نفطية مشتركة بين المحافظتين، كالقطاعين النفطيين 6 و8.

وبالموازاة مع تحرك داعش أعاد الجيش واللجان الشعبية مطلع الشهر الجاري فتح جبهة شبوة مرةً أخرى، بعد السيطرة على عدد من المديريات وطرد عناصر التنظيم من محافظة البيضاء. وخلال الأسبوعين الماضيين من المواجهات، سيطرت وحدات من قوات الجيش واللجان الشعبية على موقع حصن المترب الاستراتيجي ووادي النحر ومنطقة سيلة في مديرية بيحان. ومن شأن تقدّم الجيش واللجان الشعبية في جبهات محافظة شبوة، أن يُفشل مخطط تسليم المحافظة لـ«داعش» وتبديد أحلام السيطرة على نفط المحافظة.